تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مِنْ حَقِّكِ العتاب يا شام

ملحق ثقافي
20/ 3 / 2012م
فوزي فارس الشنيور:الْعَتْبُ عنْدَ الْمُحِبِّ حُبٌّ

والْحُبُّ بالْعَتْبِ يَسْتطِيبُ‏

لا تَخْجَلِيْ فَالْعِتَابُ غَيثٌ‏

تُغْسَلُ فيْ مَائِهِ الْقلوبُ‏

فَلْتُكْثِرِيْ مِنْهُ فَالْحَبِيْبُ‏

يَفْرَحُ إِذْ يَعْتبُ الْحَبِيْبُ‏

أَعْرِفُ أَنِّيْ صَنَعْتُ ذَنْبَاً‏

فَالْبُعْدُ فيْ حُبِّنَا ذُنوبُ‏

لَمْ تَرْقُدِيْ فَالْجَفَاءُ دَاءٌ‏

يَغْمُرُ بِالسُّهْدِ مِنْ يَصِيبُ‏

يَذْرو بِنَا فَالنَّهارُ مِنْهُ‏

جَمْرٌ وَأيَّامُهُ لَهِيْبُ‏

نَعِيْشُ مِنهُ كَأُقْحوانٍ‏

تَنْهَشُ فيْ صَدْرِهِ الثُّقُوبُ‏

يَعْتَقِلُ الْوَصْلَ رُغْمَ عَنَّا‏

يَا لَيْتَ أَغْلالَهُ تَذُوبُ‏

حَبِيْبَتِيْ إِنَّنَا سوَاءٌ‏

لَمَّا بَدَا للْجَفَا نَعِيبُ‏

يَجْرَحُكَ الانْتِظَارُ مِثْلِيْ‏

وَكُلُّ جُرْحٌ لَهُ نُدُوبُ‏

ذُقْتِ اشْتِيَاقِيْ وَكَمْ حَبِيْبٍ‏

يَرْسُمُ أَشْوَاقَهُ الْنَّحِيبُ‏

تَأْخُذُنِيْ لَهْفَتِيْ إِلَيْكِ‏

لكنَّنيْ ها هُنَا غَرِيْبُ‏

إِذَا تَجَافَتْ لَنَا جُسومٌ‏

فَمَا تَجَافَتْ لَنَا قُلُوبُ‏

مَهْمَا تُفَرِّقْ بِنَا الْحَياةُ‏

لا بُدَّ أنْ تَقْصُرَ الدُّرُوبُ‏

••‏

يَا شَامُ يَا دوحةَ ابْتِهَاجيْ‏

وَيَا نَشِيديْ الَّذيْ يَطِيْبُ‏

أَهْواكِ وَالْحُبُّ قُبراتٌ‏

تَحُطُّ في الْحَقْلِ أوْ تَجُوبُ‏

أَوْرَقْتِ فيْ مُهْجَتِيْ حُقُولاً‏

يَمْلأُ أَفْنَانَهَا الْمُنِيبُ‏

مَنَحْتِ قِيْثَارِتِيْ هَدِيْلاً‏

يَخْضَرُّ فيْ عَزْفِهِ الْجُدُوبُ‏

غَمَرْتِنيْ بِالْحَنانِ نَهْرَاً‏

وَذَلِكَ النَّهْرُ لا يَغِيبُ‏

جَعَلْتِنِيْ أَقْطُفُ الْقَنَاديــ‏

ــــلَ وَهْيَ دُنْيَا لَهَا شُعُوبُ‏

عَلَّمْتِني قُوَّةَ الْورودِ‏

فَصَارَ لِيْ نَرْجِسٌ وَطِيْبُ‏

أَمُوتُ وَالْحُبُّ لا يَمُوتُ‏

وَإنْ تَشأْ مَوتَهُ النيُّوبُ‏

••‏

يَا شَامُ بَاهَى بِكِ الْجَمَالُ‏

وَبَاهَتِ الشَّمْسُ وَالزُّهُورُ‏

أَنْتِ خَرِيرٌ مِنَ الأغَانيْ‏

وَمِنْ نَدىٍ يُسْكَبُ الْخَرِيْرُ‏

أَعْطَيْتِ أنْ حَرَّكَتْ بِرُمْشٍ‏

بِيدٌ وأنْ هَمْهَمَتْ طُيُورُ‏

كَتَبَتِ بِالْغَيْمِ كُلَّ حرْفٍ‏

وَبِالسَّنَا كَانَتِ السُّطُورُ‏

بَلَّلْتِ بِالْياَسميْنِ أَرْضَاً‏

فَأنْتِ عُطْرٌ لَهَا وَنورُ‏

بَعَثْتِ مَا كَانَ في الْهَشِيْمِ‏

رَوْضَاً كَمَا تَبْعَثُ الْبُحُورُ‏

أَمْطَرْتِ مِنْ مَجْدِكِ النَّهَارَ‏

كَأنهُ وَابلٌ غَزَيرُ‏

فَجَّرْتِ بِالْجودِ كُلَّ نَبعٍ‏

وَالنَّبْعُ تَعْلو بِهِ الْجُذُورُ‏

جَمَعْتِ مَا تَجْمَعُ الْحُقولُ‏

عِزَّاً وَمَا تَجْمَعُ النُّسُورُ‏

وَرَثْتِ مِنْ سَالِفِ الْفِداءِ‏

مَا يرِثُ الصُّبحُ وَالْعَبيْرُ‏

شَمَخْتِ فِيْنا لِكُلِّ نِجْمٍ‏

وَنجْمُنَا دَائمٌ مُنِيرُ‏

نَبْقَى وَتَبْقِيْنَ للْعَطَاءِ‏

مَا بَقِيَ الترْبُ وَالصُّخُورُ‏

••‏

يَا شامُ تِيْهِيْ عَلَى النُّجُومِ‏

وَلْيُقْهَرِ الْحَاسِدُ الْكَذُوبُ‏

لا تَأْبَهِيْ بالظلامِ يومَاً‏

فالشَّعْبُ حَامِيكِ وَالرَّقيْبُ‏

لمْ تَنْحَنِيْ للْعِدَى وَهَذَا‏

مَجْدٌ تَلِيدٌ ولا يَغِيبُ‏

الآنَ تحْيينَ مِثْلَ نايٍ‏

تَمْتَدُّ فيْ لَحْنهِ الْكُرُوبُ‏

كُنْتِ تَنَامِينَ فيْ أَمَانٍ‏

وَفَجْأةً جَاءَكَ الْكَلِيْبُ‏

رَمَى أغَانِيْكِ بالرِّياحِ‏

وَكُلُّ رِيحٍ لَهَا هُبوبُ‏

نَاديْتِ للْعُرْبِ يَا نَشَامَى‏

إنَّ علَى بَابِنا خُطوبُ‏

يَرونَ أكْفَانَنا بلادَاً‏

وَما لأكْفانِنا مُجِيبُ‏

يَا ليْتَهُمْ أَغْلَقُوا وَلكنْ‏

كَانَتْ لأفْوَاهِمْ حرُوبُ‏

ظَنَنْتِهمْ خِيْرةَ الصِّحابِ‏

أهْلاً وَكَمْ يُخْطِىءُ الطَّبيْبُ‏

لمْ تَعْلَمِيْ أنَّهمْ كَدُودٍ‏

والدُّودُ بِالْخَلِّ قَدْ يَعِيبُ‏

يُغْفَرُ للذِّئْبِ بالتعَدِّيْ‏

إنْ كانَ يَأْتيْ بِهِ الْقَرَيبُ‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية