تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التعذيب الأميركيفي تقرير هيومان رايتس واتش

لوموند
دراسات ترجمة
الأحد 9/10/2005م
ترجمة: دلال ابراهيم

في وقت تزامن مع احتجاج أكثر من 100 ألف متظاهر في الولايات المتحدة, في الرابع والعشرين من الشهر المنصرم, ضد الحرب على العراق,

نشرت المنظمة الأميركية للدفاع عن حقوق الإنسان -هيومان رايتس واتش- تقريرا مثيرا للقلق, يتعلق بالجيش الأميركي, وممارساته التعذيبية وسوء المعاملة التي انزلها بحق معتقلي الحملة الأميركية التي اطلقوا عليها تسمية (الحرب ضد الإرهاب).‏

ويعول هذا التقرير أهمية كبيرة لسببين: أولهما: إنه يذكر بالتفصيل حقائق تقول إن التعذيب الذي اقترفه الجيش الأميركي في سجن أبو غريب, وهزت فضيحته في نيسان من العام المنصرم, العالم اجمع, قد اقترفته وحدة تابعة للجيش, كما ويقدم شهادات أفضى بها ليس فقط أسرى سابقون ذاقوا التعذيب, وإنما ايضا جنود أميركيون.‏

وفيما يتعلق بالتقنية والآلية المستخدمة في تعذيب وإساءة معاملة المعتقلين في القبضة الأميركية وحسبما وصفها الكابتن والرقباء الاثنان, الذين أسرّوا بالتفاصيل إلى منظمة هيومان رايتس واتش, ليست بالجديدة, بل جرى استخدامها في السجون الأميركية المنتشرة في افغانستان والعراق, وكذلك في معتقل غوانتانامو.‏

وقد أكدت تحقيقات اجرتها منظمات غير حكومية, ووسائل إعلام غربية, منذ انتشار فضائح التعذيب في السجون العراقية في شهر نيسان من عام 2004 أن هذا التعذيب الذي أذاقه الجنود الأميركيون للمعتقلين كان يتم بشكل منهجي, كما وكشفت هذه التحقيقات عن تنفيذ أحكام إعدام بحق العديد من الأسرى.‏

علما أن السلطات الأميركية, لم تقدم أي جواب شاف حول ما أثير عن انتهاك جيشها لقوانين الحرب بل استطاعت وبنجاح إقناع الرأي العام الأميركي أن وحدة الشرطة العسكرية التي قامت بتصوير وقائع تعذيب المعتقلين في سجن أبو غريب لم تتلق أي أوامر من الجيش أو من أي من أجهزة الاستخبارات. وفي الوقت الذي تمثل فيه المجندة ليندي انغلاند, والتي تظهر في العديد من صور فضائح (أبو غريب) أمام محكمة عسكرية في فورت هود, هل يمكن إقناع العالم بالرواية الرسمية, تلك التي تقول إن التعذيب هو مجرد انحرافات (لجنود طائشين).‏

ولم تشغل هذه المسائل بال حركة السلام الأميركية, لأن جلَّ انشغالهم واهتمامهم, منصب على حماية أرواح الجنود الأميركيين.‏

وكما جرت العادة دوما في الحروب, فإنه من الصعب جدا سماع صوت الآخر المخالف لآراء الإدارة الأميركية مثل جهود السيدة سيندي شيهان والدة أحد الجنود التي تم التعتيم عليها والتضييق, إن الإدارة الأميركية من خلال إعطاء جيشها الضوء الأخضر لانتهاك ما نهت عنه قوانين الحرب, ووصفته بأنه (انتهاك خطير لقوانين الحرب) مثل (التعذيب) أو (معاملة غير إنسانية) للأسرى, و(جرائم حرب) هي حال تنفيذ القتل, تكون الولايات المتحدة قد وضعت نفسها في الموقع غير الشرعي والمضر بالقضية التي تدعي الدفاع عنها وهي الحرية- العدالة والديمقراطية, في مواجهة من تدعوهم (المجاهدين).‏

وفي كل مرة يقتل فيها مواطن أفغاني أو عراقي نتيجة ظلم لحق به أو تعذيب ذاقه ولأن الولايات المتحدة تدعي أنها بلد ديمقراطي, فإن ذلك يعتبر هزيمة لها, ولجميع أولئك الذين يدافعون عن القيم والأخلاق التي يدّعون تمثيلها.‏

وبشكل براغماتيكي أكثر, إن استخدام التعذيب يعتبر فرصة ضعيفة لواشنطن من أجل كسب حروبها, لأنه ومقابل كل أسير يقتل, وكل صورة تعذيب لأسرى تمر على شاشات التلفزيون في أبو غريب, أو في معتقل غوانتانامو, يهب عشرة مقاتلين في وجه الولايات المتحدة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية