تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الطلاق النفسي أشدُّ أثراً على الحياة الزوجية

مجتمع
الأربعاء 3-2-2010م
بقلم .د .معمر نواف الهوارنة

حينما تكون شخصية الزوجين متنافرين سلباً ، أو غير متفاهمين أو احدهما يعاني الاضطراب، فإن توتر العلاقات وظهور المشكلات والخلافات شيء متوقع ،

وسيبقى ويزداد لينتهي الى طلاق معلن أو طلاق مخبأ صورة الأولى زواج غير ممارس ، ويكون مقدمة للطلاق أو الهجر الذي يسبقه ، والصورة الثانية طلاق نفسي غير معلن لآخرين . إن الطلاق النفسي بين الزوجين أشد أثراً على الحياة الزوجية من الطلاق المعروف الذي ينتهي بالانفصال المكاني بين الزوجين.‏

فالطلاق النفسي هو وجود حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني بين الزوجين، وبعد كل منهما عن الآخر في أغلب أمور حياتهما . ويرتبط الطلاق النفسي عادة بمرحلة منتصف العمر. وقد يكون الطلاق على خطورته البالغة أسهل من الطلاق النفسي الذي لايرجى برؤه وكأن الزوجين المطلقين نفسياً جثتان تعيشان مع بعض وبالجسد فقط وكأن حياتهما الزوجية ميتة وهي عرفاً على قيد الحياة.‏

أما عن أسباب الطلاق النفسي بين الزوجين فهي « الاختلاف الثقافي الكبير، اختلاف الأعمار بشكل كبير ، عدم تكيف كل طرف مع رغبات الآخر ، والتغيرات الفسيولوجية بسبب انعدام التبويض وانخفاض نسبة هرمون الاستروجين والبرجستيرون في الدم، بالإضافة الى عدم القناعة بالشكل إطلاقاً فالكثيرون يتحدثون حول الشكل ويدعون الى عدم إعارته الاهتمام وهذا في اعتقادي غير صحيح ، فالشكل مهم جداً فإن الذي يتزوج امرأة غير مقتنع بشكلها على الإطلاق كثيرا مايقع في بئر الطلاق النفسي .‏

أما عن آثار الطلاق النفسي على الزوجين فهي:‏

« الانسحاب من فراش الزوجية ، وغياب الاحترام واللين والرفق بين الزوجين، وعدم الاشتراك في أنشطة مشتركة ، وشيوع السخرية والاستهزاء والإهمال والأنانية واللامبالاة باحتياجات ومتطلبات ولآلام كل طرف ، اللوم المتبادل والأكل والشرب بشكل منفصل ، والهروب المتكرر من المنزل أو جلوس الزوجين في أماكن منفصلة داخل بيت الزوجية وتبلد المشاعر وجمود العواطف وجرح مشاعر الطرف الآخر بكلمات مؤذية وشيوع الصمت وضعف التواصل وغياب لغة الحوار في الحياة الزوجية».‏

ويكون الطلاق النفسي في كثير من الحالات عن طريق طرف واحد ، في حين أن الآخر يجهل ذلك كلياً ، وإذا كان الطلاق النفسي عن طريق المرأة فإن العلاج يكون أصعب خاصة إذا وصلت المرأة الى قناعة بعدم أهلية زوجها للقيام بدور الرجل في حياتها، لأن هذه القناعة تعني بصورة آلية حدوث الطلاق النفسي مستقبلاً حتى ولو استمرت في زواجها بشكل طبيعي وإن أنجبت.‏

أما عن علاج الطلاق النفسي فهي :‏

- زيادة الصراحة والوضوح والمرونة في العلاقة الزوجية ، وإتاحة المجال لكل منهما ليقول مالديه مع ضمان استماع الطرف الآخر .‏

- فتح مجال أوسع لكل من الزوجين ليشعر بالاطمئنان داخل العلاقة الزوجية ، وزيادة انتباه وتقدير كل منهما للآخر..‏

- زيادة قدرة كل من الزوجين على التكيف المطلوب لحل المشكلة، وفهم كل منهما لسلوك الطرف الآخر .‏

- على الزوجة تعلم فن الدبلوماسية مع زوجها، واللجوء الى المديح والثناء وفي كل الأمور بدءاً من شكله وطلعته الى طريقة كلامه وتعاملاته، والجميل في كيل المدائح أنها معدية فتنتقل الى الزوج ويرد الجميل.‏

- اختاري كل يوم كلمة تناديه بها أو تقولينها له على الهاتف ، واعترفي بمشاعرك تجاهه وخاطبيه بكلمات الغزل ، فيتشجع ويبادلك بكلام أرق وأجمل تجلب لكما الراحة وتفرض عليكما التقارب والألفة والحميمية ، وبرأيي يجب على المرأة أن تجهر وتعبر عن حبها ، لأن الرجل يكون من النوع الصامت الذي لايعرف كيف يعبر عن مشاعره .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية