تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«بيـت يتكـلــــم».. قصيـدة العقــاد الفريــدة

ساخرة
الخميس 28-1-2010م
نصر الدين البحرة

يظن الكثيرون أن عباس محمود العقاد، كان كاتباً كبيراً وحسب، ومفكراً مؤرخاً اقترن اسمه بكتب العبقريات التي ألفها، إلا أنه كان أيضاً روائياً أول،

كتب «سارة». وكان شاعراً كبيراً، حتى إنه اختير بعد ثلاث سنوات من رحيل أحمد شوقي أميراً للشعراء في مهرجان أقيم عام 1935 برئاسة الدكتور العميد طه حسين.‏

وترك العقاد أربعة دواوين شعرية هي: هدية الكروان، عابر سبيل، أعاصير مغرب، و.. بعد الأعاصير.‏

بيت العقاد يتكلم في قصيدة‏

ونشرت في ديوان «عابر سبيل» قصيدة بعنوان «بيت يتكلم» لا شك أنها فريدة في الأدب العربي، وربما العالمي، ذاك أنه استنطق فيها ذلك البيت الذي سكن فيه زماناً طويلاً، حتى عرفه جزءاً جزءاً. ويبدو في هذه القصيدة ظرف العقاد وخفة ظله وطرافته.‏

ولكي نعرف علاقة العقاد بهذا البيت، فلا بأس في أن نشير إلى ما كتبه العوضي الوكيل في كتابه «مطالعات وذكريات» نقلاً عن صديق أديب، كان في صحبته حين ذهبا لزيارة العقاد، فبينما هما يصعدان السلم الرخامي، إذا بالصديق يقول:‏

الشباب والكهولة والشيخوخة‏

«لقد صعد العقاد على درجات هذا السلم ثلاثاً ثلاثاً، ثم اثنتين اثنتين، ثم واحدة واحدة. يشير بهذا إلى فقرة من كتاب العقاد كنى بها عن أنه قضى فيه فترة الشباب والكهولة والشيخوخة. فهو في زمن الشباب كان يصعد سلالمه ثلاثاً ثلاثاً، وهو في الكهولة كان يصعدها اثنتين اثنتين، وفي الشيخوخة كان يصعدها واحدة واحدة».‏

قليل من الخيال .. عجيب من الكلام‏

ولقد وضع العقاد لتلك القصيدة مقدمة نثرية قال فيها:‏

«كل بيت من البيوت التي تعاقبت عليها السكان، لو ألقيت عليه طلسم الخيال، وأمرته بالكلام، لانطلقت منه أسرار وأشباح، يزدحم بها فضاء المكان، ولسمعت عجباً لا تسمع الآذان أعجب منه، وليس الذي يتحدث به البيت في القصيدة التالية إلا قليلاً من كثير».‏

يقول بيت العقاد بلسان الشاعر:‏

كم آوى من بشر .. وجان‏

جميع الناس سكاني‏

فهل تدرون عنواني؟‏

وما للناس من سر‏

عدا آذان حيطاني‏

حديثي عجب فيه‏

خفايا الإنس والجان‏

فكم قضيت أيامي‏

بأفراح .. وأحزان‏

وكم آويت من بشر‏

وكم آويت من جان‏

فإن أرضاكم سري‏

فهاكم بعض إعلاني‏

زوجان بين الوفاء والخيانة‏

ويطلق العقاد العنان لخياله، فيتصور أن أول سكان هذا البيت زوجان جديدان، يظهران الوفاء ويبطنان الخيانة:‏

وراحا، هكذا يحكو-‏

ن، في راح وريحان‏

وما أبصرت من هذا‏

ولا من تلك، في آن‏

سوى خوانة خرقا-‏

ء، تفري عرض خوان‏

إذا ما ضحكا يوماً‏

على غش وبهتان (1)‏

وللحديث صلة‏

الهامش:‏

(1) مطالعات وذكريات - العوضي الوكيل - القاهرة 1972 - ص 159.‏

تعليقات الزوار

islam_300300 |  i0124338324 | 08/05/2010 21:54

جمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييل جددددددددددددا ومشكككككككككككككككور

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية