إن قول المجاهد عمر المختار هذا ينطبق تماماً على ما يحصل اليوم، فادعاءات من يقاتلون من أجل الديمقراطية والحرية وما هم إلا مرتزقة إرهابيون يغتصبون وينهبون ويقتلون ويدمرون ويحرقون ويملؤون قبل هذا وذاك جيوبهم بالمال، لأنها بالنسبة إليهم الأساس. لذلك لابد أن تنهك قواهم ويتوقفون عن القتال لأن قتالهم بغير حق وبلا هدف إذا تركنا جانباً هدف المال، فلم يكن يوماً جمع المال هدفاً وما هو إلا سطواً مسلحاً وإرهاباً.
لذلك ما انتصارنا بحرب تشرين التحرير إلا لأننا على حق في دفاعنا عن أنفسنا وعن أرضنا ضد عدو محتل غاشم، فكانت حرب تحرير وليست حرب تحريك لأن صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع وجود وليس صراع حدود.
ومن هنا تمسكت سورية بحقها في تحرير أرضها وفي استعادة كل الأراضي المحتلة بما فيها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاضت حرب استنزاف ضد العدو الإسرائيلي زهاء تسعين يوماً بعد أن خرجت الجبهة المصرية من حرب تشرين عام 1973 بوقف أطلاق النار، واستطاعت سورية بذلك أن ترغم العدو الإسرائيلي على الانسحاب من القنيطرة التي ارتفع في سمائها العلم العربي السوري تأكيداً لقرارها السيادي الوطني وإصراراً منها على إرادة نيل الحرية باستعادة حقوقها المغتصبة، بامتلاكها الكامل والمطلق لنهج روح تشرين التحريرية وهي الإرادة التي مازالت راسخة حتى اليوم.