كما تقدمت طلائع لواء مدرع من جسر بنات يعقوب على محور العليقة ـ كفر نفاخ، ومحمور سنابر ـ عين سمسم.
وابتداءً من صباح يوم 8 تشرين الأول انتقل العدو للهجوم المعاكس بقوى لوائين مدرعين وكتيبة دبابات من بقايا اللواء السابق، من اتجاه عين سمسم ـ جنوب القادرية، واتجاه العليقة السنديانة، واتجاه المغير ـ شمال كفر نفاخ، ومن السفوح الشمالية الغربية لتل أبي خنزير، بعد أن قام بتمهيد مدفعي، وقصف جوي على قوات الفرقة.
لم تستطع طائرات العدو ودباباته ومجنزراته تحطيم صمود الفرقة، التي اشتبكت في معارك تصادمية مع القوات المدرعة الإسرائيلية الراغبة بإيقاف تقدم قواتنا.
وأخفق هجوم العدو الأول من جراء تدمير عدد كبير من دباباته إلا أنه عاد إلى الهجوم، دافعاً بقوات جديدة من النسق الثاني.
وقد تمكن في الساعة 13,00 من يوم 8 تشرين الأول من الوصول إلى التخوم الغربية لقرية السنديانة، والتخوم الغربية لقرية الرزانية.
وبعد معارك تصادمية ضارية بين دبابات الفرقة الأولى ودبابات العدو، في ظل تفوق جوي وصل العدو في نهاية اليوم إلى الخط: الدلهمية ـ السنديانة ـ الرزانية.
وقد أسقط له خلال قصفه الجوي 3 طائرات، وتم أسر أحد الطيارين، وسقط آخر في الأرض المحتلة، ودمرت الطائرة الثالثة.
وبعد أن خسرت الفرقة ما يقارب 50% من عتادها المدرع، انتقلت في صباح يوم 9 تشرين الأول للدفاع عن الخط: عين عيشة ـ الرمثانية ـ السلوقية بما تبقى من قوى الفرقة.
وفي الساعة 7,30 من يوم 9 تشرين الأول انتقلت الفرقة بقوى اللوائين 91 و76 إلى الهجوم، بمهمة احتلال كفر نفاخ بالتعاون مع القوات التي سيتم إنزالها في المنطقة.
وقد تمكنت الفرقة من الوصول إلى الخط: تخوم عين وردة الشمالية والشرقية ـ 2 كم غربي الخشنية وظلت الفرقة متمسكة بهذا الخط حتى الساعة 12,00، حين زج العدو بقوى جديدة في المعركة.
وتحت ضغط العدو، تراجعت وحدات الفرقة إلى الخط: التخوم الغربية للخشنية، وتمسكت به حتى الساعة 17,00.
تعرضت وحدات الفرقة طوال يوم 9 تشرين الأول لرمايات مركزة من الطيران والمدفعية والقواعد الصاروخية.
وقد ازدادت كثافة الرمايات ابتداءً من الساعة 14,00 واستمرت حتى الساعة 17,00، حيث قام العدو بالهجوم مرة أخرى بقوة تقدر بأكثر من لواء مدرع.
ومع اقتراب الساعة 10,00 من يوم 10 تشرين الأول، شن العدو الهجوم، بعد تمهيد قوي بالمدفعية والطيران، بقوى كتيبة دبابات من اتجاه: رسم خزعل ـ ضهرة الشعاف، وكتيبة دبابات من اتجاه: تل فزاره ـ تل شعاف السنديان ـ تل عكاشة، وكتيبة دبابات من الخشنية باتجاه تل فزارة والجويزة.
وفي نهاية اليوم تمكن العدو من احتلال خط وقف إطلاق النار في نطاق قتال الفرقة.
وقد حاولت الفرقة التمسك بما تبقى لديها من قوى وسائط (زهاء 20 دبابة وبقايا من مشاة اللواء 58 ميكانيكي)، بالخط 1,5 كم جنوبي الجويزة ـ سفوح تل شعاف ـ السنديان الغربية.
وبعد قتال عنيف مع القوات المعادية، تمكنت من إيقافها بعد أن دمرت لها 19 دبابة.
وقريباً من الساعة 13,30، اضطرت الفرقة، تحت ضغط العدو، للانتقال إلى الدفاع عن منطقة كودنة حتى توقف إطلاق النار.
ـ القطاع الجنوبي:
ابتداءً من الساعة 7,00 صباح 8 تشرين الأول شن العدو هجوماً معاكساً باتجاهين، بقوى لواء دبابات على كل اتجاه، الأول باتجاه: العال ـ خسفين، والثاني باتجاه: أم القبور ـ تل المنطار ـ تل البازوك، وقد اشتبكت معه قوات الفرقة الخامسة المشاة في معارك ضارية بالمدفعية والاحتياطات المضادة للدبابات والدبابات، وأرغمته على الانسحاب إلى الخلف أكثر من أربع مرات.
وقد اشترك اللواء 47 دبابات في هذه المعارك بقوام 15 دبابة في منطقة خسفين وأبي خيط واستطاع العدو أن يصل إلى خط وقف إطلاق النار السابق، وعادت تشكيلات الفرقة ووحداتها إلى مواقعها الدفاعية.
ومنذ صباح 9 تشرين الأول، بدأ العدو قصفاً مركزاً بالمدفعية والهاون على نقاط الحراسة القتالية التالية: أم اللوقس ـ اللويبد ـ الطلائع ـ صيدا ـ الحانوت، ثم دفع بعض الدبابات إلى الأمام، حيث احتلت خطوط رمي، وبدأت تركز نيرانها على النقاط المذكورة.
وتحت هذا الستار الناري من المدفعية والدبابات دفع العدو ما يقارب كتيبة دبابات موزعة على رتلين باتجاه نقاط الطلائع واللوبيد وصيدا إلا أن مدفعية الفرقة ركزت رماياتها على أرتال العدو، فاضطر إلى الانتشار ومحاولة التسرب بالمناورة وقد فاجأت الألغام والكمائن دبابات العدو، ودمرت منها أكثر من عشر دبابات.
وعندما أخفق العدو في خرق النقاط المذكورة، قام بمحاولة أخرى باتجاه أم اللوقس، ولكن حظه كان أسوأ، إذ اضطر بتأثير المقاومة الكبيرة التي أبدتها هذه النقطة إلى الانسحاب، تاركاً خلفه عدداً من الدبابات المدمرة.
وابتداءً من صباح 10 تشرين الأول، تقدمت كتيبة دبابات معادية تحت ستار نيران المدفعية والقواعد الصاروخية باتجاه صيدا والحانوت في محاولة جديدة لاحتلالهما.
وقد تصدت لها جميع الوسائط المضادة للدبابات، بالإضافة إلى رمايات المدفعية المركزة، وأجبرتها على الانسحاب، مخلفة وراءها عدداً كبيراً من الدبابات والناقلات المجنزرة.
وقد قامت قوات الفرقة في المساء بسحب هذه الدبابات والناقلات المجنزرة من أمام نقاط الحراسة القتالية.
الفرقة الثالثة دبابات:
في يوم 9 تشرين الأول ألحق اللواء 21 ميكانيكي بفرقة المشاة الخامسة، واللواء 81 دبابات بفرقة المشاة السابعة.
وعند الساعة 5,15 أُسندت للواء 81 دبابات مهمة تدمير العدو في منطقة تل محمد المخفي والاستيلاء على الخط: الدليوه ـ تل أبي خنزير، ثم تطوير الهجوم باتجاه: كفر نفاخ ـ جسر بنات يعقوب.
وقد تمكنت معظم وحدات اللواء 81 دبابات من عبور الخندق المعادي المضاد للدبابات، ولكن لم تنجح إلا بعض الدبابات في الوصول إلى طريق المنصورة ـ مسعدة، وقد دمرت عند وصولها، فانسحب اللواء بعد إعادة تجميعه، بإمرة رئيس أركانه إلى تل الشمس، حيث التحق به قائد اللواء في الساعة 22,00، وتلقى مهمة الدفاع عن التل المذكور بما تبقى من اللواء.
أما اللواء 21 ميكانيكي، فقد زج كتيبة ميكانيكية وسرية دبابات في المعركة لصد الهجوم المعاكس المعادي على تل الفرس.
وبعد الاشتباك في القتال مع العدو، وتحقيق المهمة، تلقى قائد اللواء أمراً بالتمركز في منطقة نوى (احتياط قيادة عامة).
وفي يوم 10 تشرين الأول، التحقت كتيبة من اللواء 90 مشاة بالفرقة الأولى دبابات للدفاع عن تل الأحمر الغربي وتل الأحمر الشرقي، ثم كلف اللواء كله بهذه المهمة.
وكلف اللواء 65 دبابات باحتلال الدفاع في مواجهة حرفا ـ بيت جن، وانتقاء خط رمي من الثبات لتدمير العدو حول الحرش.
أما اللواء 21 ميكانيكي فقد تلقى مهمة الدفاع باعتباره نسقاً ثانياً للفرقة الخامسة المشاة.