شاقاً طريقه في زحام تلك الحقيقة الزمنية يوم وقف هذا الجيش العربي يمزق أستار الهيمنة والتسلط ، باعثاً في روح الأمة إرادة القومية العربية والعنفوان الثوري محافظاً على الهوية القومية العربية وعلى تراب الوطن من دنس الأعداء في أمريكا والغرب الأوروبي وعرب الجنسية أمثال حكام السعودية وقطر وتركيا.
فكان لهذا الجيش العربي إرادته وعقيدته العسكرية وأخلاقه الثورية في صنع القرار والقوة العسكرية الضاربة للدفاع عن أرض سورية وتخوم الوطن العربي من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، وكان لهذا الجيش الشرف العظيم أن تكون قضية فلسطين قضيته المركزية , فكانت حرب تشرين عام 1973 التي نحتفل بذكراها الأربعين , يوم أبلى ضباط وجنود هذا الجيش بلاء حسناً في تلقين العدو الصهيوني دروساً بليغة في القتال وفنون صنوف الحرب البرية والجوية والبحرية إلى جانب الجيوش العربية التي شاركت في هذه الحرب، وكان الجيش العراقي الباسل الذي دخل المعركة عام 1973 , ليؤكد أن سورية وجيشها الباسل, وهم درع الأمة الحصين , وإنه ليس وحده في المعركة وإنما معه أبناء العراق النشامى وهذا ما قرأناه في التاريخ عن دور هذا الجيش الباسل، فالجيش العربي السوري هو أول من فتح بوابة الشرق ليعلن عن فجر عربي جديد وهو وليد الوعد في أمة عربية واحدة يحمل رسالة الأمة العربية الخالدة، هذا الجيش الذي أصبح واحداً من الجيوش الحديثة في العالم كان الفضل في تطويره وتسليحه وبعث عقيدته العسكرية يرجع إلى القائد الخالد المرحوم (حافظ الأسد) الذي أوقد لدى الجندي العربي السوري روح العزيمة والفداء والصبر واحتراف الأساليب القتالية في الحروب والأمانة على حقوق الشعب وسحق أسطورة الجندي الصهيوني كما قاد رحمه الله معركة تشرين عام 1973 وهو القائل: (إن جيشنا العربي السوري هو درع الأمة الحصين وباب الوطن الذي من خلاله يدافع السوري عن أمته العربية)، ومع تزايد قدرات هذا الجيش العظيمة وخوف الأعداء وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وعرب الجنسية من عنفوان وكبرياء هذا الجيش وتنامي قدراته القتالية والتدريبية، راحت دول الشر الغازية وعلى رأسها أمريكا تحسب كل الحسابات من أجل الحفاظ على إسرائيل وكراسي بعض الحكام العرب من الاهتزاز فكانت المؤامرة التي تديرها أكثر دوائر المال إجرامية ووحشية للنيل من كرامة سورية وجيشها العربي الباسل والهدف من ذلك إلهاء العالم والعرب بصورة خاصة عن قضية العرب المركزية فلسطين وعن سقوط الجيش الأمريكي في أهوار ومستنقعات العراق وخروجه مدحوراً بعد الضربات الموجعة التي قصمت ظهر الطاغوت الأمريكي من قبل المقاومة العراقية الباسلة ثم الفشل في ليبيا وأفغانستان.
نعم.. لنا الشرف العظيم أن نحتفل نحن العرب في ذكرى الانتصار الكبير الذي حققه الجيش العربي السوري في حرب تشرين عام 1973 , لأنه لم يبق لنا جيش عربي عقائدي غير الجيش العربي السوري مع احترامنا لكل الجيوش العربية من المحيط الأطلسي وحتى الخليج العربي، ولأن التاريخ العربي علمنا أن الجيش العربي السوري منذ ولادته كان امتداداً طبيعياً للجيش البابلي والسومري والأكادي والآشوري وجيش المناذرة العرب ما بين تخوم الحيرة في العراق والشام، وهو جيش النخوة والحمية، فإذا ضيم عربي في المغرب تناخى له المشرق العربي من الشام بكل كبرياء وبطولة، ولذلك كانت سورية محط أنظار العرب وخيمتهم الكبرى على مدار السنين وبيتهم الآمن أما جيشها فهو نخوة العرب, وسوف تسقط المؤامرة ويندحر العملاء القادمون من خارج حدود الوطن .
أكاديمي وكاتب عراقي