وكانت قد سبقت مبادرة التلفزيون المصري هذه محاولة لاقامة هذا المهرجان في دمشق بالاشتراك بين التلفزيون السوري ولجنة صناعة السينما والتلفزيون, وعقدت عدة اجتماعات لهذه الغاية انتهت الى طي ملفاتها وصرف النظر لسبب عدم توفر الاعتمادات المالية التي يجب ان ترصد بشكل مسبق لهذه الغاية والتي قدرت في حينه بعشرين مليون ليرة سورية.. وما كادت تتوقف اعمال هذه اللجنة حتى فوجئ الجميع بالاعلان عن اقامة بمهرجان القاهرة للاذاعة والتلفزيونا وتواردت الدعوات الى كافة الهيئات الرسمية والى الشركات المنتجة للمشاركة في هذا المهرجان الذي اقيم في فندق شيراتون الجزيرة بالقاهرة... وقد شاركت اغلب الهيئات الرسمية والعديد من شركات الانتاج العربية الخاصة.. وبالطبع لم يشهد هذا المهرجان الذي اقيم في تموز من عام 1995 اية سجالات او تجاذبات كالتي شهدتها المهرجانات اللاحقة, فالمشاركون جاؤوا اليه دون اية تصورات مسبقة, ولكن الجميع شعر بأهمية هذا المهرجان الذي شكل مناسبة جمعت المهتمين بالشأن التلفزيوني والقائمين على مؤسساته واداراته في مختلف اقطار الوطن العربي و في تظاهرة فنية حققت تواصلا غير مسبوق كان الجميع يتوق اليه.
في تموز من العام التالي 1996 بدأ المهرجان يأخذ ارقاما متسلسلة, فأقيم تحت اسم بمهرجان القاهرة الثاني للاذاعة والتلفزيونا وجاء المشاركون اليه باستعداد مسبق. وبحماسة للفوز في مهرجان يضم اكبر تجمع فني عربي.. وكان الانتاج التلفزيوني السوري بقطاعيه العام والخاص في عز اندفاعته فحصدت اعماله المشاركة في هذا المهرجان اغلب الجوائز الهامة بشكل لم يتوقعه الاخوة في مصر ولا الاخوة المشاركون من بقية اقطار الوطن العربي الذين صفقوا طويلا لهذا النجاح في حفل الختام .. فقد نالت الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون عن اعمالها المشاركة خمس جوائز ذهبية وجائزتين فضيتين وجائزتين برونزيتين وكذلك حققت الاعمال المشاركة من شركات القطاع الخاص في سورية العديد من الجوائز الذهبية والفضية وغيرها ..
هذا الفوز الساحق وغير المتوقع وضع الاخوة القائمين على الحركة الانتاجية في مصر في موضع الحرج فانتاجهم له السبق والريادة وهذا حق.. ولا يجوز لأي انتاج عربي ان يقف ندا, بالإضافة الى انهم لا يعرفون شيئا عن الانتاجات العربية الاخرى ولا عن مستواها فالشاشة المصرية لا تعرض للاسف اي اعمال عربية جرى انتاجها خارج مصر والقائمون على الانتاج يدعون الى عدم تعدد المطابخ الانتاجية العربية ويجب ان يكتفى بالمطبخ الوحيد القائم منذ عشرات السنين في مصر, والذي يغذي مجمل احتياجات الوطن العربي, وهذا ما طرحه رئيس قطاع الانتاج في مصر في حينه السيد ممدوح الليثي في احدى ندوات مهرجان الخليج للاذاعة والتلفزيون العام 1995.
المهم ان نتائج دورة مهرجان القاهرة الثاني والفوز المفاجئ للأعمال السورية بهذا الكم من الجوائز شكل هاجسا مقلقاً للقائمين على الحركة الفنية في مصر وبدأت الاستعدادات وتركز الاهتمام على وجوب استعادة السبق بالوقت نفسه الذي يدركون فيه صعوبة تجاوز هذه الاعمال المتفوقة فنيا وفكرياً والتي دفع بها مخرجون وكتاب سوريون موهوبون الى الشاشات العربية فأثارت اعجاب بل دهشة المشاهد العربي في كل مكان. وحفز الاخوة في مصر الى السعي الحثيث للارتقاء بأعمالهم..
وهذا هو الثواب الايجابي للتنافس النظيف بحيث تأتي الجودة كثمرة من ثمرات هذا التنافس الذي جاء مهرجان القاهرة مسرحا واسعا ومجالا رحبا لاثبات الجدارة فيه, وهذا - على الاقل- ما كان مؤملا منه.. ولكن.. ترافق سعي الاخوة القائمين على المسألة الانتاجية في مصر للارتقاء بأعمالهم مع مداورة خاصة في كل دورة من دورات المهرجان اللاحقة لغاية الحصول على اكبر عدد ممكن من الجوائز الذهبية منها بشكل خاص وخاصة انهم القائمون مباشرة على اعداد المهرجان بلائحته التنظيمية وبكل الشروط التي تحكم نظام العمل فيه ومنها تشكيل لجان التحكيم ... فقد بدأ في الدورات اللاحقة للمهرجان تيار لغط كبير حول لجان التحكيم.. وحول العدد الكبير في كل لجنة بشكل خاص 01-21 عضوا. واحد او اثنان منهم فقط من الوطن العربي وفي كل دورة من دورات المهرجان كان اللغط يزداد ويرتفع اكثر وخاصة عندما تأتي النتائج مخيبة لتوقعات البعض.. لا شك ان اعضاء اللجان هم من النخبة المثقفة والمؤهلة ومن غير اللائق الطعن بنزاهة احد .. ولكن الهامش الذي يتحرك خلاله كل واحد من اعضاء لجان التحكيم هو هامش عريض غير محدود. فنحن لسنا في محكمة يأتي اليها الاعضاء ليشهدوا بعد اداء القسم انهم يقولون الحق ولا شيء غيره.. وقد شاركت في لجان تحكيم عديدة وادرك كيف يتم - بنية حسنة او من دونها- صرف الانتباه عن عمل ما وتركيزه على عمل آخر.. وكيف يتم تقييم عمل شاهده اعضاء لجان التحكيم بالمقارنة مع عمل عليهم ان يشاهدوا عدة حلقات منه فقط.. وتقييم عمل ينتمي الى بيتنا مع عمل ينتمي الى بيت الجيران حتى ولو كانوا من الاحباء... وكيف يمكن ان يكون الميل والهوى الى جانب عمل ينتمي الى الجهة التي جاءت بي محكما ويمكن ان تأتي بي مرة أخرى في مهرجان آخر . وكلنا يدرك هذه الحالة من الليونة والتغاضي التي يمكن ان يصل ا ليها حتى من كان نزيها وعادلا فما بالكم بحالات يمكن ان يكون فيها هناك توجيه واضح وصريح بأن يكون هناك تسويات .
وظل هذا الامر- طريقة تشكيل لجان التحكيم- مثار اعتراضات وتساؤلات المشاركين في المهرجان وخاصة منهم المشاركين في مسابقات الاعمال..
ورغم ان المهرجان شهد تطوراً كبيراً في مجمل نشاطاته عاما بعد عام حتى اصبح مشروعا استثماريا وفنيا ضخما لا يستغنى عنه . فان الاصرار على ابقاء لجان التحكيم بانتماءات افرادها وبطريقة عملها فتح بابا عريضا للتذمر وللشكوك والاعتراضات المبررة وغير المبررة احيانا, وبدأ تفكير الكثير من المشاركين ينحو الى الظن السيء بأن الغاية من هذا الاصرار هو التحكم بالجوائز وبطريقة توزيعها..
وهذا أساء الى المهرجان والى لجان التحكيم... ولم يفلح لفت النظر ولا الاستنكار الذي كان يحصل احيانا ولا الاحتكاكات اذا لم نقل المناوشات التي كانت تحصل بين المندوب العربي الوحيد وبين بقية اعضاء اللجنة وخاصة عندما يقولون بطرح الامر على التصويت ,ولا عندما يصل الأمر الى حد رفع الصوت عاليا وعلى الملأ. كما حصل في الدورة الرابعة للمهرجان بين المخرج المتفوق نجدت انزور وادارة التحكيم بعد ان تسربت اليه بعض النتائج التي فجرت غيظه..فطالب بالانسحاب من المهرجان, ووصل الأمر الى الحد الذي دعا محطة الجزيرة الباحثة عن الاثارة الى تخصيص حلقة خاصة للمخرج نجدت انزور بمواجهة الدكتور فاروق ابو زيد رئيس لجان التحكيم.
وللتذكير, فان المخرج نجدت انزور كان محقا في اعتراضه.. لو لم يرتفع الصوت اكثر مما يجب ولكن نزق الفنان فجر غيظه عندما وصل الى علمه ان لجنة التحكيم هي ببصدد تخصيص مسلسله الذي شارك به ب الموت القادم الى الشرقا بميدالية ذهبية لأحسن اخراج, وميدالية ذهبية لأحسن نص, أما العمل ككل فسوف يعطى جائزة فضية, وهذا مخالف لأبسط قواعد التحكيم.. اذ كيف يمكن ان يهبط العمل الى الجائزة الفضية, عندما ينال نصا واخراجا الميدالية الذهبية?! ولكن منطق العمل بأسلوب التسويات.. حتى بالنسبة للجوائز الاساسية اباح للجنة التحكيم الوصول الى هكذا قرار, وايضا منطق التظاهر بالحزم-وليس الحزم- اباح لها اعادة التصويت على صلاحية المسلسل للمشاركة في مسابقة المهرجان كعقوبة له.. وجاءت نتيجة التصويت 64 الى جانب عدم صلاحية المسلسل للمشاركة,بعد ان كان مقررا له من قبل اللجنة ذاتها اكثر من ميدالية ذهبية.
وهنا يصبح مشروعا التساؤل: لماذا لم تطبق معايير الصلاحية هذه قبل الاعتراض? ولماذا لم تطبق على الاعمال التي تتقدم بها بعض الجهات الانتاجية في مصر? من مثل: اشراك افلام سينمائية لا علاقة لها بمهرجان تلفزيوني وبمواجهة افلام تلفزيونية عربية? وهل يجوز اشراك الفيلم السينمائي ب ايام الساداتا في هذا المهرجان لمجرد الرغبة في اقتناص الجائزة الذهبية?! ولماذا لا يستقر المهرجان على نوعية الاعمال التي يجب ان تشارك ? فيسمح في احدى السنوات بمشاركة كل انواع المسلسلات: بالتاريخي- الاجتماعي- الفانتازيا التاريخية- التراثي- الكوميديا وفي عام آخر يقلص العدد الى : بالتاريخي- الاجتماعي- الكوميديا وفي عام ثالث الى : ب تاريخي - ومعاصرا فقط?!
ولماذا تدخل في مسابقة المهرجان اعمال لا تنتجها اية جهة عربية سوى مصر كأعمال ب الصلصالا للاطفال, بحيث فازت مصر في المهرجان الثامن بر ست جوائز ذهبية بما فيها جوائز الابداع عن هذا النوع .. وهل الغاية اكثار عدد الجوائز ام المنافسة لغاية التجويد?!
ولماذا يحدد عدد المسلسلات العربية التي يحق لها المشاركة, ويترك الباب مفتوحا ام المسلسلات المصرية مهما بلغ عددها ? وكيف يسمح بدخول اعمال انتجت في مصر الى مسابقة المهرجان بعد بدء فعالياته, وحتى اليوم الاخير بينما يكون الباب قد اوصد امام أي عمل وافد?!
ألا يذهب الظن- حتى بالنسبة لأصحاب النوايا الطيبة- الى ان الغاية من كل هذه المداورات والاجراءات هي الحصول على اكبر عدد ممكن من الجوائز?! وهل في صالح المهرجان ان يفوز في احدى دوراته ستة فنانين من مصر بجائزة الابداع الذهبية عن ادوارهم في المسلسلات التي شاركوا فيها .. ولا تجد لجان التحكيم اياها اي فنان عربي يستحق جائزة?!
ومع الاحترام لأعضاء لجان التحكيم كلهم لو ان هذه الجوائز..وكل الجوائز الاخرى قد تم منحها من قبل لجان تحكيم مشكلة من اغلبية غير مصرية..اما كانت تدفع بعيدا كل المشككين والمعترضين والصائدين في المياه العكرة?!!
واذا كان الشيء بالشيء يذكر. لماذا لا تحصل هذه الاشكالات في المهرجانات العربية الاخرى? : مهرجان اتحاد الاذاعات العربية في تونس- مهرجان الخليج-مهرجان السينما في مصر- مهرجان دمشق السينمائي.. الخ
وكيف يرتقي مهرجان الخليج وتتأكد الثقة به دورة بعد اخرى.. ويتراجع الاهتمام وتهتز الثقة بمهرجان القاهرة الذي يفترض ان يكون الاكثر قوة ورسوخا لأنه الاضخم على مستوى الوطن العربي? وهل حدث في مهرجان الخليج ان رفع احد صوته مشككا او معترضا على قرارات لجان التحكيم ? هناك مخيبون بالتأكيد ففي المنافسات لا بد من فائز وخاسر, ولكن هناك فرق يبن الخاسر الخائب, والخاسر المستاء المتشكك الرافض لقرار لجنة التحكيم.
ولماذا تضييع مسلسل عربي مشارك في مهرجان القاهرة لا يعني شيئا بالنسبة للقائمين على المسألة التنظيمية فيه كما حدث لمسلسل ايام شامية في المهرجان الأول? وعندما ضل مسلسل بذكريات الزمن القادما طريقه في مهرجان الخليج الاخير لم تمل السيدة فوزية زينل مديرة برامج تلفزيون البحرين ومنسقة المهرجان من الاعتذار ..وفي حفل الختام تقدم الاستاذ رضا الفيلي نائب رئيس المهرجان باعتذار هو اقرب الى جائزة?
ألا يعبر هذا عن احترام حقوق الآخر والحرص عليها .
هذا وغيره مما تراكم اوصل الأمور الى ما وصلت اليه في مهرجان القاهرة الحادي عشر هذا العام ... عندما قررت الشركات الخاصة السورية مع لجنة صناعة السينما والتلفزيون. . الانسحاب من المهرجان احتجاجا على ما قيل انها بعض الاجراءات والممارسات غير اللائقة وايضا احتجاجا على نتائج التحكيم.
وفي تقديري ان قرار الانسحاب على قسوته جاء نتيجة تراكم اهتزاز القناعة تجاه الطريقة التي يتم بها تشكيل لجان التحكيم وما رافق ذلك من اشكالات واعتراضات واحتجاجات في اغلب دورات المهرجان, ادت الى تراجع الثقة به, بحيث اصبحت الجوائز وبأعدادها الهائلة التي توزع خلال دوراته لا تحظى بالتقدير والاعتبار الذي كانت تحظى به في بدايات المهرجان, فقسم كير منها يجيء نتيجة تسويات وليس نتيجة سويات فنية.. واذا كان لا بد من التسويات لارضاء الجميع فلا يصح ان تكون التسويات على حساب الجوائز الكبيرة والاعمال الهامة. وما حصل مع المخرج نجدت انزور ومسلسله ب الموت القادم الى الشرقا في المهرجان الرابع عام 8991 تكرر مع مسلسل : ب التغريبة الفلسطينيةا في هذا المهرجان الحادي عشر, كما تكرر بالنسبة لغيره فيما سبق, ولكن في هذه المرة يبدو ان ب التغريبة الفلسطينيةا اثارت حمية السوريين, كما اثارتهم وتثيرهم القضية الفلسطينية منذ النكبة وحتى الآن, ولم لا ? فمسلسل بالتغريبة الفلسطينيةا, هذا العمل الكبير الذي كتبه المبدع وليد سيف.. واخرجه الموهوب حاتم علي ,وانتجته- مشكورة- شركة سوريا الدولية, هو عمل ملحمي بكل المقاييس, وقد جاء به صانعوه الى هذه الاحتفالية الكبيرة في مهرجان القاهرة الحادي عشر وهم على ثقة بأنه سيحظى بما يستحق من تقدير يوازي التقدير والاهتمام الذي حظي به لدى عرضه على مختلف الشاشات العربية, فمن حيث الموضوع قدم عملا غير مسبوق نحن بحاجة اليه, فتح فيه الجراح التي لا ولن تلتئم, ومن حيث ا لاخراج فقد اكد ثقتنا بألمعية المخرج الفنان حاتم علي الى جانب زملائه من المخرجين اللامعين, ومن حيث الحضور والأداء فان كل فنان شارك فيه قد مسح من ذاكرتنا كل الادوار والشخصيات التي مثلها فيما سبق وبقيت الادوار والشخصيات التي تقمصوها في هذا العمل بصمة في القلب والعين والروح, وانا لا اجيء هنا كناقد,بل كمتابع وكاتب تلفزيوني, وقد كنت في موقع المسؤولية المباشرة عن الانتاج التلفزيوني في الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون منذ العام 9891 وحتى العام 2002 وشاركت في فعاليات مهرجان القاهرة منذ العام 4991 وحتى العام 2002 وعاينت الكثير مما يؤسف له, وكنا ندرك ان بعض الاخوة القائمين على المهرجان يفكرون بكيفية اقتناص اكبر عدد ممكن من الجوائز اكثر مما يفكرون بمستقبل المهرجان ما ترك انطباعا سيئا لدى العديد من المشاركين في كل انحاء الوطن العربي الذين بدؤوا يشعرون انه جيء بهم كمصفقين لعشرات الجوائز التي استحدثت دون مبرر والتي بدأت تفقد طعمها ومعناها.
الكثير كان يقال عن امور في المهرجان هي في غير صالحه, وفي كل مرة كان هناك امل بأن يجري استدراك الامر واصلاح الخلل في المهرجان التالي, ولكن يبدو ان القائمين عليه اصموا الآذان الا عن شهادات التقريظ المشبوهة ولم يصغوا الا لبعض المتملقين الذين تستهويهم المنافع الخاصة. وادعياء الخوف على العلاقات الطيبة بين الشعبين دون ان يدركوا ان العلاقات الطيبة لا تنمو سليمة ومعافاة في ظل التستر على العيوب والنواقص, وفي ظل دفع الامور الى الاغراق في المشاعر الاقليمية الضيقة.
فكثير من الاخوة في مصر من المطلعين على مجريات الامور ومن الغيورين على المهرجان يشاطروننا الرأي.. والمهرجان ليس مجاملات لفظية ولا استضافات ولا بطاقات طائرة, واقامات فندقية مخفضة ولا وسائط نقل مؤمنة فهذه كلها مسائل اجرائية, ونفقاتها جزء يسير من مردود المهرجان لمن لا يعرف ..
ان ثواب المهرجان هو الجوائز التي تعطى لمستحقيها لأنها ترتقي بالعمل الفني سواء في مصر ام في غيرها من الدول العربية, واما الجائزة التي تعطى لغير مستحقيها فانها تهبط بالعمل الفني لأنها تحبط المبدعين الحقيقيين ..
حرصنا كبير على مهرجان القاهرة, فرغم كل شيء لنا فيه ذكريات طيبة, وخاصة في بداياته ويهمنا ان تبقى الجوائز التي نلناها بجدارة او نالها غيرنا مثار فخر واعتزاز وحافزا للتطوير والارتقاء..
دعونا نستمر بالتصفيق بحب وثقة للمبدعين الكبار في مصر العزيزة, ودعوا الاخوة في مصر يصفقون لكل المبدعين في سوريا وفي الوطن العربي لأنه بهذا يكبر المهرجان , وبهذا نتكامل ونقوى , والا فسوف يكون وسيلة من وسائل الفرقة والتباعد.. بدل ان يكون جامعا للكل في اطار من الالفة والاحترام المتبادل والتنافس الشريف الذي بدوره يؤدي الى الارتقاء بأعمالنا جميعا.
* مدير الانتاج التلفزيوني السابق