تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الهجرة السرية تلقي بظلالها على العلاقات الأورو- مغاربية

تونس
يو.بي.آي
عربي ودولي
الأحد 9/10/2005م
الجمعي قاسمي

يلقى موضوع الهجرة غير الشرعية ظلالا كثيفة على التحركات السياسية والاتصالات الديبلوماسية بين العواصم الاورو-مغاربية,التي تكثفت بشكل لم تعرفه المنطقة من قبل.

وبدا الموضوع حديث الساعة في باريس ومدريد وروما ,بينما تجاوز صداه الرباط ليصل الى طرابلس والجزائر وتونس,وذلك قبل اسابيع قليلة على القمة الاورو-متوسطية المقرر عقدها في السابع والعشرين من تشرين الثاني المقبل في اسبانيا بمناسبة الذكرى العاشرة لمسار برشلونة للحوار الاورو-متوسطي.‏

ويعتزم وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس زيارة المغرب بعد غدٍ, لبحث هذا الموضوع غداة مقتل ستة مهاجرين على حدود مدينة مليلة شمال المغرب اثناء محاولتهم دخول الاراضي الاسبانية.‏

وقالت نائب رئيس الحكومة الاسبانية ماريا تيريسا فرناندس دي لافيغا ان موراتينوس سيبحث مع المسؤولين في المغرب مسائل تهم التعاون الثنائي,وبلورة اتفاق جديد يرمي الى تعزيز اجراءات وقف محاولات الهجرة غير الشرعية ومكافحة مافيات الهجرة السرية .‏

وبالتوازي مع ذلك, توجه وفد من الاتحاد الاوروبي الى المغرب ومدينتي سبتة ومليلة الواقعتين تحت السيطرة الاسبانية, لتقييم وضع المهاجرين غير الشرعيين ,ومراقبة ما يحدث هناك.‏

وقبل ذلك,زار نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي العاصمة الليبية طرابلس ,حيث تركزت محادثاته مع المسؤولين الليبيين حول السبل الكفيلة بوضع حد لظاهرة الهجرة غير الشرعية,وذلك بعد اقل من اسبوع من بحث وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي هذا الموضوع مع المسؤولين التونسيين.‏

ووسط هذه الاتصالات والمشاورات, كان موضوع الهجرة قد هيمن على اعمال الاجتماع الثاني عشر لوزراء خارجية المنتدى المتوسطي الذي استضافته تونس الاسبوع الماضي,بينما بدأت تلوح في الافق بوادر ازمة جديدة بين المغرب والجزائر على خلفية هذا الموضوع الذي كان سبب الازمة الراهنة بين الحكومتين الاسبانية والمغربية.‏

وكانت الازمة بين الحكومتين الاسبانية والمغربية قد برزت للعلن عندما عثرت السلطات الاسبانية على اكثر من 800 مهاجر غير شرعي عند شواطىء الكناري والاندلس خلال الاسبوع الثاني من شهر آب الماضي.‏

واتهمت الحكومة الاسبانية في حينه نظيرتها المغربية بعدم ممارسة الرقابة على حدودها,وهو ما رفضته الحكومة المغربية التي ما فتئت تؤكد على ان اجهزتها الامنية لا تدخر جهدا لمكافحة هذه الظاهرة.‏

وسرعان ما تطورت الازمة,حيث عاد ملف الهجرة السرية الى الواجهة من جديد عندما اقدم مئات المهاجرين من الدول الواقعة جنوبي الصحراء خلال الاسبوع الجاري على تجاوز الاسلاك الشائكة التي تفصل المغرب عن مدينتي سبتة ومليلة الواقعتين تحت السيطرة الاسبانية.‏

فقد هاجم حوالي 650 مهاجراً افريقيا السياج الحدودي حول مليلة, وتمكن نحو 350 منهم من اجتيازه بعد انهياره,وذلك في رابع محاولة من هذا النوع,كان نتيجتها مصرع ستة مهاجرين ,بالاضافة الى اصابة نحو 135 شخصا بينهم سبعة من ضباط وجنود الشرطة المغربية بجروح, وتؤكد السلطات المغربية ان اجهزتها الامنية تصرفت في حدود القانون,وانها حافظت على نقاط مراقبتها ,حيث اعتقلت خلال الاسبوع الجاري 136 مهاجرا غير شرعي , مما يرفع عدد المعتقلين الى 1200 معتقل خلال اسبوع واحد,بينما ترى الحكومة الاسبانية ان المغرب لم يقم بواجبه على احسن وجه لمنع تدفق المهاجرين إلى اراضيها.‏

وبالمقابل,ترى الجزائر ان المسألة اكثر تعقيدا وتعترف بان حدودها الجنوبية الممتدة على طول 2500 كلم اصبحت الملاذ المفضل للشباب للافارقة الحالمين بالعبور الى سواحل جنوب اوروبا.‏

ومع ذلك,تتفق المغرب والجزائر,وكذلك تونس وليبيا على ان ارضيها اضحت منطقة عبور واقامة للعديد من هؤلاء المهاجرين السريين من الساحل ومن افريقيا السوداء الذين يجتازون الصحراء سنويا كمقدمة للانتقال الى اوروبا.‏

ويرى المراقبون ان هذا الاتفاق ساهم كثيرا في بلورة شبه موقف مغاربي موحد ازاء هذه الظاهرة التى تؤرق العلاقات المغاربية الثنائية والمغاربية- الاوروبية ,اساسه ان الدول المغاربية لن تتحول الى حارس للحدود التى ينطلق منها المهاجرون نحو الضفة الشمالية سواء كانوا افارقة من دول غرب الصحراء ام من الدول المغاربية .‏

ويشدد هذا الموقف المشترك على ان الهجرة غير الشرعية مسألة معقدة لا يمكن حلها عن طريق طرف واحد ,ولابد من تضافر كل الجهود حتى تتمكن دول البحرالابيض المتوسط من السيطرة عليها .‏

ولعله لهذا السبب,وكثير غيره ,يتوقع ان يكون ملف الهجرة غير الشرعية بابعاده المتنوعة من المحاور الاساسية التي ستبحث خلال القمة الاورو- متوسطية المقرر عقدها في مدينة برشلونة الاسبانية بمشاركة الدول الاعضاء ال25 في الاتحاد الاوروبي وعشر دول متوسطية اخرى منها الدول المغاربية .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية