لايجاد مخرج سياسي للأزمة اللبنانية بادر أربعة رؤساء وزراء سابقين الى توقيع ميثاق شرف لقطع دابر الفتنة وعدم اللجوء الى السلاح والتقاتل وطالبوا القيادات السياسية الأخرى المبادرة الى توقيع الميثاق.
وفيما يواصل الجيش اللبناني ملاحقة واعتقال مثيري أعمال الشغب واصلت المعارضة الوطنية انتقادها للسلطة الحاكمة ومنطقها الاستئثاري المدعوم من الخارج وأكدت على تحقيق مطالبها ورفضها القاطع الانجرار الى الفتنة التي يعمل عليها الأميركيون وأدواتهم وعملاؤهم في لبنان.
فقد وقع أربعة رؤساء وزراء سابقين في لبنان هم امين الحافظ ورشيد الصلح وعمر كرامي والدكتور سليم الحص أمس على ميثاق شرف ينص على عدم اللجوء إلى السلاح وطالبوا القيادات السياسية المبادرة إلى توقيعه حرصا على السلم الاهلي وحفاظا على الوحدة الوطنية في وقت يتعرض فيه لبنان لاخطار جسام.
وجاء في نص الميثاق أن المسؤولين السابقين الاربعة سيكلفون لجانا اهلية للاتصال بالقيادات السياسية من كل الاطراف للحصول على تواقيعها على هذا النص عسى أن تسهم في تهدئة الاجواء وقطع دابر الفتنة التي تبيتها جهات خارجية للشعب اللبناني.
في غضون ذلك اكد النائب اللبناني نبيل نقولا عضو تكتل التغيير والاصلاح النيابي اللبناني ان الحل الوحيد للخروج من الازمة السياسية الراهنة في لبنان هو تشكيل حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها جميع القوى اللبنانية.
من جانبه اكد النائب اللبناني حسين الحاج حسن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النيابية اللبنانية ان المعارضة الوطنية اللبنانية لن تسقط تحت تهويل او تهديد ميليشيات السلطة باستخدام السلاح الذي استخدمته لافتا إلى ان الحل هو سياسي.
واشار الحاج حسن إلى ان المعارضة ستكمل تحركها وستعلن عن تفاصيله عندما يحين الوقت لذلك مشددا على ضرورة معرفة الحقيقة في الاحداث الاخيرة.
بدوره اكد النائب اللبناني عباس هاشم عضو تكتل الاصلاح والتغيير النيابي اللبناني ان المعارضة الوطنية اللبنانية اثبتت من خلال اعتصامها السلمي المفتوح انها حريصة على السلم الاهلي والوحدة الوطنية في لبنان.
من جانبه اكد النائب اللبناني انور الخليل ان المعارضة الوطنية لم تضع اي سقف للحوار وان مطلبها الاساسي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية واجراء انتخابات نيابية مبكرة.
بدوره شدد العلامة الشيخ عفيف النابلسي رئيس هيئة علماء جبل عامل ان الحكم في لبنان لن يكون الا توافقيا مشيرا إلى ان اللبنانيين يواجهون فتنة عمياء لها اربابها في الخارج ولها وكلاؤها في الداخل.
من جهته اكد العلامة محمد حسين فضل الله ان لبنان الذي نريده هو لبنان الحوار لا لبنان التقاتل والتنازع واكد ان لبنان يحتاج إلى قيادات لاتعيش التبعية للخارج وكذلك إلى من يحرص على حقن الدماء ووأد الفتنة ولم الشمل ومحاسبة المجرمين بحق السلم الاهلي ومقدرات البلد ومصيره.
كما اكد النائب اللبناني حسن يعقوب حرص المعارضة على الوحدة الوطنية وعلى وأد الفتنة ومواجهة كل الاستدراجات الخارجية مشيراًالى ان فكر الحكومة اللبنانية فكر استئثاري وتسلطي ومدعوم من جهات خارجية هدفها الاساسي اثارة الفتنة ونزع سلاح المقاومة.
واكد الامين العام لحركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود ان المعارضة حريصة على السلم الاهلي وضد الفتنة الداخلية وهي مع الحل السياسي للازمة الحالية التي يعيشها لبنان.
واوضح الداوود ان المعارضة نجحت في منع الفريق الحاكم من اشعال حرب اهلية وتحقيق اهدافه المرتبطة بالمشروع الامريكي من خلال تحركها السلمي الحضاري المتواصل منذ شهرين.
كما اكد النائب اللبناني على بزي ان الاستقرار السياسي هو المدخل الصحيح للاستقرار العام في لبنان وهو بالتالي ينعكس استقرارا امنيا واقتصاديا واجتماعيا ويحصن السلم الاهلي معربا عن دعم حركة امل لاي تحرك يهدف الى تحقيق الوحدة والاستقرار وتعزيز مسيرة السلم الاهلي في لبنان.
وفي السياق ذاته اكد لقاء الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية والاسلامية في شمال لبنان ان الازمة السياسية في لبنان هي بين مشروعي التدويل والوصاية الاجنبية من جهة والتحرر من اي وصاية وبناء الدولة القوية والعادلة التي تعمل القوى الوطنية من اجلها من جهة ثانية.
على صعيد اخر واصل الجيش اللبناني ملاحقة واعتقال مثيري الشغب والاعتداءات على الطلاب والمواطنين والعسكريين والاملاك العامة خلال الاحداث التي جرت يومي الثلاثاء والخميس من الاسبوع الماضي. وذكرت وكالة اخبار لبنان استنادا إلى معلومات مطلعة ان عدد الموقوفين في هذه الاحداث تجاوز 250 شخصا في مختلف المناطق اللبنانية فيما تستمر الاجهزة الامنية بملاحقة متورطين اخرين ثبت تورطهم في احداث الشغب. وقالت المعلومات ان اكثر من نصف الموقوفين الذين انتهى التحقيق معهم احيلوا إلى القضاء المختص بعد ان اتضح دورهم بالوثائق في هذه الاحداث.
الإفراج عن حاطوم وزميليه
من جهة اخرى أخلى القضاء اللبناني امس سبيل فراس حاطوم وزميليه عبد خياط ومحمد بربر بكفالة مالية قدرها 500 ألف ليرة لبنانية عن كل واحد منهم ولايعني اخلاء السبيل ان القضية انتهت فهناك محاكمات مقبلة تبنى على المستجدات.
وقال الزميل حاطوم بعد الافراج عنه انه يشكر القضاء لاخلاء سبيله مع زملائه مشيرا الى انه دخل السجن صحفيا ورأسه مرفوع وسيبقى ذلك مؤكدا عدم استعداده لدفع اي ثمن.
وكان في استقبال الزملاء عند مدخل تلفزيون (نيو تي في) صحافيون على رأسهم رئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ ووفد من محطات لبنانية وكان اللافت غياب وزير الاعلام.