تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الشــباب علــى الانتـرنت .. نعمـــة لا نقمــة..!

شباب
الخميس 28-1-2010م
مريم إبراهيم

يوماً بعد آخر يزداد الانتشار المتسارع للدخول على النت وإن اختلفت الآراء حول أهميتها ومدى الفائدة منها فهي تبدو للبعض عادية لابل ضرورية لمواكبة تغيرات الحياة ومسايرة تكنولوجيا العصر التي تزداد تعقيداً

وما يرافقها من تشابكات وتغيرات في نمط الحياة الاجتماعية والثقافية للمجتمعات عموماً ولشريحة الشباب والمراهقين خصوصاً ، في حين يجدها البعض أنها على درجة عالية من الخطورة إن لم نحسن استخدامها بالعقل والمنطق وتوجيه ومراقبة من يستخدمها بل أصبحوا يدفعون عليها وينصرفون عن أهم واجباتهم وأعمالهم.. إنها ظاهرة مقاهي الانترنت والتي تبدو أنها أصبحت ملاذاً أساسياً لأعداد كبيرة من الشباب ولم يقتصر انتشارها في المدن بل أخذت تنتشر حتى في الأرياف والقرى البعيدة والصغيرة أيضاً .‏

رأي تربوي‏

وللوقوف على ظاهرة انتشار مقاهي الانترنت والارتياد العشوائي للشباب والمراهقين عليها ودور المؤسسات التربوية في الوقاية من ادمان الانترنت كان للسيدة عفاف لطف الله الكاتبة التربوية والمحاضرة في كلية التربية رأي تربوي في هذا الموضوع حيث بينت أن الانترنت ينتشر بسرعة في الأوساط الاجتماعية والتربوية والأسرية وانتشار ما يسمى بمقاهي الانترنت التي أخذت تتكاثر يوماً بعد يوم إذ وجد فيها الشباب والأطفال ضالتهم فهي من وجهة نظرهم تلبي حاجاتهم النفسية والمعرفية وتوقهم للحرية والاستقلال والتواصل مع الآخرين ولاسيما مع الجنس الآخر إضافة للحاجات المعرفية المتعددة مشيرة إلى أن مقاهي الانترنت بدأت في الانتشار عام 1994 في بريطانيا وأميركا وأخذت تنتشر في كل المجتمعات لتصل للمجتمعات العربية كافة ومقاهي الانترنت فيها تفتقد للشروط الصحية المناسبة للبقاء فيها مدة طويلة ولاسيما افتقادها للجو الصحي والنقي والمناظر المناسبة وتبدو عموماً أمكنة ضيقة لا تحقق هدف الانترنت في التواصل مع العالم الخارجي.‏

الإنترنت والدور المزدوج‏

وأوضحت السيدة لطف الله الدور السلبي والإيجابي للانترنت ومقاهيه فلا يمكن أن ينكر دوره في الحصول على المعلومات والاطلاع على العالم وسهولة الإنجاز في البحوث العلمية وسرعة التواصل مع الآخرين وهي مصدر مهم للمتعة والترفيه في حال استخدامه جيداً أما الدور السلبي فيبرز في أخطاره الكثيرة ومنها الأضرار الجسدية الناتجة عن الأشعة الصادرة عن الأجهزة والجلوس الطويل في أماكن مغلقة وسيئة التهوية وهدر أوقات الدوام وضعف الحياة الاجتماعية والانعزال إضافة إلى ارتياد المواقع السيئة ،حيث دلت بعض الدراسات على أن أبرز المواقع التي يرتادها المراهقون والشباب وبنسب عالية هي مواقع الألعاب والدردشة الفارغة والمواقع الإباحية والأغاني والمنتديات والمواقع السياسية والأخبارية أما النسب القليلة للارتياد فهي للمواقع الالكترونية التي تحقق حاجات معرفية للبحث العلمي أو زيادة في التحصيل العلمي والثقافي عموماً، مؤكدة أن أكثر ما نخشاه على أطفالنا وشبابنا مسألة ادمان الانترنت والذي عرفته عالمة النفس الأمريكية كومبرلي يونك أنه استخدام الشبكة أكثر من 38 ساعة إسبوعياً وأخطاره السلبية كثيرة حيث يفضي هذا الإدمان إلى اضطراب في السلوك وانصراف عن الواجبات الدراسية والتعليمية وسلب الإرادة والتجمد في اتجاه واحد والعزلة والانطواء علىالذات وتأخر المستوى الدراسي ومشكلات أسرية واجتماعية وهدر للوقت وهروب من الواقع ومعاناة نفسية وجسدية قد تتطور لتصل لمرحلة ما يسمى الجرائم الالكترونية‏

ودور للجهات المعنية‏

وحول دور المؤسسات التربوية والمعنية في الوقاية من ظاهرة الادمان بينت السيدة لطف الله أهمية تحقق الحاجات الأساسية والنفسية للأطفال والمراهقين وأهمها الحب والحوار والتفاعل والحرية المسؤولة وتأكيد الذات وللمدرسة دورها في توجيه الاستخدام الوظيفي للانترنت والعمل على جعلها بيئة محببة كما أن للأسرة دور مكمل في تحقيق حاجات أبنائها ومشاركتهم الدخول للمواقع المناسبة وللمؤسسات الأخرى دورها أيضاً مؤكدة على ضرورة التوجه لفعاليات وأنشطة أخرى ورعاية المواهب والاستفادة من أوقات الفراغ بشكل فعال ومفيد وتنمية مهارات الاصطفاء من هذه المواقع ما يحقق الفائدة وأهمية وضع مقاهي الانترنت تحت رقابة تربوية وتوجيه الأطفال والشباب للاستخدام الأمثل للانترنت وإخضاع أصحاب مقاهي الانترنت لدورات تأهيلية قبل منح التراخيص لافتتاح مقاهي انترنت.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية