ما شهدته دمشق وحلب من تفجيرات إرهابية كان نتاج ما توصل إليه «أعداء سورية» في اجتماعاتهم وما تبعها من اتصالات بين بعضهم بإرسال المساعدات إلى الشعب السوري، فكان أن سال الدم السوري مرة ثانية بإرهاب حقدهم الأسود وكرههم بعد أن وصلوا إلى خواتيم مؤامراتهم دون أن يجنوا أي نتيجة سوى غضب السوريين ودعاء الأمهات والزوجات ممن فقدن أبنائهن وأزواجهن.
نحن لم نتهم قَطَر والسعودية ومشيخات وممالك النفط والغاز بتسليح المعارضة.. بل هم اعترفوا بذلك، قد يكون السر خلف ذلك كامناً في جهلهم بحسابات وترتيبات الأجنبي وقد يكون عمالة من لدنهم واضحة، لكن مغطاة بحاجتهم إلى حمايته، هم قدموا أنفسهم «كمخلّصين للسوريين»، في حين يغرقون شعوبهم في الجهل وفي تبعات استبدادهم ودكتاتورياتهم، والدعوات العربية والغربية لتسليح المعارضة السورية تعطي غطاءً للتفجيرات التي حصلت في دمشق وحلب، والعربان المتصهينون والدول المتآمرة والمجرمون الإرهابيون الذين أغلقوا سفاراتهم وهربوا.. بحجج واهية وسحبهم لممثليهم ورعاياهم في سورية دليل قاطع على أنهم يعلمون بالتوقيت وهم المدبرون والمخططون لهذه التفجيرات الإرهابية.
هدف هذه التفجيرات هو قطع الطريق على الحوار الذي تنادي به سورية..والآخر المتمترس خلف أحلامه وأوهامه، مازال يرفضه لأنه يعري حقيقة نياته المبيتة والخبيثة التي باتت مكشوفة خدمة لأجندات صهيوأميركية، وهو إفشال المساعي الدبلوماسية الرامية للوصول بالأزمة إلى الحل وفق ما يشتهي السوريون، وعرقلة الإصلاح وخاصة بعد أن قطعت الحكومة السورية أشواطا طويلة في هذا الطريق.
هو دمنا كيفما جاء الرصاص والقنابل، هي وحدتنا مهما حاولوا تفريقنا، وهذه هي دمشق وحلب وتلك حمص وحماه ودرعا ودير الزور وكل المدن السورية، لا تزال أكثر اتساعا من الروح، فيا أيها السوريون الشرفاء الأوفياء إياكم والدموع فالمدن لا تبكي.. إياكم وانكسار الخاطر.. فقط ازرعوا الغضب في عيونكم ليصير شررا ولا تيئسوا فإن النصر لقريب, وستظل الساحات السورية على امتدادها مشتعلة بحناجركم، دمشق ستنتصر على نارها لأنها تقبض على جمر العزة ولن تهون.