تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كانت وستبقى ملهمة لمعاني البطولة والفداء ... واستمرار لانتصاراتنا

تشرين التحرير
مجتمع
الأحد 6-10-2013
أنيسة أبو غليون

تتزامن ذكرى حرب تشرين التحريرية هذا العام, ووطننا ينزف وجعاً وألما فسورية جريحة تنزف دماً في مواجهة أعتى وأشرس هجمة تستهدف سورية,دولة وشعباً وحاضراً ومستقبلاً, وسط ظروف اشتداد التآمر على قلب المقاومة والذي وصل لدرجة غير مسبوقة عبر مد مجموعات مسلحة ، جاء من كل دول العالم مرتزقة ومتطرفون ليسفكوا الدم السوري الطاهر ..

ولا تزال حرب تشرين التحريرية تعيش في وجدان وذاكرة كل مواطن عربي بشكل عام ، وذاكرة السوري بشكل خاص فالسوري يهتم جدا بقضايا أمته العربية، وبكرامتها وعزتها ، لقد هزت حرب تشرين كيان العدو هزاً عنيفاً بالخسائر الفادحة التي تكبدها على كل الأصعدة ، لقد أظهر جيشنا الباسل شجاعة وبسالة منقطعة النظير في القتال أذهلت العالم بأسره ، حيث ظهر أفراد الجيش الصهيوني جبناً وخوفاً بتسليم أنفسهم إلى الجيش السوري وهم مصابون بالذهول والخوف والضياع .‏

حروب العرب هزائم وخسائر!!‏

تعتبر حرب تشرين التحريرية أول انتصار عربي في معركة الوجود مع الكيان الصهيوني المغتصب، وقد شهد بعظمة هذا الانتصار الأعداء قبل الأصدقاء... وانتصارنا في هذه الحرب تحقق بسواعد قوية وقلوب مفعمة بحب الوطن والتضحية من أجله، وبتخطيط حكيم من قبل قيادة عظيمة .. وقد أظهر السوريون تصميماً منقطع النظير على تحمل كل شيء في سبيل معركة الكرامة والشرف والعزة.‏

لقد برهن الجيش العربي السوري تفوقه وشجاعته وأنه أفضل تدريباً وأحسن استعداداً وأشد جلداً وعناداً من الجيش الذي لا يقهر حيث جعل جيشنا هذه المقولة تحت أقدامه وسحق هذه المقولة قولاً وفعلاً.‏

شكلت حرب تشرين التحريرية موقف فخر واعتزاز في التاريخ العربي ومآثره من مآثر الصمود وستستذكرها الأجيال ملحمة النصر التي كتبها الشهداء والأبطال بدمائهم وتضحياتهم التي هزمت العدو الغاصب ... لقد استعادت حرب تشرين التحريرية الحقوق العربية وحررت جزءاً من الأراضي العربية المحتلة في الجولان، وحررت الإنسان العربي وأعادت له كرامته، ووضعت حداً فاصلاً لغطرسة وهمجية العدو، وستستمر هذه الحرب ملهمة معاني البطولة والفداء لتحرير كامل الأرض وعودة الحقوق كاملة .‏

امتلاك زمام المبادرة‏

امتلك جيشنا الباسل المغوار في حرب تشرين التحريرية زمام المبادرة ، وحطم أسطورة التفوق العسكري الإسرائيلي ، فقد كان الجيش الصهيوني على مدى أكثر من عقدين من الزمن يزعم أنه قوة لا تقهر فبعد حرب تشرين اتضح أن إسرائيل هذا الكيان الدخيل يحتاج لحماية خارجية دائمة ، حيث باتت إسرائيل في وضعية الدفاع وتلقي الضربة الأولى ، وانتقل العرب إلى وضعية المبادرة لشن الحرب والهجوم.‏

ذاكرتي .. عن أيام تشرينية‏

كل عام تأتي الذكرى العطرة لحرب تشرين التحريرية تعود بنا الذاكرة للوراء،حيث كنت أعايش تلك الحرب ساعة بساعة ، ودقيقة بدقيقة ، ولحظة بلحظة .. وشريط الذكريات وملامح الصور المطبوعة من تلك الأيام تشعرنا بالاعتزاز والفخر.‏

فما زالت مخيلتي تختزن كل الأحداث والأحاديث والمشاهدات التي مرت في تلك الأيام الرائعة وكأنني أراها اليوم ، لأنها ليست حرباً فقط أو ذكرى أو حدثاً عابراً، بل هي مأثرة عربية سورية رفعت رؤوس العرب ، ولقنت الصهاينة دروساً في البطولة والفداء والتضحية.‏

كنت أقف كما الجميع على الأسطح لنراقب طائرات العدو وهي تهوي وتحترق في سمائنا بصواريخ جيشنا، أتذكر صواريخ سام /6/ حيث كانت تلك الصواريخ الدواء الشافي لتلك الطائرات المعادية ، والتي كانت تتساقط كالفراشات وهذا ما كان يفرحنا ..‏

فيبدأ الصراخ والمرح الممزوج بزغاريد الأمهات والصبايا.. كنا لا ننقطع عن متابعة الأخبار كل لحظة لمواكبة بطولات جيشنا .. عبر التلفاز والمذياع فقط كانت تصدح السيدة فيروز بأغنيتها ( خبطة قدمكم على الأرض هدارة) فلها وقع خاص بنفوسنا وكانت بمنزلة كلمة السر لانطلاق جنودنا البواسل نحو جولاننا الحبيب.‏

إن الحديث عن حرب تشرين ووقائعها تثير في لنفس شجون تلك الأيام المجيدة ، فيعيش المرء أمجادها وألقها وعظمتها .. كنت أذكر كلمات تقال وتتكرر كثيراً على مسامع الجميع ( الجيش الشعبي ).‏

فالجميع وضمن عمر معين يلتحقون دفاعاً عن ثرى الوطن .كان الشارع السوري المدني يشكل جداراً قوياً ومتيناً فقد كان يرفد جيشنا ويساعده من خلال سهره على حماية المنشآت العامة والخاصة والأفران والأسواق ويراقب من تسول له نفسه بالاحتكار والغش والتلاعب بالأسعار .. فكل فرد من موقعه كان يشارك في هذه الحرب فالعامل في معمله ،والخباز في مخبزه ، والفلاح بأرضه والطالب والطبيب شاركا في صنع انتصار تشرين الذي يعد صفحة ناصعة في التاريخ العربي ، فحرب تشرين يوم تاريخي لا ينسى وسيظل راسخاً في الأذهان والقلوب والقلم يعجز عن كتابة كل ما حدث وعن سرد ما في ذاكرتنا.‏

حماة الديار خلاصنا‏

جيشنا اليوم يعود من جديد ليخوض المعركة نفسها ويطهر أرض سورية من دنس العصابات المسلحة الإرهابية ، ففجر تشرين يطل علينا معطراً بندى الذكريات المنتشية بالنصر ، فحرب تشرين نقطة تحول في حياتنا.‏

فجيشنا البطل يخوض معارك كرامة ليس مع إسرائيل فقط ، وإنما مع أقطاب الشر العربية والعالمية التي تواطأت كلها ضد بلد اختار المقاومة عنواناً له.. فسورية صمدت ولا تزال صامدة أمام المؤامرة الكونية التي لم يشهد العالم مثيلاً لها في التاريخ . فذكرى حرب تشرين ستكون حافزاً لجيشنا الباسل في توجيه المزيد من الضربات الموجعة للمجموعات المسلحة والقضاء عليها بشكل نهائي. لقد استطاعت قواتنا المسلحة إفشال الحرب الكونية بفصولها الخطرة.. سيواصل رجال قواتنا المسلحة دورهم الوطني وهم يعيدون أمجاد تشرين مصممين على نشر الأمن والآمان والاستقرار لربوع وطننا . فالجميع يعمل في ظروف قاسية ، ولكن التحدي هو النصر الأكيد لنا ، فعدونا يجهل عظمة الإنسان السوري الذي بنى ويبني الحضارات العريقة ، فنحن من علمنا العالم بأسره الأبجدية ، فهذه الأزمة القاسية سنتجاوزها كسوريين إلى بر الأمان بهمة عالية وعزيمة صلبة لا تلين ، وسنقضي على خفافيش الظلام والفكر التكفيري الظلامي بفضل بسالة جيشنا العقائدي والتفاف شعبنا الأبي حوله ، وسنمضي إلى غاية واحدة ( الشهادة أو النصر ) كما علمنا القائد الخالد حافظ الأسد صانع انتصار تشرين ، وحماة ديارنا سيمضون لإضافة صفحات مجد جديدة إلى تاريخ شعبنا وأمتنا بقيادة السيد الرئيس بشار حافظ الأسد، فتحية إكبار واعتزاز إلى رجال قواتنا المسلحة الباسلة وهم يعيدون أمجاد تشرين في استعادة الأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار إلى ربوع الوطن الحبيب سورية.. وسنبقى أوفياء لملحمة الصمود والنصر .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية