تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


إنجازات تشرين نعيشها...نصراً وكرامة وحباً

تشرين التحرير
مجتمع
الأحد 6-10-2013
غصون سليمان

أربعون عاماً والعين السورية تقاوم المخرز... هذا المخرز الذي أرادوه رأسامتعدد الأشكال والأدوات والأهداف ويستخدم في كل الظروف وحينما تضخم هذا الرأس وأراد العبث بمقدرات شعوب المنطقة تقدمت ساعة الصفر معلنة من دمشق أنه آن الآوان لكسر وانكسار العقل الذي ما فتئ يخطط ويتآمر على سورية والأمة العربية قاطبة.

فكانت استراتيجية القائد الخالد حافظ الأسد بأن يضع حداً لهذه العربدة وهو الذي بنى جيشاً وطنياً عقائدياً خرج من صفوف الشعب وقلب الجماهير، من كل الأحياء والمدن والبلدات ليحمي الحمى ويصون التراب، بعد أن جعل من نظرية التوازن الاستراتيجي حالة قائمة على الأرض قولاً وفعلاً ، وأخذ سلاح الردع يأتي أكله وفي المقدمة شجاعة وبسالة وعنفوان الجندي العربي السوري المقاتل الذي أعد واستعد لمعركة الكرامة خير إعداد.‏

صفارة الإنذار‏

وحين انطلقت صفارة الإنذار على وقع النشيد العربي السوري في ذاك الوقت من يوم السبت عام 1973 كان نسور الوطن يحلقون كما سنا البرق وهم يمطرون العدو الاسرائيلي بقذائف الغضب وحمم النار،ملقنين العدو درساً لن ينساه في حروب سلاح الجو حيث أبدع نسورنا الأبطال وأسود الميدان وهم يتفوقون ويتمتعون بقدرات فائقة من الحب والصمود وعشق الوطن ...‏

فكانت قصص البطولات على كل لسان يذكرها العدو قبل الصديق حيث سجل الميدان وساحة المعركة سقوط العشرات والمئات من طائرات ودبابات وآليات العدو المختلفة منذ اليوم الأول ... مثبتا الجندي والطيار العربي السوري أنهم أهل وقدوة ودرع لكل المهام ويتمتعون بكفاءة علمية عالية وشجاعة قتالية لا مثيل لها ،فكان النصر مؤزراً على أيدي رجال الحق أبناء القوات المسلحة منذ اللحظات الأولى .‏

حرب النقيض‏

وكما لعب جيشنا الباسل دوراً أساسياً في مقاومة الأحلاف الاستعمارية التي طرحت على الساحة العربية في النصف الأول من الخمسينات والهادفة إلى ربط الأقطار العربية بعجلة السياسة الاستعمارية كحلف بغداد وغيره على سبيل المثال لا الحصر ... ها هو اليوم يقاوم ما هو أكبر من الأحلاف ومن كل المؤامرات والمخططات التي تحاك منذ عشرات السنين ضد سورية وجيشها وقيادتها ، حيث يخوض جيشنا وشعبنا على السواء وبشكل لا مثيل له حرب النقيض على جميع المستويات أولها حرب الحياة ضد الموت بالعرف الديمقراطي الغربي ، وحرب الكرامة ضد الذل ، وحرب العلم والتنوير ضد الجهل والتعصب والتخلف ،وحرب الأمن والاستقرار ضد الفوضى وقطاع الطرق واللصوص ،حرب الأمان والضمان ضد الخوف والرعب والذعر من سواد العقول ووحشية الأصابع التي تضغط على زناد الإرهاب.‏

الجيش العربي السوري الذي يخوض أشرس حرب ضد الكيان الصهيوني والامبريالية العالمية التي جندت ودعمت وخططت لجر كل هذه الأعداد من مخلفات الحضارة وبقايا السجون ووحوش الغابات والأدغال ، استطاع أن يعري كل الوجوه ويكشف كل الأقنعة المزيفة ... فعلى مدى عامين وأكثر لم يعط أفراد المؤسسة العسكرية والأمنية دروساً في البطولة وملاحم في الإباء فحسب ... بل أصبح هذا الجيش مدرسة ومصنعاً للرجولة والعقيدة والتضحية والنضال حباً للوطن ،وعشقاً للأرض ...‏

الشهادة رسالة ومدرسة‏

فأفراد القوات المسلحة التي تقارع كل بغاء هذا الكون وسطوة كل الطغاة والمتجبرين ، فقد عانقت أرواح أبطالها الشهداء عنان السماء والتصقت أجسادهم الطاهرة برائحة التراب ، كيف لا وأن مؤسس الجيش العربي السوري وداعمه ومثبت أقدامه على أرض صلبة القائد الخالد حافظ الأسد صانع عز وإرادة روح حرب تشرين التحرير الذي آمن بالشهادة رسالة ومدرسة ، وآمن بها واجباً مقدساً وموقفا ثابتاً فهو القائل «لنكرس الاستشهاد كقيمة عليا في المجتمع» « شهداؤنا هم شعلة من نور ساطعة بغير حدود وضاءة بغير نهاية »‏

«ما من شعب أراد وضحى إلا انتصر»‏

ومن خلال ذلك يتضح أن مقولة الشهادة تحيا في ضمير القائد الأسد كما هي في ضمير كل مواطن ينتمي إلى تراب الوطن والتاريخ والمصير درس بليغ لا يعلو عليه درس وكلمة أكبر من كل الكلمات واعتراف بحق الشهداء على كل الأجيال وإلى نهاية الدهر .‏

واليوم وبقيادة السيد الرئيس بشار الأسد الذي حافظ على الثوابت والمبادئ والقيم ومقدرات ليس الدولة السورية فقط بل مقدرات الأمة العربية فيما يخص أمنها القومي وحقوق شعبها هو اليوم يقود معركة الشرف والعزة بل معركة الهوية والوجودلمستقبل سورية والأمة العربية . وحتى الأمة الانسانية ... هذا القائد العظيم الذي أثبت بما يملكه من قوة الحق أنه قادر أن يوصل سفينة النجاة السورية إلى بر الأمان وشاطئ السلام باتساع أفقه وحكمة قراراته وصوابية رؤيته والأهم من كل هذا وذاك ما يملكه من مساحة حب في قلبه وصدره لشعبه وجيشه وأمته ما جعله يعيش في وجدان وضمير كل إنسان شريف ومؤمن بكل ذرة تراب من هذه الأرض السورية الطاهرة فهو اليوم سيد الزمان والمكان ... كما عنفوان الجيش العربي السوري الذي قال فيه وفي ذكرى حرب تشرين التحريرية «ها أنتم تستمرون في الساح بذلاً وعطاءً وتستعدون في كل حين للتضحية ، كل التضحية حتى النصر المؤزر».‏

وفي هذا اليوم الذي نعيش فيه قداسة الذكرى نتوجه إلى كل من صنع إنجازاً ومجداً في حرب تشرين التحريرية بالتحية والتقدير وإلى كل من ضحى واستشهد لأرواحهم الطاهرة السلام ... فقد تابع أبناء القوات المسلحة طريق المجد والشرف فهم مخلصون لقسم الوطن ويخوضون منذ عامين وأكثر حرباً ضروساً أرادها الأعداء انتقاماً من سورية وجيشها وشعبها وقيادتها لانتصار روح تشرين الذي غير الموازين والمعادلات وفتح طريق المقاومة أمام الشعوب وأثبت بالدليل القاطع أن سورية كما هي أرض الكرامات هي مدرسة النضال الوطني والقومي والعروبي ولا مكان للقطرية والتجزئة بل لأرض عربية مكتملة الأوصاف والأوصال من المحيط إلى الخليج رغم أنف المتآمرين ...عاشت سورية بانتصار روح تشرين.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية