تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مغارتان .. حكاية وتاريخ..سؤادا .. في السويداء .. تشكيلات صنعتها يدُّ الطبيعة على مدى ألوف السنين

تحقيقات
الخميس 28-1-2010م
منهال الشوفي

بتاريخ 18 كانون الاول 2009أعلنت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق اكتشاف ماوصفته بأنه أهم مغارة موجودة في سورية وأطلقت عليها اسم مغارة سؤادا1000/م

وتقع حسب مصادر الجمعية:(في محافطة السويداء شرق الرضيمة الشرقية وتحديداً من تل بركات إلى منطقة سطح نملة وحددت الجمعية خط السير ب 7كم متضمنا السير داخل المغارة،انطلاقاً من تل عش الغراب1138/م نزولاً إلى الشرق والموقع الجغرافي بالقاطع الجنوبي من سورية شمال شرق السويداء من تل عش الغراب إلى الشمال الشرقي‏

حتى حدود خربة الأنباشي في بادية شبه صحراوية قاسية بركانية الأصل ذات المادة البازلتية السوداء والتربة البنية أو الحمراء الداكنة، تكثر فيها التلال المتوسطة والأفق مفتوح حتى50/كم ومناخها جاف وبارد مفتوح من الناحية الغربية على البحر من خلال فتحة طبريا مما يجعلها باردة وذات هطول ثلجي كثيف ومطري يتجاوز 350/مم ما جعلهامنطقة استقرار زراعي من الدرجة الثانية), ونظراً لعدم وجودطريق معبدة توصل إلى الموقع ولظروف المنطقة الجغرافية والمناخية فقد تزودت رحلة جمعية الاستكشاف بجرارين زراعيين من قرية رضيمة وزودتهامديرية الصحة بسيارة إسعاف تحسباً لأي طارىء كما هيأت الجمعية المعدات الضرورية للمشاركين من حبال وخوذ بلاستيكية واقية للصدمات وحقائب إسعاف متطورة وعصي خاصة تستخدم لمساعدة المشاركين في السير ضمن الطبيعة،‏

تفادياً للمخاطر والظروف المناخية القاسية، في منطقة شبه صحراوية وتمكنت بمساعدة ادلاء من الوصول حيث قامت اللجان المتخصصة بدخول المغارة بعد إزالة الردم، وكانت المفاجأة الكبرى، فقد تبين للجان الاستكشاف أن المغارة غاية في الأهمية والروعة ، فهي مغارة بركانية جيولوجية، يزيد عمرهاعن50ألف سنة مخبأة تحت سطح الأرض، فيها قاعات في بدايتها تزيد مساحتهاعلى خمسة أمتار، تتسع تدريجياً لتكبر وتصبح أكثر عمقاً، وبداخلهاتيارات هوائية تدل على وجود فتحة أخرى،جدران المغارة متماسكة وصلبة لاتحتوي على شقوق خطيرة، ويوجد بداخلها بعض المخلفات الحيوانية ما يدل على أن حيوانات مفترسة تأوي إليها...‏

المهندس لؤي حمامي أحد المشرفين في فرقة الطوارىء أفاد أن المغارة يزيد عمقها على 3كم على أقل تقدير، ومن الصعب معرفة نهايته، مما قد يجعلها أكبر مغارة موجودة في سورية حتى الآن، و بداخلها مجموعة كبيرة من الصواعد والنوازل الغريبة رائعةالجمال والفريدة من نوعها، تستحق الاستكشاف والبحث والتوثيق بشكل دقيق وجدي.‏

مكونات المغارة‏

وفقا للمهندس لؤي حمامي قائد فرقة الطوارىء الذي تولى عملية الاستكشاف داخل المغارة، لقد كانت الصهارة البركانية المشكلة للمغارة تحوي كميات من الكلس بدأ بالذوبان مع مياه المطر بعد أن خمد البركان، ثم تسربت تلك المياه عبر تشققات سطح المغارة، وأثناء تسرب كل قطرة، تبخر بعض الماء تاركاً ذرات الكلس تلتصق حول منطقة التسرب ومع الزمن، تكدست الذرات لتشكل نماذج مختلفة من النوازل.‏

نتيجة لذوبان الكلس المترافق مع البازلت عبر آلاف السنين تسرب الكلس إلى المغارة ليشكل صواعد ونوازل فريدة من نوعها، والمدهش أن تلك الانسياحات قد تلونت باللون الأحمر الصارخ أحياناً تبعاً لنسبة انحلال أكسيد الحديد فيها. لكن استمرار تسرب المياه كان يزيد من حجم القطرة التي كانت تسقط فوق أرض المغارة، فكانت إذا تعرضت للتبخر السريع تكدس الكلس كي يشكل الصواعد( المسلاتية) .‏

ولايوجد أي أثر للحياة بداخل المغارة سوى في الأمتار العشرة الأولى من داخلها، أما العمق، فيوجد الكثير من الخفافيش تمت مشاهدتها في أحد الشقوق العميقة، كما تمت ملاحظة آثارها بشكل نادر في المنطقة القريبة من هذا الشق. ولم يلاحظ أي أثر لأي شخص سبق أن دخل هذه المغارة فهي على وضعها الطبيعي من آلاف السنين. في حين أن أعضاء الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق اكتفوا بجمع الصور والمعلومات النظرية عن هذه المغارة وعادوا بتدوين وتوثيق كل ما شاهدوه دون إلحاق الضرر بهذا الكنز.‏

تنوع فريد‏

رئيس دائرة آثار السويداء المهندس وسيم الشعران قال: ظاهرة المغارة الطبيعية في محافظة السويداء فريدة من نوعها من حيث تشكلها الطبيعي الذي رسمته يد الطبيعة بعيداً عن تدخل الانسان ما أكسبها رونقاً وجمالاً وجعل منها نقطة جذب سياحي وتستمد هذه المغاور أهميتها وجاذبيتها من مظاهرها وتراكيبها ومقاطعها الجيولوجية وتنوعها الفريد، وقد تشكلت هذه المغارة كنتيجة للسيل البركاني في تعرجات الوديان حيث تبرد سطحها وشكلت تجويفاً يتسع كلما توغلنا في العمق.‏

حيث تشكلت ضمنها بنتيجة تسرب المياه عبر الزمن الصواعد والنوازل.‏

وتنتشر في محافظة السويداء عدد كبير من المغر الطبيعية خاصة في منطقة اللجاة والكراع ومن أهم المغاور: مغارة عريقة- مغارة الهوة في أم الزمان- مغارة سيع- مغارة حيور اللوز.‏

عنصر جذب سياحية‏

مدير سياحة السويداء المهندس جهاد أبو زكي قال: إن سياحة المغامرات والاكتشاف هامة لصناع السياحة فإن الكهوف والمغر بما تمتلكه من مظاهر غريبة عن المألوف، تشد الزائرين وتستقطب عشاق المغامرة والعودة إلى بدء التكوين للجنس البشري وأول مسكن للانسان القديم، حيث تتميز الكهوف باعتدال درجة حرارتها التي تتراوح بين16و20 درجة مئوية خلال معظم أيام السنة ويمكن أيضاً استخدام الكهوف والأنفاق البركانية لأغراض تعليمية بالاضافة إلى أهمية استغلال هذه الكهوف في السياحة العلاجية خاصة وان التجارب العلميةأثبت أن نقاء الهواء في داخل هذه الكهوف ونسبة الرطوبة المعتدلة تجعلها بيئة مناسبة للأغراض الطبية لعلاج الكثير من الأمراض المستعصية مثل الربو والتحسس وأمراض الجهاز التنفسي. وكذلك علاج بعض الأمراض كالقلق والتوتر لما توفره أعماقها للانسان فيها من سكينة وهدوء. وهناك اهتمام من قبل المسؤولين في المحافظة والجهات المختصة خاصة وزارة السياحة للاستفادة من هذه البيئة الفريدة في إطار البحث عن عنصر جذب سياحة جديدة تغني المنتج السياحي السوري وتضم المحافظة عدداً من المغر الهامة هي: مغارة الهوة في السويداء تكوين طبيعي ومرشحة لتكون معلماً سياحياً قل نظيره بسبب تشكيل بركاني- كلسي فريد من نوعه كونهما نقيضان ولكنهما التقيا والتحما معاً ليصنعا لوحات تشكيلية ساحرة في تجويف ممتد في الأرض يعود تاريخ تكونه إلى نحو مليوني عام.‏

وإذ نشكرللجمعية استكشاف هذه المغارة ووضعها في دائرة اهتمام الجهات المعنية والمختصة، حيث سبق لها تسليط الضوء على مغارة أم الرمان والتي اهتمت بها جمعيتنا سلفاً وأقامت لها نشاطاً للكشف عنها، والتي لقيت اهتمام مسؤولي محافظة السويداء. وتقع الهوة شمال قرية أم الرمان على بعد 3كم وعلى بعد5كم عن أقرب منطقة مخدمة بالخدمات الأساسية/ماء- كهرباء/ على طريق أم الرمان- حوط، وهي ظاهرة بركانية فريدة ليس للانسان فيها أي يد وهي معروضة في سوق الاستثمار السياحي كذلك الأمر بالنسبة لمغامرة قنوات الواقعة في أحراش قنوات على مقربة من موقعي سيع وقنوات الأثرين الهامين.‏

مع تقديرنا الكبير لجهود الجمعية وماتحمله أعضاؤها من عناء المغامرة والمخاطر وحصولهم على الموافقات الأمنية والإدارية إن المعلومات المتوفرة عن هذه المغارة لا تغني عن الدراسة العلمية لها والتي قد تستغرق سنوات.. ونشير هنا إلى رحلة أخرى لاستكشاف الموقع ضلت الطريق فاكتشفت مغارة أخرى شبيهة بها.. وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية فتح الطريق إلى مثل هذه المواقع لمتابعة دراستها وبحث أفضل السبل لاستثمارها في مجال السياحة البيئية أو سياحة المغامرات خاصة وأن المحافظة تضم مواقع فريدة ليس على مستوى القطر فحسب بل على مستوى العالم، تمتاز بتنوعها وغناها بالكنوز الجيولوجية والجغرافية والتاريخية والأثرية والزراعية والرعوية والمائية.‏

تعليقات الزوار

إدارة الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق |  website@scs-net.org | 28/01/2010 19:44

شكر لحكومة الجمهورية العربية السورية لدعمها لنشاطات الجمعية وعلى رأسها وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتورة ديالا حج عارف ومديرية الوزارة وشكر كبير لمحافظ السويداء الدكتور مالك محمد علي. مدير الآثار والمتاحف في محافظة السويداء الأستاذ المهندس وسيم الشعراني. مدير السياحة في محافظة السويداء الأستاذ المهندس جهاد أبو زكي. جمعية العاديات فرع محافظة السويداء. الأستاذ الصحفي أكرم الغطريف. الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. وكالة سانا (الوكالة العربية السورية للأنباء). وكل الصحف الحكومية الرسمية جريدة الثورة ، جريدة البعث ، وجريدة تشرين ، وأخيراً شكر للمتطوعين في الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق وكادرها التنظيمي والإداري ومجلس إدارتها لأنهم أتاحوا الفرصة للمغر الموجودة في سوريا للظهور العلني أمام كل وسائل الإعلان وقد نجحت الجمعية في تسليط الضوء على هذه المغر الهامة التي نتمنى لها أن تحوز على الاهتمام من قبل المسؤولين في المستقبل.

مافي غيرك يا وطني |    | 31/01/2010 20:23

تهانينا! إنجاز مذهل و مشرف للجمعية و أعضائها , أرجو أن يُتبنى هذا الاكتشاف سريعاً ضمن خطة حكومية مسؤولة على أكمل وجه . لدراسته و توثيقه و من ثم استثماره بشكل فعال يفيد الوطن . و أدعو ألا يضيع بريقه في أنفاق البيروقراطية التقليدية غير المسؤولة التي تفقد الإنجازات الكبيرة قيمتها.

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية