ومن هذا المنطلق فإن انضمام سورية إلى الشبكة العالمية لتشغيل الشباب هي مبادرة وطنية جديدة تتقدم على كل البلدان الريادية على مستوى العالم-وهي البلد الريادي الوحيد الذي تتم قيادة برنامجه من أْعلى المستويات وبدعم من شراكة ثلاثية الأبعاد للحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع الأهلي.
بهذا الخصوص عقدت الدكتورة ديالا الحج عارف وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل مؤتمراً صحفياً بحضور السيد طالب قاضي أمين معاون وزير الإعلام والسيد ريتشارد ستريت الخبير في الشبكة العالمية لتشغيل الشباب والسيدة يمامة عريبي الخبيرة في هذا المجال .حيث تحدث المشاركون في هذا المؤتمر عن أهمية هذه المبادرة وعن الجهود المبذولة من قبل الشبكة العالمية لتشغيل الشباب مشيرين إلى أهم النقاط التي أكدت عليها السيدة أسماء الأسد عقيلة السيد رئيس الجمهورية خلال الاجتماعات التي عقدت لتأسيس استراتيجية وطنية لتشغيل الشباب مبينة أنه لا يوجد تحد أكبر من ضمان مستقبل شبابنا ومواجهة هذا التحدي يتمثل بتهيئة شبابنا للعمل المهني في القطاع الخاص سواء من خلال تطوير مشاريعهم الخاصة الجديدة أو كموظفين لدى الغير, وأهم ما نحاول فعله هو مساعدة الشباب على فهم أهمية الفرص الجديدة التي من شأنها أن تعود على مستقبلهم وأسرهم ووطنهم بالنفع.
وقد تم جمع فريق من الخبراء الفنيين الذين يتمتعون بخبرة دولية من أجل تطوير خطط وسياسات عمالة الشباب ويخصص العام الأول للقيام بكل متطلبات العمل الأساسية ومن ثم سيتم الانتقال إلى المشاريع التجريبية.
وخلال هذا المؤتمر أشارت د. عارف وهي أحد الأعضاء الأساسيين في مجموعة المبادرة إلى أن شبكة تشغيل الشباب هي مبادرة تقوم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة لمنظمة العمل الدولي وتهدف إلى مواجهة تحديات الألفية الثالثة للتنمية.
وبانضمام سورية إلى هذه الشبكة يصبح عدد البلدان الريادية اثنتي عشرة دولة وهي تعنى بإيجاد استراتيجية خاصة لكل منها في مجال تشغيل الشباب والحد من البطالة التي أصبحت موجودة بكثرة بين صفوفهم وهذه المسألة احتلت عناية خاصة من جميع المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة باعتبار الشباب هم الثروة الوطنية لدى كل دولة.
وأكدت عارف: أن المقصود بهذه الاستراتيجية هو مساعدة الشباب للدخول إلى سوق العمل وتدربيهم وتأهيلهم بصرف النظر عن الاختصاص الأكاديمي الذي يمتلكونه وبعيداً عن مسألة الالتزام في توفير فرص العمل فنحن لن نحتاج بعد تدريب هؤلاء الشباب وخلق المهارات لديهم إلى إلزام سوق العمل بهم , وإنما قطاع الأعمال هو من سيأتي إليهم.
وسوف تتم قيادة هذه الاستراتيجية في جميع مراحلها الوطنية والمحلية ضمن تشاركية مجتمعية تضم جميع الأطراف المعنية من قطاع عام وخاص وأهلي. حيث إننا نتحدث عن تأهيل مجتمعي للشباب بين 18-25 عاماً ليكونوا مطلوبين في سوق العمل وسندخل المدارس والمعاهد لخلق ثقافة العمل الحر.
ومن جانبه يرد السيد ريتشاردستريت مدير المشروع عن الأسئلة التي طرحها الصحفيون قائلاً:إن المشروع هو مرحلة تمهيدية لوضع استراتيجية تشجيع الشباب لإقامة مشاريع متوسطة وصغيرة وهي تتضمن وضع خطة متكاملة مع تأسيس مكتب وطني يقوم بجمع المعلومات والعمل مع الهيئات المختلفة.كما سيتم تأمين متطوعين من رجال الأعمال لتقديم الخبرة للشباب وتهيئتهم للبدء بالعمل متحدثين عن تجاربهم الشخصية في مجال العمل وذلك بهدف خلق ثقافة العمل لدى هذه الفئات ويقول: سنقوم خلال الأشهر العشرة القادمة على طرح هذا المفهوم وسنطبق المشروع على عشر مدارس فقط في محافظة حلب معتبرين هذا العام مرحلة تمهيدية لمشاريع تجريبية واحصائيات.
وبالسياق نفسه تقول السيدة يمامة العريبي مديرة البرنامج في مشروع تشغيل الشباب إن هناك مشاريع كثيرة في سورية ولكن لا يوجد تنسيق بين هذه الأعمال وحاجتها للسوق أو العاملين ومن أهداف المكتب التنسيق بين الهيئات والمنظمات المهتمة بعمالة الشباب والعمل على مستوى وطني مع مؤسسات الدولة وقطاع الأعمال وهيئات المجتمع الأهلي منطلقين من فكرة التدريب والتأهيل والارشاد للبدء بالعمل.