تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عازف القانون التركي خليل قرادومان ..تقنيات عالية .. و أساليب متفردة

ثقافة
الأحد 9/10/2005م
أحمد بوبس

في أمسية جميلة بمسرح الدراما بدار الاوبرا استمتع جمهور كبير بنحو ساعة و نصف من العزف البديع على البيانو للعازف التركي الكبير ( خليل قرادومان).

اطلعنا خلالها على الفنون و الأساليب التركية في العزف على آلة القانون . وخليل قرادومان واحد من أهم خمسة عازفين أتراك على القانون حاليا . وهذا يعني أننا استمعنا إلى سوية رفيعة من العزف .‏

بدأ العازف التركي أمسيته بتقاسيم و سماعي من مقام شاهناز. ثم لونغا من مقام سلطان يكاه و عزف أعمالا موسيقية أخرى تخللتها ارتجالات . أظهر فيها مهاراته و تقنياته العالية في العزف . من هذه المهارات عدم اقتصارة بالعزف على استخدام سبابتيه كما هو شائع بين عازفي القانون عندنا و إنما استخدم ثلاثة أصابع من كل يد ( السبابة و الوسطى و البنصر ) . فزاد بذلك ثراء الموسيقا التي صدرت عن عزفه, كما استخدم الحركة الدائرية في الضرب على أوتار القانون . وهذه الحركة غير شائعة عندنا , وفي بعض المراحل استخدم سلسلة ثبتها على أحد الاوتار الوسطى , ثم مدها فوق مجموعة من الاوتار . و كان لهذه السلسلة وظيفة مهمة تمثلت بإعطاء ما يمكن أن نسميه طنينا أو صدى للعزف , فزاد من جماليته .‏

وعازفو القانون يهابون عادة استخدام الاوتار السفلى في العزف فيقصرون عزفهم على النصف الاعلى من القانون لكن العازف التركي صال و جال على كامل مساحة العود باقتدار وتقنية عالية .‏

في القسم الثاني من الامسية قدم خليل قرادومان مجموعة من الاغنيات التراثية التركية غناها بصوته الجميل بمرافقة عزفه على القانون .وهذه أول مرة أشاهد فيها عازف قانون يعزف ويغني في نفس الوقت . وهذا الأمر ممكن و سهل بالنسبة لعازف العود لأنه لا يحتاج إلى استخدام نظره في العزف . أما عازف القانون فهو دائم النظر إلى آلته , من أجل قيامه بالتغيير المستمر أثناء العزف . لكن العازف التركي كان يعزف و يغني و هو ينظر إلى الجمهور و لا شك أن الجمع بين الغناء و العزف على القانون يحتاج الى مقدرة كبيرة من العازف و هذا توفر للعازف التركي .‏

وزيارة العازف التركي لسورية ليست فقط من أجل هذه الامسية الجميلة و أنما لإقامة ورشة عمل لطلاب آلة القانون في المعهد العالي للموسيقا كي يطلعوا على المدرسة التركية للعزف على القانون و أساليبها و تقنياتها . وفي الواقع المدرسة التركية هذه عريقة و متقدمة ففي تركيا عازفون عالميون على آلة القانون و هذا العازف واحد منهم . وفي هذه الورشة قدم خليل قرادومان لطلاب المعهد حلولا موسيقية في مجال التفكير الموسيقي و الدوزان و تعرفوا على الفوارق بين ربع الصوت العربي و ربع الصوت التركي . وقد لمست تقبلا كبير من الطلاب , وقام بعضهم بتصوير حركات أصابع العازف التركي أثناء عزفه التدريبي بكاميرا فيديو وهذا عمل جيد ووسيلة متقدمة للدراسة .‏

كما قال عميد المعهد العالي للموسيقا أثيل حمدان فإن ورشة العمل هذه تأتي ضمن خطة المعهد لاستضافة عدد من العازفين الاتراك على مختلف الآلات الموسيقية الشرقية و سيشهد العام الدراسي الحالي ( 2005 - 2006 ) زيارة أربعة عازفين أتراك عازف للقانون و آخر للعود , ولأول مرة سيأتي إلى المعهد عازف كبير للناي و سيقيم ورشة عمل و هذا مهم لأن آلة الناي مهضومة الحق . والعازف الرابع سيكون على آلة البزق .‏

في النهاية لا يسعنا إلا أن نشكر ادارتي دار الاوبرا و المعهد العالي للموسيقا على أمسية العزف لهذا الموسيقي التركي الكبير .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية