تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


رأيان في عرض مسـرحي

ثقافة
الخميس 28-1-2010
بلغة جسد طفولي راقص

لم تمض إلا لحظات قليلة على دخولنا المسرح حتى تحولت فراشة شاشة العرض، المزروعة في عمق الخشبة إلى فراشة آدمية من لحم ودم.‏

توظيف جميل للعبة الايهام تقترب من عقل المتلقي - الطفل ، في العرض الراقص (رحلة فراشة) الذي قدمته فرقة أجيال لمسرح الطفل.‏

وكما لو أن تلك الفراشة الكرتونية برسمها وألوانها الزاهية مع خلفية سماوية تمتلئ أزهاراً بمختلف الألوان، لم تكن إلا توطئة تشي بمضمون الحكاية التي يعتمدها العرض الراقص، إن جاز لنا أن نعتبر ما قد تم يحمل سمات (القصة) لكن المبسطة جداً وفقاً لغاية العمل وهدف الفرقة التي تحترف تعليم الرقص لأفرادها الأطفال .‏

والحقيقة أن تلك الحكاية على بساطتها ، سيقت على اعتبار أنها رابط للوحات الرقص التي قدمها الأطفال من مختلف البلدان واللغة الوحيدة، التي تبادلها هؤلاء الأطفال (راقصين أم متلقين) هي لغة الجسد الراقص، دعمت بالخطاب المباشر الذي جاء على لسان الطفلة (تيماء) مؤدية دور الفراشة الطائرة بين بلدان عدة مع أصدقائها الشموع أو الأضواء .‏

هكذا تبدأ (تيماء) العرض بالتعريف عن نفسها مخاطبة جمهور الصالة الطفولي في غالبيته وبأنها ستتحول بعد برهة وبعد ارتدائها لجناحيها الموضوعين في مقدمة الخشبة إلى الفراشة (رواية- القصة) المسافرة بين مختلف أركان المعمورة وفقاً لهذه الرحلة سيكون مبرراً تقديم لوحات فلكلورية راقصة تعرف الأطفال الحضور برقصات وأزياء تلك البلدان (الصين- افريقيا- البرازيل- اسبانيا- السعودية- تونس-مصر) وأخيراً تعود الفراشة إلى موطنها (سورية) خاتمةً حكايتها.‏

(رحلة الفراشة) عرض قدم بلغة الجسد الطفولي الراقص يبشر بمواهب حقة، جميلة بريئة تنضح حباً يافعاً لما تقدمه بيسرٍ، لك أن تستشف ذلك من حماسة ظاهرة على وجوه أولئك الصغار الذين كانت أعمار بعضٍ منهم لا تتجاوز (الخمس) سنوات، وبالرغم من ذلك أظهروا براعة لافتة تتناسب وسنوات طفولتهم، بل وتتفوق عليها.‏

يتكئ العرض على جملة مفردات فنية بصرية لها أن تثير انتباه الطفل (المتلقي) وهو أمر ضروري في مسرح الطفل .. من ذلك استغلال التنوع في اللوحات لصالح تقديم أزياء لمختلف الألوان ، غالبها جاء زاهياً فاقعاً..‏

ثم تغيير شاشة العرض بخلفيات تتوافق مع البلد الذي أخذت منه الرقصة المؤداة .‏

فنيات جاءت بطرق واضحة مبسطة سربت من خلالها غاية تعليمية أيضاً كانت سهلة التلقي والفهم مثل معلومة كون أبي الهول يقع في مصر أو اقتران آلة الغيتار مع الرقص الإسباني التي تبدو معلومة استنتاجية لا مباشرة وغير ذلك من رسائل تعليمية كان من الممكن أن تحمل زحماً أكثر بقليل من حيث تكثيف المعلومة.‏

رحلة الأطفال أولئك مع فراشتهم جاءت فكرةً وإخراجاً بتوقيع ياسر الأيوبي عرض اشتمل على أكثر من ستين طفلاً وطفلة، وقدم على مسرح الدراما في دار الأوبرا مؤخراً.‏

عن الجانب التقني في العرض..‏

كان من الممكن أيضاً أن يحمل إدهاشاً أكبر للأطفال فيما لو جعل المسار الذي تحلق بواسطته (الفراشة - تيماء) أوسع يذهب طولاً وعرضاً (أماماً وخلفاً) فالفراشة الآدمية علقت إلى خيوط معدنية تسحبها إلى الأعلى ، أوهمت هذه الطريقة الأطفال بنوع من الطيران في فضاء المسرح لكنه بقي طيراناً على المسار الخلفي وفقط.‏

لميس علي‏

***‏

عبر اللون والزي .. حكاية بلد‏

فراشة وضوء.. هما حكاية عشق.. ولكن يشوبها الوجل والخوف.. الفراشة تهوى الضوء ولكن تخاف أن يحرق أجنحتها الجميلة الملونة.. والضوء يعشق الفراشة ولكن يخاف أيضاً أن تطفئ لهيبه بأجنحتها التي تتحرك بسرعة.. تلك هي بعض من الحكاية التي لخصتها /رحلة الفراشة/ بعرضها المسرحي الراقص والذي أدته فرقة أجيال على مسرح الدراما بدار الأوبرا/.‏

في هذا العرض الراقص تأخذك فراشة عبر رحلة بين بلدان متعددة.. لتحكي من هذا البلد عبر رقصة تخص هذا البلد أو ذاك.. اعتماداً على الزي الشعبي والفلكلور التقليدي لها.. كرة أرضية تدور من خلال شاشة عرض لتحدد مكان البلد الذي تقصده الفراشة ومن ثم تحلق الفراشة /طفلة/ مع دخول مجموعة من الأطفال الذين يلبسون زي البلد الذي اتجهت إليه الفراشة ..‏

وتبدأ الفراشة رحلتها صوب الصين .. ومن ثم البرازيل وإفريقيا وتونس ومصر والخليج العربي.. وسورية .. عبر لوحات فنية جميلة أدتها الفرقة بمجموعها من الأطفال .‏

جميلة تلك الحكاية التي يحكيها طفل لطفل.. لعلها تكون أصدق وأكثر تعبيراً في عالمهم.. وماشاهدناه من تفاعل بين الأطفال الحضور والأطفال المؤدين للرقصات .. وخصوصاً الفراشة التي تسألهم : أين ستذهب ..هل أنتم سعداء؟ ويكون الجواب.. من كل الأطفال بصوت عال.. هذا التفاعل الجميل هو الذي خلق حالة من المتعة إضافة للعرض الجميل الذي قدم من أطفال بعضهم لم يتجاوز عمره الثامنة ..وهم أكثر من ستين طفلة وطفلاً فكيف تم ضبط إيقاعهم ..وحركتهم ؟وكيف تم التجاوب بينهم وبين مدربيهم .. بلا شك هي عملية صعبة تدريب كل هذا العدد .. ولكن ما وجدناه خلال بروفات العرض.. من صبر ومحبة للعمل من المدربين إضافة لتلقي كل ما يأتي من الأطفال .. كان دلالة على تصميم في النجاح..وإظهار العرض بطريقة جميلة.. الكثير من التفاصيل التي لا تعرفها تحصل في كواليس العرض من تجهيز الملابس والإكسسوارات .. وأشياء أخرى.‏

ويأتي كل هذا على خلفية عرض.. يخرج إلى المسرح بابتسامة عريضة.. وخوف الخطوة الأولى على المسرح .. ثم يتماهى الأطفال بعد ذلك .. مع رقصاتهم وتحلق بهم الفراشة.. عبر البلدان .. ليقطفوا منها الأزياء الجميلة.. والتي خدمت العرض بطريقة لطيفة.. فكانت هوية كل بلد زيه وأغنية من تراثه.. مؤكدين بذلك على أن قيمة أي بلد تظهر بتراثه وعاداته التي يعرف بها البلاد الأخرى .. قدم عرض رحلة الفراشة هذه الباقة الجميلة بقالب راقص.. نقول عنه إنه عرض بتوقيع أطفال يحملون رؤى وأفكار الكبار.. ولكن على طريقتهم وعفويتهم، هؤلاء الأطفال قدموا عرضاً مسرحياً راقصاً يحمل مستوى .. يجعلنا متفائلين بأن مثل هذه المواهب التي تبدأ باكراً وتستمر في مسارها سوف تحقق ذات يوم مشروعها بأعمال أكثر تطوراً .‏

فرقة أجيال لمسرح الطفل تأسست عام 2007 وهي تتألف من ستين طفلاً وطفلة من الموهوبين والمهتمين تتراوح أعمارهم بين العاشرة و14 سنة.. تعنى الفرقة بتقديم العروض المسرحية الراقصة كما تركز على الاهتمام بالمحافظة على إحياء التراث الشعبي.. وتعزيز الهوية لدى الأطفال وتوجيه طموحاتهم .. بشكل يسهم في بناء شخصيتهم وسبق أن قدمت الفرقة العديد من الأعمال منها زمن الانتصارات- طيور الحرية - سحر المحبة .‏

رحلة للفراشة : تصميم الرقصات والإدارة : مجد أحمد، باسل حمدان ، وفكرة وإخراج: ياسر الأيوبي‏

 مانيا معروف‏

تعليقات الزوار

عبدالقادرخباز |  info@art-windows.net | 16/02/2010 18:55

مصمم أزياء رحلة الفراشة شاكرين اهتمامكم وشكرا

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية