تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


«منقدر» ... الحلمُ مسـتمر ..

فنون
الثلاثاء17-12-2019
رنا بدري سلوم

أثار برنامج «منقدر» الذي تعرضه قناة لنا الفضائية يومياً على شاشتها جدلاً بين متابعيه ونقادّه، فقد يكون جدلاً عقيماً، يحذر معدّ البرنامج متابعته للمراحل العمرية الصغيرة لما فيه من «جرعة تفاؤل عالية فوجب التنويه»!، فعبارة

+18 أثارت سخرية بعض المتابعين ومع ذلك استمر معد ومقدم البرنامج الممثل «علي بوشناق» في المنحى الذي سار به برنامجه، غير آبه بالتعليقات المسيئة لشخصه ولبرنامجه عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الصفحات المغرضة التي هدفها إحباط أي نجاح وليد الأزمة، ولم يكترث جمهور بوشناق بما قيل، فالمتابعون الصغار ولاسيما في الشهادتين الاعدادية والثانوية قد أخذوا العبرة من قصص نجاح سبقها خوف وفشل في هاتين المرحلتين التي عرضتها إحدى الحلقات.‏

أكثر من مئة حكاية نجاح عرضها برنامج «منقدر» ولا يزال، فهدف البرنامج هو إرجاح كفة التفاؤل أمام التشاؤم في ميزان الحياة، ورفع الطاقة الايجابية للشعب السوري، متخطياً المواطن كل الأزمات التي يعيشها في حياته اليومية، بدءاً من الأزمات اقتصادية مروراً بالاجتماعية وصولاً لللأزمات النفسية وهو ما يصب في المحتوى المقدم للمتلقي.‏

فيقدم بوشناق برنامجه بطريقته العفوية وأحياناً غير المدروسة، مع بعض التعليقات الساذجة في بعض الأحيان التي تفقد الحلقة أوجها، لا يمكننا الحكم على خمس أو ثماني دقائق يسرد الممثل عبرة بطريقته التمثيلية، مع بعض المقتطفات المسجلة للشخصية المشهورة إن كانت رياضية أو سياسية أو فنية وعرض كيف تحدت الصعاب وواجهت كل المعوقات الحياتية لتصل إلى قمة النجاح والشهرة.‏

وبرأيي لايستحق البرنامج كل هذا النقد الجارح الذي تعرض له، وأن نطلق صفة «البرنامج» على عرض تلفزيوني بسيط قصير المدة هو من الأمر الخاطئ أيضاً، يمكننا اعتباره متنفسا فكريا للمتلقي وإمكانيته اتخاذ قدوة، وأعتبره فسحة ثقافية توسع دائرة المعرفة لدى المتلقي باكتساب معلومة خارجة عن الحدود الجغرافية الضيقة، فالبرنامج لا يحكي قصصاً سورية وحسب بل عالمية أيضاً.‏

وعلينا الاعتراف بأن هناك نسبة متابعة لا يستهان بها، وإن بوشناق يصغي للنقد الايجابي ولاسيما أنه يوجه الأسئلة لأصدقائه ومتابعيه على الفيسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي لأخذ آرائهم بأفضل الحلقات المعروضة، يبعث بوشناق رسائل محبة وسلام لسورية بقوله نهاية كل حلقة» السلام للحبيبة سورية « و(ضلوا حلموا).‏

لذا لا أظن أننا سنحرم أنفسنا من خمس دقائق أمل يومياً نستنشق من خلالها أوكسجين الحياة بعيداً عن دخان الحروب، مستمتعين بقصص نجاح تشق درب التعاسة والجراح وربما الموت، فالشعب السوري يستحق الأمل والتفاؤل وإكسير الحياة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية