تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين محمد عبد الوهاب .. وسامي الصلح

ساخرة
الخميس 28-1-2010م
أحمد بوبس

خلال إحدى زيارات الموسيقار محمد عبد الوهاب إلى لبنان في الأربعينيات من القرن المنصرم، أقام سامي الصلح رئيس وزراء لبنان آنذاك مأدبة عشاء دعا إليها الموسيقار الكبير.

وكانت الحفلة في فندق طانيوس بعاليه، وحضرها عدد من الوزراء والأدباء ومنهم الأخطل الصغير.‏

وكان الجميع ينتظرون بلهفة بالغة بدء عبد الوهاب في الغناء، لكن عبد الوهاب اختفى فجأة من الحفلة، وأصدر رئيس الوزراء الأوامر إلى الشرطة بالبحث عنه في كل مكان، لكن دون جدوى، فانقلبت المأدبة إلى مناحة، وبكت المعجبات بعبد الوهاب، وأغمي على بعضهن.‏

وفي الساعة الثالثة رن جرس الهاتف، فإذا بمتحدث يقول إن عبد الوهاب ذهب إلى بيروت، فما هو سر هذا الاختفاء؟‏

بينما كان محمد عبد الوهاب يدندن بإحدى أغنيات ليغنيها في المأدبة، جاء من قال له إن (فلانة) في بيروت تعاني سكرات الموت، وهي تريد أن تراه قبل أن تغمض عينيها لآخر مرة، وكانت تلك الفلانة صديقة عزيزة لعبد الوهاب، وأسرع عبد الوهاب إلى سيارته، لكنه لم يخرج من باب الفندق، إنما قفز من غرفة نافذته التي تقع في الدور الأرضي، ووصل إلى منزل تلك الصديقة والألم يعتصر قلبه.‏

وعندما دق جرس الباب، انفتح الباب على مصراعيه، وإذ الصديقة أمامه بكامل صحتها وخلفها حشد من الصبايا، واستقبلوه بالضحكات، لقد كان مقلباً قامت الصديقة بتدبيره، لقد أرادت أن تنتقم لأنها لم تدع إلى مأدبة سامي الصلح في فندق طانيوس، فدعت بعض صديقاتها، وراهنتهن على أن (تبوظ) سهرة طانيوس، وتحضر عبد الوهاب إليها.‏

وحاول عبد الوهاب الاعتذار منها، والعودة إلى مأدبة رئيس وزراء لبنان، لكنه لم يستطع الإفلات منها، حتى وعدها بأن يقبل دعوتها لمأدبة كبرى تقام على شرفه، وبالفعل أقامت الصديقة مأدبة كبيرة، دعت إليها أكبر عائلات بيروت، وكبار الشخصيات السياسية والفنية والأدبية، وبينما كان الجميع ينتظرون حضوره، كان عبد الوهاب يجلس مع أصدقائه في أحد مقاهي دمر قرب دمشق، وهكذا انتقم منها شر انتقام، وكما يقول.. واحدة بواحدة والبادي أظلم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية