وهما يتعرضان اليوم لمؤامرة خطيرة تريد إضعاف كلا الجيشين لمصلحة العدو الصهيوني ،لكن التاريخ لا بد سيعيد نفسه وكما انتصر الجيشان في معركة الكرامة التشرينية فسوف ينتصران على مؤامرة الرجعية العربية والقوى الغربية الداعمة لها .
سياسيون وإعلاميون مصريون: نصر سورية ومصر
في تشرين قض مضاجع القوى الكبرى والكيان الصهيوني
وحين يتحدث المصريون عن نصر تشرين يكون للحديث نكهة خاصة ويؤكد عدد من السياسيين والخبراء الاستراتيجيين والإعلاميين المصريين أن النصر الذي حققته سورية ومصر في حرب تشرين التحريرية المجيدة على الكيان الصهيوني سيبقى محطة خالدة في تاريخ العرب، مشيرين إلى أن الاحتفالات بالذكرى هذا العام تأتي وسط تغيرات وتحديات ومؤامرات خطيرة تواجة الأمة حيث أن المستهدف الأول في هذه المرحلة العصيبة الجيشان العربيان في سورية ومصر اللذان هزما إسرائيل ويقفان في وجه المخطط الشيطاني لتقسيم وتفتيت الدول التي تقف في وجه الكيان الصهيوني.
وقال المفكر القومي والقيادي الناصري محمد يوسف إنه في تشرين الأول عام 1973 «قاومت الأمة منظومة العداء وانتصرت والآن تقاوم سورية وتدعمها القوى المخلصة في الأمة وتساندها لتحقيق هزيمة ذلك المخطط المعادي لسورية وللأمة».
وأكد يوسف «أن منظومة القوى المعادية للأمة العربية والمتمثلة في الإمبراطورية الأمريكية والرأسمالية الاستعمارية الغربية والصهيونية العالمية والرجعية العربية والخدم والعملاء من تيار التأسلم السياسي المتاجر بالوطن وبالدين تدرك يقيناً أن الأمة العربية إنما ترتكز على ثلاث قواعد رئيسية هي مصر وسورية والعراق وبالتالي لابد من تدميرها .
وختم المفكر يوسف بالقول: «كان لابد بعد ذلك من محاولة كسر سورية باعتبارها القوة المقاومة الوحيدة الباقية في الأمة العربية حيث وصل الدور الخياني للرجعية العربية المتربص بسورية إلى أقصى مداه وأضيفت تركيا لمنظومة العداء والتربص بسورية حيث انطلقت ولا زالت تنطلق منها جحافل المرتزقة والعملاء والخونة الذين تمولهم وتسلحهم وترعاهم الرجعية العربية والتنظيم الدولي للإخوان المسلمين وكل ذلك يأتي خدمة وتنفيذاً للمخطط الأمريكي الفاجر لكسر سورية حتى تصبح إسرائيل أكبر قوة إقليمية في المنطقة».
من جهته اعتبر الخبير الاستراتيجي اللواء محمد عبد المنعم هيكل أن انتصارات قوى العروبة على قوى الشر والعدوان الإقليمية والدولية «جاءت عبر ثمرة التعاون الإستراتيجي والسياسي بين القيادتين المصرية والسورية بعد نكسة حزيران عام 1967 التي صنعتها إسرائيل بدعم عسكري ولوجستي من القوى الاستعمارية وبدعم مالي وخيانات من قوى الرجعية العربية».
وأكد اللواء هيكل الذي شارك في الحرب أن انتصارات حرب تشرين ذات مذاق خاص يقدرها من يعرف معارك استرداد الأرض والشرف، لافتاً إلى أن انتصار العرب في حرب تشرين قض مضاجع القوى الكبرى والكيان الصهيوني فبدأت مخططات ومؤامرات تحاك للمنطقة .
وأضاف اللواء هيكل أن مانراه الآن على الساحة العربية وما يحدث فيها من حراك واقتتال بدأ في تونس ثم مصر ثم سورية وقبل ذلك في اليمن هدف لتفتيت أوصال الوطن العربي مشيرا إلى أن ما يحدث على الأرض السورية بات واضحا كيف أن قوى إرهابية مسلحة محلية وأخرى أتت من بلاد عربية وغير عربية لتقاتل الجيش السوري .
وأكد أن الجندي العربي السوري والقيادة السورية صنعوا المعجزات في مواجهة هذه الهجمة من القوى الاستعمارية التي استخدمت كل السبل لاسقاط الدولة ولكن سورية صمدت وتعمل لايقاف نزيف الدم السوري الذي يراق على أرض القومية العربية مشيرا الى أن الأزمة في سورية لا تحل إلا عن طريق الأساليب السياسية والحوار الذي يحفظ لسورية قرارها الوطني واستقلالها وسيادتها.
بدورها قالت الكاتبة والإعلامية سناء السعيد إن حرب تشرين المجيدة تعتبر نقطة تحول في تاريخ الأمة العربية وحققت فيها سورية ومصر ومعهما العرب نصرا كبيرا على عدو مغتصب مشيرة إلى أن هذه الحرب كرست واقعا يؤكد أن وجود استراتيجية عربية موحدة للدفاع عن الأمة ومواجهة الأخطار التي تهددها وان يكون هناك قرار عربي واحد هو ما تحتاجه هذه الأمة التي برهنت في تلك الحرب أنها أمة حية وقادرة على الحياة وتحقيق النصر.
لبنانيون: صمود سورية نصر لا يقل شأناً
عن نصر تشرين المجيد
وفي حديثه عن وحدة المصير العربي أكد الأمين العام لحركة الناصريين الديمقراطيين خالد الرواس في لبنان أن ذكرى حرب تشرين التحريرية سيكون لها الأثر العميق في وجدان الشعب العربي في كل من سورية ومصر اللتين تخوضان معركة الكرامة الوطنية على أرضهما ضد قوى الظلام والتكفير. وقال الرواس في تصريح بمناسبة الذكرى «سورية ومصر استلهمتا من تشرين العبر والدروس في تعزيز تلاحم إرادة الشعب مع الجيش بما يكرس هويتهما العروبية وسط تزاحم الهويات الخارجية التي تسعى إلى خدمة إسرائيل لتكريس كيانها الغاصب على أرض فلسطين»،معتبراً أن العروبة عادت وانتصرت في كل من البلدين وأن حرب تشرين «ستبقى علامة فارقة في حياة الشعوب العربية قاطبة».
كما أكد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال ارسلان أن تكسر المشروع الغربي الذي استهدف سورية منذ عدة سنوات على جدار صمود الجيش العربي السوري والقيادة السورية إنما هو النصر الأول الذي لا يقل شأنا عن نصر تشرين المجيد. وجاء في البيان أن الشعب العربي السوري في الفترة التي امتدت بين النصرين قال كلمته عندما تمسك بنهج القائد الخالد حافظ الأسد ويقول كلمته من خلال دعم قيادته الحالية وعلى رأسها السيد الرئيس بشار الأسد في رحلة تثبيت أوتاد السوريين في أرضهم .
جيش التحرير الفلسطيني: فاتحة انتصارات الأمة
وبدء عصر جديد صنعه المقاتل العربي
ومع ثقتها بقدرة الشعب السوري على النصر وتجاوز الأزمة أكدت رئاسة هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني أن حرب تشرين التحريرية كانت وستبقى «فاتحة الانتصارات المجيدة التي حققتها أمتنا العربية بعد نكسات ونكبات أثخنتها» .
وقالت رئاسة هيئة الأركان في بيان لها بمناسبة الذكرى إن ما نراه اليوم من «انصياع الغرب الصهيوأمريكي وتراجعه عن عربدته المجنونة» وتهديداته ضد سورية الإباء وتخليه عن أدواته الرخيصة المحلية والعربية والإقليمية وتركها لتسحق تحت أقدام أبناء الشعب السوري ما هو إلا «تجسيد جديد للروح» التي أوقدتها حرب تشرين .
وختمت رئاسة الأركان بيانها بالتأكيد على ثقتها «بنصر سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد على المؤامرة وأذيالها وبدء عصر جديد تكون فيه سورية المقاومة الممانعة» أكثر قوة وصلابة وحداثة وتقدماً وتمسكاً بالحقوق والثوابت وفق إرادة شعبنا العربي السوري الأبي وبما يتلاءم مع صموده الأسطوري وتضحياته الغالية .
الشيخ عنتير: أول انتصار عربي على العدو الصهيوني
كما اكد رئيس الفعاليات الوطنية الفلسطينية داخل أراضي 48 الشيخ سلمان عنتير ان حرب تشرين التحريرية هي المفصل في التاريخ العربي وانها اول انتصار عربي على العدو الصهيوني ونهاية الانهزامات لافتا إلى انها الرافعة لانتصارات المقاومة وتقهقر الهيمنة للكيان الإرهابي العنصري الصهيوني. واشار عنتير في بيان له تلقت سانا نسخة منه أمس إلى ان سورية انتصرت بكل مكوناتها وبحكمة قيادتها وصمود شعبها وبسالة جيشها على الحرب الكونية.
صحيفة نمساوية: سورية صدمت إسرائيل في الحرب
وحطمت أسطورة جيشها الذي لايهزم
وحول تحطيم قوة الردع الصهيونية وأسطورتها أكدت صحيفة دي بريسه النمساوية أن حرب تشرين التحريرية التي خاضتها كل من سورية ومصر ضد إسرائيل في السادس من تشرين الأول عام 1973 أصابت إسرائيل «بصدمة كبيرة» وحطمت أسطورة «الجيش الذي لا يهزم».
وقالت الصحيفة في مقال لها على موقعها الالكتروني بمناسبة ذكرى حرب تشرين «إن القيادة العسكرية الإسرائيلية والسياسية آنذاك عاشت تخبطاً في التعامل مع المفاجأة العسكرية التي قامت بها كل من سورية ومصر في البدء بشن هجوم تمكن خلالها كلا البلدين من تحطيم القدرات العسكرية الإسرائيلية بسرعة وحنكة فائقة لم يتوقعها الإسرائيليون».
ولفتت الصحيفة إلى تحطم أسطورة «الجيش الذي لايهزم» وقالت «فقدت على إثرها إسرائيل ثقتها بنفسها وبقيادتها العسكرية والسياسية والاستخباراتية بعد مفاجآت الجيش المصري في اختراقه لكل الخطوط الإسرائيلية الحمراء وبسرعة مذهلة مشيرة إلى أن المفاجأة الأكبر في الحرب تمثلت بسلاح الجو للجيش العربي السوري الذي فاجأ الطيران الإسرائيلي بشكل ملفت وتسبب بإخلال توازنه في جو المعركة.