|
|
توطين الكنز كتوطين الفساد والفوضى وثقافة استباحة الأملاك العامة وغياب المحاسبة وغير ذلك من الأمور . الأزمة التي تتعرض لها سورية تستدعي كثيراً من التغييرات ولاسيما الإدارات وهذا ما تعمل عليه الحكومة ولكن كثيراً من التغييرات هي أسوء مما سبق ، فكثير ممن تمّ اختيارهم من الكفاءات و ليس لأحد أن يشكك في أخلاقيتهم وسيرتهم الحسنة كما ليس لأحد أن يشكك أن بعضاً منهم لم يقدم للجهة المكلّف بإدارتها شيء وترهّلت هذه الجهات وتراخت وسادت الفوضى أرجاءها. طرطوس محافظة آمنة وتنعم بلا حسد بظروف تختلف عن غيرها من المحافظات ولكن حجم تجاوز القانون فيها ليس له مثيل حتى في المحافظات غير الآمنة ، فلا تطبيق لتعرفة المرور ولا التزام السائقين بخطوط النقل ومن لايعجبه فليشتكي، وإن كان المشتكي لا يعرف أين يشتكي فالسائق المخالف يدلّه على الشرطي ، وغالباً ما يكون ردّ الشرطي استعطافياً للمواطن كي يغض النظر عن الشكوى خوفاً من أن يتطاول عليه أحد والسؤال ما الذي يمنع القائمين على المحافظة من تطبيق القوانين ؟ وما الذي منع توطين صناعات وحرف جديدة في هذه المحافظة رغم وجود عدد من المعامل التي تمّ نقلها للتركيب في المحافظة إلا أنها اصطدمت بعدم وجود حيازات كبيرة وبشرط الترخيص المؤقّت والسؤال ما الذي يمنع من تجاوز هذه الأمور والتعاطي مع الواقع والوقائع . ببساطة هناك تقاعس عن قيام الإدارات في طرطوس بمهامها وهناك فوضى يلحظها كل قادم لهذه المحافظة ومن يسوق حججاً عن أعداد كبيرة من الوافدين فلا مبرّر لهم والفوضى تعمّ الأرياف و المدن الأخرى التي لا يوجد فيها وافدين . الأمر مرتبط بالإدارات والمطلوب قيادات وليس إدارات تمتلك المبادرة والجرأة وتعمل لهذه الظروف وعندما لاتتوفر هذه الأمور في الكفاءات وهي قلما تتوفر فمن الأفضل البحث عن قيادات لأن استراتيجيات العمل متغيّر يومي ويحتاج لمتابعة دقيقة وهناك إدارات تتحمّل مسؤولية نهب مخازينها وسرقة آلياتها بتقاعسها عن نقلها إلى مناطق آمنة أو لتقاعسها عن تأمين الحماية الذاتية لهذه المؤسسات . تغيير الإدارات ليس غاية ولكنه هدف إصلاحي ومسؤولية أخلاقية ووطنية ولا بدّ من تغيير معايير ترشيح واختيار الإدارات ونسف أسس تكرّست لسنوات طويلة راكمت عدداً كبيراً من الفاسدين في مؤسساتنا وهم اليوم أخطر ممن يقاتل الدولة ولا بدّ من العمل على هذا الأمر بمنتهى الجديّة .
|
|||||||||||||||||||||||||||||||||
