تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


موضـــــــة وأكثــــــــر

شباب
الخميس 28-1-2010م
علاء الدين محمد

يبالغ الشباب في تقليعات الموضة سواء في قصات الشعر أم في التسريحة وكذلك الألبسة التي يرتدونها لكن موضة البنطال السالت «المتهدل» يبدو أكثر غرابة لأنه يظهر أكثر ما يخفي من جسم الشاب ،

ومن يرتديه لا يتقبل أي انتقاد بل يسارع للدفاع عن حريته الشخصية، أما ارتداؤه فلا يدل إلا على فورة ولفت الأنظار، والشباب الذين يرتدونه يعتدون بسلوكهم وتصرفاتهم وهم بظنهم يواكبون الموضة ويمارسون حرياتهم وأي ملاحظة أو حتى إيماء حيال ذلك يعدونه تعدياً، بينما نحن ننظر لهم أنهم يخدشون مشاعر المجتمع لأنهم يسيرون وقد أرخوا سراويلهم فأظهرت نصف أجسادهم وكأنهم في المسبح يريد كل واحد منهم أن يخلع ثيابه ليقفز في الماء ولكن مهما كان لنا من رأي معارض فإن للشباب رأياً آخر وها هو يوشع يقول: أحب أن أجرب كل ما هو جديد في السوق وأول يوم ارتديت البنطال السالت لم يبقَ أحد من الأهل إلا وسخر مني وقالت لي أمي إن شاء الله رح تخرج به بين الناس، رغم ذلك لم أرد على هذا الكلام، وأشعر بمتعة عندما تكون الأنظار موجهة إليّ حيث أصبح حديث الأهل والحارة عندئذ ينتابني شعور جميل، بالتأكيد ليس كل ما أتصرف به صحيحاً ،لكن بالمقابل ليس ما تراه مناسباً لك هو مناسب لي، والذي تراه جميلاً يمكن أن أراه قبيحاً.‏

أما مراد فيقول: لا أريد أن يشاركني أحد في التفكير بطريقة لباسي ولو كانت أمي، أنا الذي ألبس لا الآخر ومجرد إبداء الملاحظات أعتبره إهانة لكبريائي لذلك لا أهتم، أحب مواكبة الموضة ولو بعيدة عن زينا الشعبي البنطال السالت طالما أرتديه أين المشكلة ؟ .‏

أما نيرمين سليمان: فترى أن البيئة والتربية تلعبان دوراً مهماً في صياغة شخصية الفرد نحو الإيجاب أو السلب ، كما أن للشارع والشلة دوراً أساساً في ذلك وحسب احتكاك الشخص مع أناس سيئين أم جيدين ويلجأ البعض من الأفراد إلى ارتداء البنطال السالت لسد نقص في شخصيته حيث يعتقد أن هذا التفرد أو التميز في اللباس الغريب عن البيئة قد يسلط عليه الضوء، هذه الشريحة من الشباب قد يكون أغلبهم خارج الرقابة الأسرية أو متمرداً عليها.‏

وعندما سألنا الدكتور عبد العزيز الخضراء الباحث التربوي أشار إلى أن الجري السريع وراء الثقافات الوافدة ومنها نوعية اللباس يلتقي مع التمرد عند الشباب وحب الاختلاف وبحث عن أشياء تلفت النظر وتميزهم عن غيرهم، ولكن التربية والتحصين الذاتي يجعلان التأثر أقل وترفع القدرة على المواءمة.‏

وعلينا أن نربي أبناءنا على الرصانة عن طريق الحوار والتفهم للصراعات الداخلية عندهم، عندئذٍ نصل إلى النتيجة المرضية إلى حدٍ ما.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية