ومن هذه الجهود ماهو تنظيمي وما هو توجيهي ولاشك أن فرع المرور في ادلب يكثف نشاطه لمواجهة حوادث السير والحد من مخالفات المرور بالتعاون مع مراكز الطرق العامة في كل من خان شيخون وسراقب والزعينية, وفي موضوعنا هذا نسلط الضوء على أسباب ومسببات الحوادث المرورية اليومية المذهلة وما يسفر عنها من قتلى أبرياء ومصابين بعاهات مستديمة وتلفيات وخسائر في الأرواح والأموال..!!
لمعرفة أسباب تزايد الوفيات على الطرقات تبين لنا أن نتائج هذه الدراسة لا تحتاج إلى الكثير من التعليق لمعرفة مدى ابتعاد معظم المواطنين عن وسائل الوقاية من حوادث السيارات فقد تبين لنا أن جميع أصحاب السيارات في محافظة ادلب لايستخدمون حزام الأمان على الطرقات العامة على الرغم من أهميته, كما تبين لنا أن نسبة كبيرة من السيارات العامة غير مؤهلة للسير على الطرقات وأن سائقي هذه السيارات لايستعملون الإشارات الضوئية الجانبية عند تقاطعات الطرق ويعرضون غيرهم للخطر. ونسبة كبيرة من الحوادث وقعت نتيجة الخطأ من سائقي السيارات أثناء القيادة ونقل الحركة بطريقة خاطئة إضافة إلى تآكل الإطارات, كما تبين لنا من خلال البحث في حوادث الطرق أن إطار السيارة عامل مشترك في أغلب الحوادث فانفجاره فجأة لدى سيارة على طريق حلب- دمشق بالقرب من مدينة معرة النعمان أدى إلى وقوع عواقب وخيمة لسائق السيارة أثناء تجاوزه على سيارة تحرك سائقها من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار كما تبين لنا أن الكثير من سائقي السيارات في محافظة ادلب لايتقيدون بالقول( قيادة السيارة فن وذوق وأخلاق) خاصة مع الزيادة الكبيرةوالطفرة الهائلة التي شهدتها المحافظة في أعداد السيارات الحديثة فالكثير من سائقي هذه السيارات جعلوا من هذا القول( كلاماً بلا معنى) وحولوا قيادة السيارة إلى رعونة وتهور وعنف ومظاهر أخرى توقع الرعب في قلوب الناس من خلال سلوكهم للفوضى وتجاوزهم قوانين المرور!! وهم على الأغلب غيرمؤهلين لقيادة السيارات بكل ما تحمله كلمة( مؤهلين )من معان..
إن الجهات المعنية في محافظة ادلب إن كانت قيادة شرطة المحافظة أو فرع المرور فيها أو مديرية الطرق المركزية بذلت كل مابوسعها من أجل أن ينعم أبناء المحافظة بالراحة والرفاهية ومن ذلك إنشاء شبكة من الطرق تربط مناطق المحافظة بالطريق العام حلب- دمشق طريق( أبو الظهور- سراقب) وطريق( أريحا- كفرنبل) وطريق (ادلب أريحا) وطريق( ادلب مغارة النعسان) وطريق ( ادلب سلقين -حارم) أضف إلى ذلك إقامة الجسور العملاقة في خان شيخون ومعرة النعمان وخان السبل وسراقب وإلى غير ذلك من الخدمات الجليلة ووضعت العلامات المرورية والتحذيرات الإرشادية وكل ما من شأنه خدمة مرتادي الطرق والمستفيدين منها, ونحن هنا لسنا بصدد تعداد وحصر تلك المنجزات الضخمة لأن ذلك مستحيل لعدم إحاطتنا بهذه المشاريع لكننا نشير إليها ونتساءل بعدها هل قمنا حقيقة بواجب شكر هذه النعمة! وذلك بالتقيد بالأنظمة المرورية والتي وضعتها الجهات المعنية من أجلنا كمواطنين ولصالح السائقين, نعم قد يكون هناك من تقيد ويتقيد بها ولكنهم قلة بالنسبة للذين يخالفون الأنظمة المرورية وقواعد السير ولا يفيقون إلا بعد أن يقع ما لا تحمد عقباه ويجنون على آخرين لاحول لهم ولاقوة ويزهقون أنفساً بريئة أو يتسببون لها بعاهات مستديمة وإلى آخر ماهنالك من المشكلات الناجمة عن عدم التقيد بالأنظمة المرورية.
واختتمنا هذه الجولة في أسباب ومسببات حوادث السير في ادلب بزيارة عدد من ضحايا حادث سير وقع على طريق معرة النعمان سراقب.. الضحايا تم إسعافهم إلى المشفى الوطني بالمحافظة منهم من فارق الحياة ومنهم من كان يرقد على سرير وهو مغمى عليه ومنهم من أجريت له عملية جراحية ومنهم من أصيب بكسور مضاعفة.. أما السائق فقد فارق الحياة والسيارة أصبحت عديمة الفائدة بل تحولت إلى أشلاء. سألنا عن سبب الحادث فقالوا لنا.. التجاوز لسيارة في طريق ضيق والسرعة الزائدة في منطقة غير مكشوفة, فقلنا: السائق أخطأ بحق نفسه والأمر ليس بتلك السهولة التي يتصورها بعض السائقين أثناء سياقتهم المتهورة وعدم التفكير الجاد بعواقب الأمور الوخيمة الناتجة عن تلك التجاوزات اللا مسؤوله وقال: بعض الحاضرين أن المتضرر الأول من عدم التزام قواعد سير المرور هوالسائق الجاني حتى وإن كانت له نوايا بريئة لأنه مخطىء لعدم طاعته لتعليمات المرور وأنظمة السير الهادفة إلى المحافظة على الأرواح والممتلكات..
ولدى خروجنا من المشفى لاحظنا بل شاهدنا انضباطاً في حركة السير في جميع شوارع ادلب المدينة بشكل مثير للدهشة, قال مرافقنا: ماذا حدث? قلنا: هناك حملة على مخالفات السير ونتمنى أن تستمر, فقال هل نحن في( جاردن سيتي) غدا يقل الحماس وينتهي مفعوله فالقرارات في هذا الأمر وقتية?! فقلنا : لا الجهود لن تهدأ مادام هناك من يحرص على سلامة الناس من حوادث السير ويقدم كل يوم جديداً لخدمة المواطنين والسائقين ويقفز بواقع المرور والسير خطوات واسعة إلى الأمام ويا صاحبي الذوق وكل الذوق في احترام العلامات المرورية والإرشادية والتحذيرية وإبداع الأنظمة الخاصة بالسير والمرور.. ونحن على هذه الحال من الحديث وإذ بحادث سير سببه تجاوز الإشارة الضوئية فقلنا: ربنا يستر( فليس في كل مرة تسلم الجرة).