تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ونَمَر .. في درعا .. فريدة من نوعها لكثافة النوازل والألوان المتميزة

تحقيقات
الخميس 28-1-2010م
جهاد الزعبي

أثناء قيام مجلس بلدة نمر بدرعا بتنفيذ مجرور صرف صحي في الحي الجنوبي تم العثور على فجوة كبيرة تحت عمق الحفر البالغ /5/أمتار وخلال التحري

تبين أنها عبارة عن بوابة لكهف كبير وطويل يتجاوز طوله الـ 200م وارتفاعه أكثر من /3/م ويحتوي على متحف طبيعي غاية في الروعة والجمال والتشكيل اللوني من صواعد ونوازل وترسبات كلسية موغلة في القدم.‏

هذا الكهف (نَمَر) كما يسميه الأهالي أثار فضول الكثير من أبناء البلدة الذين حاولوا استطلاع واكتشاف مابداخله بعد أن أعلمت البلدية الجهات المعنية بذلك الأمر فإلى التفاصيل:‏

المهندس زياد الحسين رئيس مجلس بلدة نمر ذكر أنه خلال قيام البلدية بتنفيذ مجرور صرف صحي في الحي الجنوبي من البلدة عثر على فجوة كبيرة تحت الحفريات، حيث تم إيقاف الأعمال واستدعاء شعبة آثار الصنمين وإعلام السيد المحافظ بذلك الموضوع، وقد قامت الآثار بإجراء السبور والتصوير والتحريات حيث تبين لهم أنه كهف طبيعي قديم.‏

مشيراً أن عمليات الاستكشاف التي قام بها أهالي البلدة أظهرت من خلال الصور أن الكهف يتفرع منه ثلاثة فروع طويلة يتجاوز إحداها الـ 200م ويتميز بوجود صواعد ونوازل ذات ألوان غاية في الروعة والتشكيل الجمالي الطبيعي ونحن ننتظر من الجهات المعنية ابداء الرأي في هذا الأمر وجعله منتجعاً سياحياً.‏

رأي الآثار‏

في اتصال هاتفي مع المهندس إياد الغروان رئيس شعبة آثار الصنمين التي كشفت على الكهف ذكر أن الكهف طبيعي ولايوجد فيه أي شيء يدل على آثار من صنع الإنسان وتبلغ أبعاد فتحته 8*5م .‏

السياحة متشجعة‏

السيد محمد سليم قطيفان مدير سياحة درعا أكد أن هذا الموضوع لم يصل إليهم حتى تاريخه وهم على استعداد تام لدراسته وطرحه في سوق الاستثمار السياحي لاستثماره حيث تندر مثل هذه الكهوف في المنطقة الجنوبية من درعا ويتواجد بعضها في وادي الزيدي .‏

مع المستكشفين‏

الفضول وحب معرفة المجهول هو مادفع بعض المتحمسين من مثقفي بلدة نمر لسبر أغوار هذا الشيء الغريب والذي أصبح حديث الشارع والمضافات في البلدة، حين ذاك شكل بعض أبناء البلدة مجموعة استكشاف مجهزة بالإنارة وكاميرات التصوير ودخلوا إلى المجهول في باطن الأرض فحاولوا رسم ملامح هذا الكهف موثقة بالصور الحية.. والفريق هو د.ابراهيم المصري والمحامي أحمد هلال والمصور قاسم النصر، حيث أفاد الدكتور ابراهيم المصري أحد أعضاء الفريق أنه لدى الدخول للكهف وجدنا أن الهواء دافىء وأن التجويف عبارة عن مجرى سابق للمياه الجوفية ويتفرع عن التجويف ثلاثة فروع باتجاه: من الشمال الغربي والشمال إلى الجنوب الشرقي والشرق، حيث تبلغ أبعاد باب الكهف عند توزع الفروع 30*30م تقريباً وبالدخول للفرع الجنوبي تبين أن عرضه يبلغ مابين 8-10م وارتفاعه مابين 3-5م حيث تم السير فيه نحو 200م ولم نصل للنهاية ويتفرع منه نفق آخر بعد 200م.أما الفرع الشمالي الغربي فيبلغ عرضه5م يضيق الارتفاع إلى حوالي المترين ثم يرتفع، وكذلك الفرع الشمالي الذي يشبه الشمالي الغربي ولم يتم الوصول إلى نهايته حيث تم المسير فيه لمسافة نحو 50م تقريباً‏

.‏

وأهم ماعثر عليه المستكشفون كما ذكر الدكتور المصري هو ذلك التشكيل الرائع من الصواعد والنوازل والترسبات الكلسية ذات الألوان الجميلة والفريدة، كما عثروا على تشققات قديمة في بعض الصخور حيث يوجد بداخلها ترسبات كلسية، ووجدوا مجموعة من الجذور النباتية متدلية من الأعلى ويتوقع أنها جذور أشجار كانت مزروعة قريباً من الموقع. ونوه المصري أن سماكة الصخور فوق الكهف تبلغ مابين 5-10م وهو محمي بشكل ممتاز ويوجد في قاعه ترسبات طينية.‏

كهف فريد من نوعه‏

وللوقوف على حقيقة ذلك الأمر جيولوجياً التقينا بالجيولوجي عبد الكريم العبود من مديرية التنقيب في مؤسسة الجيولوجيا حيث قال: إن الصور تظهر أن هذا المكان فريد من نوعه في سورية من ناحية كثافة النوازل والألوان المتميزة وحجم الكهف، حيث تتشكل الكهوف الطبيعية في الصخور الكلسية نتيجة جريان المياه الباطنية ضمن التشكيلات الصخرية الكلسية، مما يشكل فجوات مختلفة الأشكال تتوسع ويزداد حجمها باستمرار نتيجة حل المياه لهذه التشكيلات الصخرية مع الوقت وفقدها قسماً من ثاني أكسيد الكربون الذي ينطلق في جو هذه الفجوات، لأن درجة حرارة الكهوف شتاءً أعلى منها في الجو الخارجي، وهذا الغاز المنطلق يؤدي إلى حت مادة الكلس من الصخور الموجودة في الفجوات، مما يجعل الصخور تتآكل وبالتالي تتوسع هذه الفجوات، مشيراً إلى أن ترسب كربونات الكالسيوم يصنع تشكيلات صخرية من صواعد ونوازل المتشكلة من مادة (الكاليست) الشديدة اللمعان والمتميزة بألوان الطيف البراقة من أحمر وأبيض وكريستالي وأزرق ووردي وغيرها.‏

وبالنسبة للصواعد والنوازل أشار العبود أنها عبارة عن أجسام صخرية مدلاة من سقف المغارة نحو أرضها، ولها أشكال أعمدة مخروطية شاقولية وهي تشكلت نتيجة تساقط قطرات الماء المشبعة بالكاليست حيث يتراكم الكاليست على شكل مخروط نازل مع مرور الزمن وبالمقابل فإن قسماً من هذه المياه المشبعة بالكاليست، عند سقوطها نحو الأرض تكون الصواعد التي تنشأ على نفس الاستقامة مع النوازل.‏

وعن كيفية تشكل الكهوف الكارستية والذي هو واحدمنها ذلك الكهف في بلدة نمر قال الجيولوجي العبود إن الصخور الكربونية تتأثر بفعل الاذابة سواء بالمياه الجوفية أو مياه الأمطار، وأشهر المناطق الجيرية في العالم هو إقليم كارست في يوغسلافيا سابقاً حيث يتوقف تكوين الكارست على عدة عوامل منها: نوع الصخر ونظامه والبنية الجيولوجية ودرجة انحدار سطح الأرض والظروف المناخية وخصائص الماء الجوفي.‏

وعن أهمية هذا الكهف قال إنه من أهم وأجمل الكهوف في سورية ويجب الاهتمام به ودراسته..‏

وأخيراً نؤكد أن هذا الاكتشاف الهام بحاجة ماسة للرعاية والاهتمام من قبل الجهات المعنية وإجراء دراسات وافية له كي يتم استثماره سياحياً.‏

تعليقات الزوار

أنس الخن- مدير التسويق والتطويرفي جمعية نادي الشام |  anaswakk@yahoo.com | 28/01/2010 02:28

إن مثل هذه الثروات الطبيعية التي تتكشف أمامنا في سورية يوماً بعض يوم هي مشوقات فريدة من نوعها تصلح لأن تكون حجر أساس لبناء سياحة بيئية متطورة تسهم في خلق تنمية مستدامة حقيقية في المناطق التي تقع فيها، وعليه ندعو السادة في وزارات السياحة والبيئة والزراعة إيلاء مزيد من الاهتمام بتطوير السياحة البيئية في سورية، وليس أقلها الدعوة لعقد ,وتنظيم المؤتمر الدولي الأول للسياحة البيئية في سورية، ونحن في جمعية نادي الشام للسياحة البيئية (www.cesc-sy.org) مستعدون للتعاون المخلص بهذا الخصوص.

نبيل خالد أبورجب |  nebal1982@windowslive.com | 28/01/2010 08:52

تنمنى من الجهات المعنية المحافظة على ماتم اكتشافه والأهتمام به وتطويره ليكون منتجعا سياحيا

عمار العمار |  ammar.al@mail.sy | 28/01/2010 11:41

كهف غاية في الروعة و الجمال لكن نتمنى من المعنيين ايلاءه الاهتمام اللازم وشكراً

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية