تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


معركة الدبُّـورة.. دموية طاحنة .. والتحام لمدرعاتنا مع مجنزرات العدو ودباباته

الأحد 6-10-2013
إن صدام الدبابات الذي استعر لهيبه في منطقة الدبورة يعد مأثرة بطولية في تاريخ حرب تشرين.

ففي الساعة الأولى من صباح 7 تشرين الأول، اقتحمت الكتيبة 212 من اللواء 43 دبابات الخندق المعادي المضاد للدبابات،‏

واندفعت اندفاعاً مفاجئاً وسريعاً في الاتجاه المحدَّد لها: تل فزارة ـ الرمثانية ـ السنديانة ـ العليقة ـ الدبورة، بقيادة الرائد حمدان محفوض.‏

وعلى الرغم من المقاومات المعادية التي فتحت نيرانها على الكتيبة في أثناء تقدمها ـ فقد تمكنت من القضاء عليها بسرعة، ونجحت في الوصول إلى قرية الدبورة.‏

وهنا دارت معركة دموية طاحنة بين دباباتنا ودبابات العدو التي انطلقت من مناطق تحشدها في وادي الجليبينة ووادي الفاجر، وهاجمت الكتيبة من المشارف الجنوبية والشمالية لقرية الدبورة.‏

والتحمت الدبابات السورية بالدبابات الإسرائيلية، وبدأ القتال عن قرب، واختلط كل شيء في أعاصير من النيران وتناثرت هنا وهناك كتل الدبابات الهامدة أو الدبابات التي كانت النيران ما تزال مشتعلة بها.‏

اضطر العدو، تحت ضغط دباباتنا إلى التراجع مؤقتاً، مخلفاً وراءه الدبابات المشتعلة أو المدمرة وكانت أعمدة الدخان تتصاعد فوق الدبابات المتناثرة هنا وهناك.‏

وبعدها بوقت قصير، بدأت نيران المدفعية والصواريخ المعادية تنهال على دباباتنا وأخذ الموقف الذي كان في صالح الكتيبة 212 دبابات يتحول فجأة لصالح العدو، عندما زج العدو بقوى مدرعة جديدة.‏

كانت المعركة في ذروة احتدامها عندما لم يتبق من دباباتنا إلاّ العدد القليل، ونفذ الجزء الأكبر من الذخيرة.‏

وكانت مفاجأة مذهلة للمعتدين الإسرائيليين أن تبلغ أعمال الدبابات السورية هذا المستوى، فقد أبدى رجالها من الصمود والبطولة ما برهن عملياً للقوات الإسرائيلية أنها ستواجه قتالاً مريراً وقاسياً.‏

قاتلت الكتيبة حتى آخر طلقة وقرب المساء لم تستطع الدبابات القليلة ـ وقد نفذت ذخيرتها ـ أن تتابع إطلاق النيران، فاندفعت نحو دبابات العدو والتحمت بها جسماً بجسم، وأخذ القائد بندقيته، وقفز من الدبابة إلى الأرض وهو يطلق النيران صارخاً: «الله أكبر ...» وسقط البطل شهيداً، مضرجاً بدماء العزة والكرامة.‏

وعند الغروب كان يصعب على المرء الذي يمد بصره إلى الأفق أن يتبين أين هي الأرض وأين هي السماء، فقد لفت الأرض والسماء نيران الحرائق وانفجارات القنابل.‏

لقد قاتلت الكتيبة 212 دبابات، طوال نهار كامل، وأوقعت خسائر كبيرة في أرواح ومعدات العدو، وكان الصراع البطولي النادر الذي خاضته دليلاً ساطعاً على صمود المقاتل العربي واستبساله.‏

وتقديراً لأعمال هذه الكتيبة البطولية، منح قائدها الرائد حمدان محفوض وسام بطل الجمهورية.‏

الموقف في نهاية اليوم الثاني‏

حتى نهاية يوم 7 تشرين الأول، وصلت القوات إلى الخط:‏

الفرقة 7 مشاة: مزار أبي ذر الغفاري ـ 500 م شرق تل الشيخة ـ ضهرة ابراهيم.‏

الفرقة 9 مشاة: 500م شرق الخشنية ـ القحطانية ـ عين عيشة ـ الرمثانية ـ رؤوس الوديان المؤدية إلى بحيرة طبريا.‏

الفرقة 5 مشاة: المشيرفة ـ النخيلة ـ تل البازوك ـ 1,5 كم شمال خسفين ـ المنطار ـ رؤوس الوديان المؤدية إلى بحيرة طبريا.‏

الفرقة 1 دبابات: 1,5 كم شمال وغرب تل أبي خنزير ـ 1 كم شمال غرب السنديانة ـ الرزانية.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية