وحتى تزيينه لجسده بالأصباغ أو الأحجار كانت له نفس الأغراض الدينية الطقوسية.ومما لاشك فيه أن صناعة الحلي فن له جمالياته وأصوله التاريخية , وأن دراسة هذا الفن قادرة على توفير معلومات مهمة عن الحالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للشعوب..فكل شعوب الأرض تبدع في صناعة الحلي بكل ما يعكس طبائع شخصياتها وبيئاتها ونظم حياتها ويحملونها معتقداتهم ورؤيتهم للحياة وللوجود.الباحث الدكتور عبد الحميد زكي : يرى أن ما يلفت الانتباه -بحق - أن فنون صناعة الحلي حتى وقت قريب كانت من الصناعات التي يتم توارثها من جيل إلى جيل ولذا كانت لها سمات عائلية أو إقليمية مميزة.
ويرى الباحث أن تطور صناعة الحلي في مصر التي عرفت هذا النوع من الفن في مراحل تاريخية قديمة جداً, وبعد أن يستعرض تاريخها وأنواعها خصوصاً في زمن الفراعنة, وما أعقب ذلك ويورد الباحث بعض أشكال الحلي التي أحصوها مثل :( القرص, القصة, الشاطح, الريشة,الهلال, القمر ,الساقية ,الأقراط,العقود, الأساور..,). وينتقل بعد ذلك إلى ( الحلي في العراق القديم) التي تعود إلى عهد الحضارة السورية القديمة , وتوضح الحلي الذهبية الملكة( شوبا) ووصيفاتها التي عثر عليها في المقابر الملكية في (آزر) بجنوب غرب بلاد ما بين النهرين والتي أمكن تأريخها في الفترة التي تتوسط( 8200- 3500 ق.م) وتوجد بعض هذه الحلي اليوم في متحف المترو وبوليان بنيويورك, كما تعرض في المتحف العراقي مجموعة نفيسة من الحلي التي تنسب إلى ذلك العصر القديم.
وينتقل المؤلف بعد ذلك إلى سورية, لنجد أن الأقراط الذهبية من أهم وأقدم الحلي المعروفة ليس في سورية فحسب بل وفي العالم كله وأن صناعة الأقراط في سورية شهدت مراحل تطور عديدة, فلقد بدأت بشكل حلقات ذهبية تنتهي بطرفين دقيقين يكونان عادة من الجهة الخلفية لشحمتي الأذنين,وفي العصر الهلنستي أخذ الصائغ يبدع أقراطاً تنتهي برأس حيوان, وفي القرنين الأول والثاني أبدع الصائغ السوري أقراطاً أحد طرفيها دقيق ويزين الطرف الآخر رأس سيدة جميلة الملامح. ومنذ القرن السادس الميلادي ظهر تذوق الأقراط هلالية الشكل ونصف المستديرة.
أما في المغرب العربي, فيقول الباحث, إننا نجد صناعة الحلي الذهبية فيها تتركز في المدن والحواضر العامرة, بينما الحلي الفضية في الأنجاد والجبال والصحارى,وتنتشر الخواتم والقلائد والأقراط المرصعة بالأحجار الكريمة بين النساء , بينما الرجال يتزينون بالخناجر المذهبة والفضية المرصعة بالأحجار الكريمة.