تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


تحية إلى الدكتور عبد الكريم الأشتر

صفحة اخيرة
الاحد 28/8/2005
في عدد جريدة تشرين الصادر يوم الأحد الحادي والعشرين من آب الجاري قرأت مقالة للدكتور عبد الكريم الأشتر

بعنوان: ( أدب التخالف والتخاصم) وبغض النظر عن قيمة المقالة العلمية والأدبية لأن (د.الأشتر) لا يعوزه مني أو من سواي تقويم أو تقريظ, لكنه- سامحه الله- أثار بمقالته ذكريات وشجونا كانت قرت في مختزنات الذاكرة تنوس بين الطفو والرسو, أبرزها:‏

ذكرني بقسم اللغة العربية أيام كنا طلابا وكان معظم أساتذتنا لا يعترفون بأي نتاج أدبي صدر بعد ثلاثينات القرن العشرين- شعرا كان أم نثرا- حتى أحمد شوقي وحافظ ابراهيم كان الحديث عنهما حييِّا عابرا.. وكنا- نحن الطلاب- الذين نكون آراءنا بقناعاتنا نعاني الكثير, فإن لم نكن صورة عنهم, نكتب في الامتحانات ما يلقنوننا إياه في المحاضرات نمن بعلامات شحيحة أو نرسب في المادة وقد يتكرر الرسوب.‏

في مطالع الستينيات جاءنا أستاذ جديد, شاب منفتح مندفع وأول مفاجأة لنا كانت حضوره مسرحية (دخان الأقبية) لكاتب شاب- آنذاك- هو يوسف مقدسي, (وهي درّته اليتيمة) فتناولها في إحدى محاضراته بالنقد والتحليل.‏

ثم درسنا شاعرا من العصر العباسي كان محظوراً الحديث عن أمثاله, هو دعبل الخزاعي (148-246ه¯/765-860م) الذي لفت نظرنا قوله: حملت خشبتي على كتفي ثلاثين سنة لا أجد من يصلبني عليها.‏

كان الأستاذ الوحيد الذي كان يناقشنا في آرائنا ويسمح لنا أن نختلف معه.. ومن عجب أنه تناول بعقلية حرة مفتوحة كلاً من بدوي الجبل وعمر أبي ريشة وسليمان العيسى..وعرج على فدوى طوقان وشعراء الأرض المحتلة (توفيق زياد وسميح القاسم ومحمود درويش) وكانوا في بداياتهم,ذلكم هو الدكتور عبد الكريم الأشتر الذي جعلنا نقف أمامه مبجلين لثقافته الموسوعية العربية والعالمية التي يتمتع بها.‏

وعندما كنت أعمل في جريدة البعث دعوته للمشاركة في الاستفسارات النقدية التي كنا نجريها, ودعوته للكتابة فاستجاب بكل رحابة صدر وتواضع, وغدا صديقا.‏

وأثارت مقالته فيّ ذكريات تعود إلى أواخر السبعينيات (بمناسبة انعقاد مؤتمر اتحاد الكتاب في مطلع أيلول القادم) عن دعاوى (الرأي والرأي الآخر!) في الاتحاد وعن سلاطين السياسة والأدب والإعلام.‏

كلفت القيادة- كالعادة- آنذاك رئيس الاتحاد (المرشح!) برئاسة المؤتمر وإدارة الانتخابات, وكلفته بتبليغ البعثيين والجبهويين بمن وقع عليهم الاختيار ليكونوا أعضاء مجلس الاتحاد, والمكتب التنفيذي, ورئىس الاتحاد,وطرحت انتخابهم لأن- رجال الأدب والفكر- قاصرون,فكتب (المنادي بالحرية والديمقراطية والرأي الآخر) على الاستمارات (السرية!) أسماء المشاركين في الانتخابات بحبر سري, واكتشف خيانة واحد وعشرين عضوا, معظمهم من البعثيين,وبلغ القيادة فأعلمت أحزاب الجبهة, وشكلت لجنة للتحقيق مع البعثيين وضعته عضوا فيها, وعاقبتهم- اتحاديا وحزبيا- عقوبات رادعة, فنفذت فيهم عقوبة الاتحاد بحذافيرها, إلا أن فرع دمشق للحزب جمد العقوبة الحزبية, كان معظمهم أصحاب مواقع انذاك, منهم: عميد كلية التربية,ووكيل كلية الآداب,ومدير مكتب الثقافة القومي..ما عدا كاتب هذه السطور الذي كان أقلهم شأنا,ومن منجزاته (ذو الرأي الاخر) أنه لايتنازل دورة إثر دورة عن إدارة المخطوطات لئلا يتسرب من بين أصابع غيره نشر كتاب, وأن عدد أعضاء الاتحاد بلغ على عهده الألف,وسورية عدد سكانها في حدود ثمانية عشر مليونا, فيما يبلغ عدد أعضاء اتحاد كتاب المغرب ,540 والمغرب عدد سكانه ثلاثين مليونا.‏

أميركا.. عندها حرية ديمقراطية! ونحن عندنا ما عندها, وعندها ملوك الفحم والبترول والتبغ.. ونحن عندنا سلاطين السياسة والأدب والإعلام يعاد انتخابهم دورة في أعقاب دورة على مدى ما يقارب الثلاثين عاما حتى ملت الكراسي تحتهم..‏

فهل عقمت بطون الأمهات?!!.‏

تعليقات الزوار

حسن حسنة  |    | 28/08/2005 21:51

هناك أمران غريبان في هذه المقالة: الأول:تغييب اسم الكاتب، و لعلها صدفة أو خطأ مطبعي. و الثاني: كتم اسم رئيس الاتحاد المرشح، و لعلها أيضا صدفة، أو خطأ مطبعي. على كل، أعتقد أنني حزرت الاسم الثاني: فعل فعلة فعلان، أو على هذا الوزن. و الله أعلم

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية