تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


طلاب النسيج محبطون

مجتمع الجامعة
الاربعاء 20 /9/2006م
لينا اسماعيل

إدراكا لأهمية حلب باعتبارها عاصمة الصناعات النسيجية في سورية ترجمت الدولة رؤيتها الاستراتيجية تلك ضمن خطة التعليم العالي بانطلاقة قسم الغزل والنسيج في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة حلب.

إلا أن الواقع يشير الى أن كثير من طلبة هذا القسم اعتراهم الاحباط مبكرا رغم أن القسم لم يشهد تخريج دفعته الأولى بعد كون انطلاقته لم يمض عليها سوى أربع سنوات ونصف السنة فقط ورغم أنهم على مشارف التخرج حاليا إلا أن هاجسهم كيفية اقتحام سوق العمل بجدارة وهذا ما عبر عنه كثير من الطلبة مرارا وهم اليوم يعاودون التأكيد على تعطشهم لاكتساب الخبرة العملية المفقودة نسبيا في هذا القسم..‏

وقد طالعنا عدد من الطلبة بخوفهم من المستقبل في ظل غياب الخبرة القائمة على التجارب العملية التي كانوا يظنون أنهم سيسلكون طريقهم اليها في هذا القسم لكن الواقع كان مختلفا والاشكاليات تتلخص في ثلاث نقاط رئيسية متمثلة بنقص الكادر التدريسي المتخصص وضعف المنهاج والمخابر البائسة.‏

لكن الواضح أن هذا القسم وقع في الفخ الذي وقعت فيه العديد من الكليات المحدثة مؤخرا والتي انطلقت دون تأسيس سابق واعداد لمستلزماتها التقنية والعملية واعتماد موفق لخبراتها العلمية من كوادر تدريسية مطلوبة..أي أنها فتحت أبوابها لاستقبال الطلبة ثم بدأت بترتيب أوراقها اللازمة لأداء الرسالة العلمية المتوخاة منها..وهذا ما أوقعها في ارباكات لم يشعر بها جليا ويحصد نتائجها سوى الطلبة وتحديدا الدفعة الأولى منهم وهي الكفاءات القادمة الى سوق العمل بالمحصلة.‏

وفي حوارنا مع عدد منهم أكدوا أن ما تلقوه من معلومات من الكلية لا تؤهلهم إلا لأن يكونوا في المستقبل مهندسين عاديين في شركة أو إداريين إلا بجهود شخصية لتطوير الكفاءة وأشاروا الى فقدان تعاون القطاع الخاص مع القسم وعدم فتح أبوابه لتلقي الخبرات العملية لأسباب مختلفة وهذا ما يجعل المنفذ العملي الوحيد لهم مخابر القسم بامكانياتها المتواضعة وبعض شركات القطاع العام الجامدة والتي غدت متخلفة عن ركب التطور النسيجي. كما لفتوا الى ضرورة تفعيل التعاون بشكل أكبر مع غرفة الصناعة لاعداد ندوات مفيدة حول النسيج واستقدام خبراء للمشاركة فيها ولكن بما ينسجم مع المقررات الدراسية ذلك أن الندوات التي تقام غالبا ما تكون أعلى مستوى من المعلومة التي تحملها المناهج وهذا ما يشتت الطالب ويجعله يفتقد الثقة بمقرراته التي يراها متواضعة وغير مواكبة خاصة من الناحية العملية..‏

لمناقشة هذه الهنات وكيفية تجاوزها أكد الدكتور عماد انتي باس أن الدكاترة الذين يدرسون في القسم يفتقدون للاختصاص الدقيق رغم توفر الكفاءة العلمية والاكاديمية وهذا ما ينعكس بالفعل على الأداء.‏

ولكن هناك كوادر تدريسية تم ايفادها الى الخارج للتأهيل المطلوب ويمكن من خلالها تلافي هذه الثغرة مستقبلا.‏

وفيما يخص المخابر المتواضعة أشار الى أنه تم تحديثها مؤخرا وقد أقام اتحاد الصناعات النسيجية فيها دورات تدريبية وأعرب عن امتنانه لواقع حيث تقوم المخابر باجراء اختبارات على النسيج والخيوط وتعطي شهادة منشأة إذا لزم الأمر.‏

وقد قام رئىس القسم بتقديم احتياجات المخبر من المواد وقمنا بصرف 200 ألف ل.س مؤخرا لشرائها. ولدى سؤاله عن جاهزية المكتبة الالكترونية التي تحوي ثلاثين حاسبا لكن الطلاب أكدوا أنه لا يعمل منها سوى ثلاثة أو أربعة فقط استنكر هذا التوصيف وأكد أن الأجهزة كلها تعمل لمصلحة الطلاب..إلا في فترة العطلة الصيفية حيث يتم الاكتفاء بتشغيل 4 حواسيب فقط. طالعنا عميد الكلية بالمزاج السيىء للموظفات الاداريات حصرا في تعاملهن مع الطلبة..فعقب بقوله: إن كلية الهندسة الميكانيكية هي الكلية الوحيدة في جامعة حلب التي تستخدم النافذة الواحدة إلا أن هناك تعميما من الإدارة بعدم قبول أي استفسارات من الطلبة شفهيا حيث يوجد بريد طلابي للاجابة الخطية على الأسئلة الخطية فقط وذلك لمصلحة الطالب ومصداقية الاجابة على أسئلته..?‏

بالمحصلة الواقع يشير الى وجود هوة ما بين الطلبة والإدارة بمن فيهم أعضاء الهيئة التدريسية وهو ما يحتاج الى مكاشفة جريئة ما بين الطرفين تكسر حاجز الخوف من تبعات هذه المصارحة لمصلحة الجميع وفي مقدمتهم الكوادر العاملة قريبا في مجال النسيج والرافدة له.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية