وغسان السباعي على قيد الحياة .. وعبدالله السيد، وغسان نعنع وغسان جديد من الراحلين، كما تم عرض فيلم وثائقي تحت عنوان «معرض المعارض» تحدث عن تاريخ التواصل بين الفن التشكيلي في سورية مع الجمهور... وتاريخ الحركة التشكيلة منذ أول معرض رسمي اقيم في كلية الحقوق، وأهم الأعمال التي قدمها الفنانين في خمسينيات القرن الماضي، والصالات الموجودة في دمشق وحتى يومنا هذا... وهو من اعداد الفنان والإعلامي سعد القاسم واخراج وصال عبود .
محمد الاحمد وزير الثقافة قال في كلمة له: لقد توقفت طويلا عند شعار هذه السنة: (ذاكرة الإبداع.. سورية) وتوقفت بشكل خاص عند كلمة ذاكرة، فمن يعش في سورية ينبغي أن يمتلك الكثير من الذاكرة، إذ كيف يمكن الإحاطة بهذا التاريخ الممتد في عمق الماضي من دون ذاكرة رحبة تتسع لكل ما أنتجه إنساننا السوري على مر الزمن من مبتكرات فتحت للبشرية أبوابا كانت مغلقة، ومهدت دروبا كانت وعرة.
وأضاف الاحمد إن ما تركه الأجداد ليس مجرد أوابد رائعة الجمال، ولا نقوشا وتماثيل بالغة التعبير والرهافة فحسب، وإنما تركوا لنا قبل كل شيء سجلاً لأحوالهم الروحية وهواجسهم وهويتهم، تركوا لنا ذاكرة كي لا ننسى من نحن، وتركوا لنا إرثا نرتكز إليه، وتحدياً كي نواصل ما بدؤوه، وكنزاً غنياً كي تستلهموا منه.
وزير الإعلام عماد سارة لفت إلى أن هذه الفعالية هي تحد في الوقت الذي يحاول فيه الإرهاب وداعموه نشر ثقافة الموت للنيل من سورية بكل مكوناتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.. ونحن نقول من خلال هذه الفعالية وغيرها بأن مشروعنا هو الحياة.. والألوان التي يستخدمها الفنانون التشكيليون.. الألوان التي تعبر عن الحياة التي نريدها مملوءة بالأمل.
وأكد الوزير سارة أننا نفخر بتراثنا وحاضرنا الذي أراد الإرهاب تشويهه ونتفاءل بمستقبلنا لأننا نملك كل مقوماته، فنحن نبني جيلنا الحالي لنتمكن من بناء المستقبل من أجل سورية التي يحاول الإرهاب تدميرها ولن يتمكن من ذلك.
بدوره عماد كسحوت مدير مديرية الفنون الجميلة قال: اطلقت وزارة الثقافة هذه الاحتفالية للسنة الثانية على التوالي .. مشيراً أن هذه الاحتفالية التي تتضمن فعاليات مهمة هي تكريم للفن السوري، فالفنان السوري وصل إلى العالمية وهو يستحق أن يكرّم لأن الحركة التشكيلية في سورية تتضمن أجيالا مهمة.
وأضاف كسحوت أن الفن السوري حاضر ومتأصل من خلال ماقدمه الرواد والأجيال من أعمال متميزة، لافتا ان وزارة الثقافة تسعى للنهوض بالفن التشكيلي من خلال تكثيف الملتقيات والمعارض وورشات العمل واستقطاب الفنانين. الفنان التشكيلي بديع جحجاح اكد في تصريح لصحيفة الثورة على أهمية هذه الاحتفالية التي تقودها وزارة الثقافة، مشيرا أن فكرة التكريم بحد ذاتها فكرة نبيلة وسامية، بالنسبة للفنانين الذين تركوا أثراً كبيراً في تاريخ الحركة، وأسسوا لمنظومة دراسية مهمة لجيل قادم.. ولهذا لا بدّ من التكريم وهم على قيد الحياة فذلك عامل خصب لكي يقدم الفنان ويثابر ويتابع، مبيناً أن التكريم هو ذاكرة لمحيطه وعائلته وللاجيال القادمة أيضاً.