عرض الفنان فصيح على طبلتين مصنوعتين من جلود الحيوانات أفلام فيديو مع موسيقا ترافق العرض الطبلة الأولى عرض عليها فيلم لدبكة شعبية وعلى الطبلة الثانية اجسام عارية ترقص على انغام الموسيقا كما وشمل المعرض عملية جراحية قام بها الدكتور بسام نبهان حيث استأصل من يد الفنان بعض الأورام الدهنية أمام الحضور.
الفنان فصيح كيسو من مواليد الحسكة درس الهندسة الداخلية في الجامعة اللبنانية وانتقل للعيش في استراليا عام 1993 حيث حصل على ماجستير في الفنون الجميلة من جامعة ملبورن ودكتوراه في الفنون البصرية من جامعة سيدني كما درس الفيلم والفيديو في جامعة نيويورك.
كان العرض مصحوباً بموسيقا غريبة جداً تمتزج بين شرقية وغربية وتثير الاضطراب لدى المستمع ما يعمق الاحساس بالإثارة فالرقص بشكل عام تعبير بواسطة الجسد عن مكنوناته والمزج هنا بين اللباس والعُري لايشكل أي فرق في الهدف الذي قامت من أجله الرقصة وهو تجسيد الرغبة الجنسية.
الموضوع ليس جديدا على منطقتنا فقد كان العرب الفينيقيون في عبادتهم الوثنية يقدّمون الأضاحي لآلهتهم المحبة للجنس والدم وذلك قبل ثلاثة آلاف وخمسمائة سنة تقريباً.
بشكل عام عندما نزور معرضاً للفن نتوقع مشاهدة الجمال من خلال لوحة أو منحوتة..إلخ والكثير من الفنانين يحاولون اسعاد المشاهد وإثارة إعجابه ودهشته أمّا في هذا المعرض فقد حاول الفنان إثارة حفيظة المشاهد وصدمه بهذا الطرح الجريء حيث اختطف الفنان من خصوصية المشاهد بضع دقائق ليضعه أمام مشاهد قليلاً مايجب مشاركة الآخرين في رؤيتها وعمّقت الموسيقا المرافقة للعرض الشعور بالاضطراب والقلق لدى المشاهدين ما أدى للإثارة الجنسية اللاراعية لدى الكثير منهم.
وأخيراً على من يعتقد بأن مصادر الثقافة الغربية معاصرة بينما مصادر ثقافة الآخرين تقليدية أن يعرف بأن مصادر ثقافتنا غنية إلى أبعد الحدود وبأننا بما نملك من تراث نستطيع مجاراة احدث الحضارات لأن بلدنا نبع لكل الحضارات.