وفي حالات نادرة فقط تتكون من عنصر واحد. لكن في الغالب هي «كوكتيل» مكون من عدة عناصر بكميات محددة بدقة. ففي عام 1959 برهن عالم الكيمياء العضوية الألماني أدولف بوتيناندت على وجود الفيرمونات لدى دودة القز. وقد أجرى تجارب على 750 ألف حشرة من هذه الفراشات ليثبت إفرازها لمادة البومبيكول الجنسية للتكاثر. وقبل ذلك اكتشف الهرمونات الجنسية أندروستيرون وبروغيستيرون لدى البشر.
والهرمونات الجنسية الصادرة عن الحشرات الراغبة بالتزاوج هي أشهر الفيرمونات. لكن هناك أغراض أخرى تؤديها الفيرمونات غير الغرض الجنسي .
فالنحل مثلا يملك نظام اتصال في غاية التعقيد، وهذا النظام قائم على الفيرمونات. وتملك النحلة الواحدة 15 غدة، وكل غدة تفرز نوعا محددا من الفيرمونات حسب الرسالة التي ترغب في إيصالها. وحتى اليرقات تصدر فرمونات تمنع الشغالات من مغادرة جرن النحل خلال فترة التكاثر وتعيق نمو المبايض لديها.
وتستعمل الفيرومونات لنقل الإشارة من حيوان لآخر من نفس النوع. والحشرات هي أكثر الأنواع التي تستعمل الفيرومونات للتواصل فيما بينها. كما يصدر عن إناث الصراصير رائحة عطرة لجذب الذكور للتزاوج. وقد تمكن العلماء من تصنيع هذه الرائحة لجذب ذكور الصراصير لإبادتها. و تصدر الخنافس التي تعيش في لحاء الأشجار والخشب نوعان من الفيرمونات. النوع الأول يهدف إلى جذب خنافس أخرى من نفس النوع للمساعدة في اختراق اللحاء. وحين يحضر عدد كاف من الخنافس وتنجح المهمة، تقوم الخنافس بإصدار النوع الثاني من الفيرمونات الكفيل بإبعاد الخنافس الجديدة عن الشجرة.لا يقتصر الأمر على الحشرات...
وقد أجرى العلماء أبحاثا مستفيضة على فيرمونات الحشرات. لكن النباتات والحيوانات الثديية تفرز أيضا فيرمونات. فقد وجد العلماء أن إناث الفئران المنزلية تجهض حين تشم فيرمونات أفرزها ذكر غريب. وتحدث عملية الإجهاض في الأيام الثلاث الأولى من الحمل فقط.
أما فيما يخص البشر فمازالت أبحاث الفيرمونات البشرية في بداياتها، لكن الإنسان يستخدم نتائج أبحاث الفيرمونات الحشرية بشكل واسع في الزراعة. ففي كروم العنب يستخدم المزارعون «الفرامل الجنسية» ، التي تفرز عطرا أقوى من عطر إناث نوع معين من الفراشات التي تضع بيضها في أشجار العنب. وبالتالي يفشل الذكور في العثور على الإناث ولا يحدث التزاوج.