تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


77 جزيرة عائمة في ديرالزور .. الحوائــــج النهريـــــة تفتقــــــر للإدارة والتنظيـــــم..وعراقيـــــل تعــــــوق اســـــــتثمارهـــــا ســــــــياحياً !!

مراسلون
الأربعاء 3-2-2010م
عبد اللطيف الصالح

من يقوم برحلة عبر نهر الفرات ضمن نطاق محافظة دير الزور بدءاً من حدودها مع محافظة الرقة وانتهاء بمدينة البوكمال، يكتشف أن النهر يزخر بكنوز طبيعية، وهي عبارة عن جزر أو بما تسمى بالمنطقة حوائج نهرية،

تم تشكلها على مر السنين وتبدو للناظر مساحات خضراء عائمة على سطح النهر تتنوع فيها الحياة البيئية، حيث تجد هذه الحوائج وكأنها غابات نهرية تحتوي على أنواع متعددة من النباتات والأشجار المناسبة لبيئة المحافظة منها الصفصاف والغرب والحور الفراتي والطرفة، كما تعيش فيها حيوانات وطيور وكائنات متعددة ومتنوعة، مثل النمر الفراتي وكلب الماء والحمام البري والبلشون الأبيض والرمادي والعقيق والسمان والبوم والعصفور الدوري والسلاحف النهرية والفراتية إضافة إلى طيور أخرى مهاجرة تزور هذه الحوائج في مواسم محددة، مثل الدراج والنورس والحمرة والزرزور والشحرور والبط البري ودجاج الماء والقطا والعقاب والباز..‏‏

ومع أن عدد الحوائج النهرية في المحافظة يصل إلى 77 حويجة، تقدر مساحاتها بنحو 32 ألف دونم، ومن الممكن أن تكون منتجاً سياحياً واستثمارياً إلا أنها بعيدة عن ذلك رغم أن بعض الحوائج تم طرحها في ملتقيات ومؤتمرات الاستثمار ولم يلتفت إليها أي مستثمر، وحوائج أخرى أعلن عن استثمارها سياحياً وتقدم إليها مستثمرون محليون ولكن لاتزال إجراءات الترخيص بطيئة وتلقى الكثير من العقبات في الدوائر المعنية، وعزت مديرية السياحة هذا البعد إلى جملة من الأسباب منها القوانين الناظمة فيما يخص الحراج والتي تتعارض مع أشكال الاستثمار التي يرغب بها المستثمر، وعدم وجود وسائل نقل مؤهلة تصل إلى الحوائج.‏‏

إضافة إلى وجود صعوبات في عمليات الترخيص لإقامة منتجعات سياحية، فهناك مشروعان لمنتجع سياحي في الحويجة النهرية بالبوكمال وهذان المشروعان لاتزال الخطا فيهما بطيئة جداً نتيجة العراقيل التي تواجه أصحابها أثناء استكمال الإجراءات..‏‏

ولم تكن الحوائج النهرية بعيدة عن الاستثمار فحسب وإنما هي أيضاً بعيدة عن الاهتمام بتنظيمها وإداراتها، ولذلك فقد تكثر عليها التعديات من خلال الاحتطاب والرعي رغم كل الجهود التي تبذلها عناصر مصلحة الحراج لحماية النباتات والأشجار الموجودة ضمن هذه الحوائج، حيث يوجد في المصلحة 23 خفيراً حراجياً موزعين على طول سرير نهر الفرات، وهؤلاء الخفراء يتم رفدهم بعناصر وعمال مؤقتين من دائرة الحماية ولا يقل عددهم عن 80 عنصراً، واستطاعت المصلحة خلال العام الماضي أن تضبط أكثر من 200 حالة، تم تنظيم الضبط اللازم بحق المتجاوزين وإحالتهم للقضاء.‏‏

ويقول أحد المعنيين بالحراج، إن هذا وحده لايكفي ولابد من عملية تنظيم لهذه الحوائج يمكن من خلالها أن نعيد تأهيلها بشكل مستمر ونعمل على تنميتها ومن ثم المحافظة على النباتات والأشجار والحياة البيئية فيها، فمالياً سواء كان الخفراء الحراجيين أم الحراس العاملين ينحصر عملهم فقط بالمراقبة والحراسة لا أكثر ولذلك لابد من إيجاد وسائل أخرى لتنظيم وإدارة هذه الحوائج بحيث يتم العناية بالأشجار والنباتات من خلال التقليم وإزالة النباتات اليابسة وإعادة تأهيل موقع كل حويجة، ويمكن تفعيل هذه الوسائل عن طريق النهج التشاركي مع المجتمع المحلي أو المجاورين لهذه الحوائج أسوة بما هو متبع في المحافظات الأخرى، فهذا الأسلوب لو تم العمل به يمكن أن يساهم كثيراً في عمليات التأهيل والحماية وإذا تحقق ذلك من المؤكد أن تكون الحوائج منتجاً سياحياً قادراً على عمليات الاستقطاب والجذب لإقامة مشروعات أو منتجعات سياحية فيها..‏‏

تعليقات الزوار

أحمد المغترب |  ahmed20061112@hotmail.com | 03/02/2010 11:36

فعلا ً ان الفرات السوري وخصوصاً في محافظة دير الزور يزخر بالكثير من الكنوز والثروات المهملة ، أرجو من القائمين على هذه الامور تسهيل الاجراءات في استثمار مثل هذه الحوائج لانها تعتبر ثروة ومكسب وطني يجب الاهتمام بها ، وقدعلمت في زيارتي الأخيرة لبلدي ان الحويجة في مدينة البوكمال قد تم طرحها للاستثمار لكن تم عرقلة المشروع (لغاية في نفس يعقوب) فيا أبناء بلدي الحبيب وخصوصاً من هم في مكان المسئولية الواجب عليكم تقديم المصالح العامة على المصلحة الخاصة .

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية