ذلك فأعداد المصابين به أو الحاملين للفيروس في تزايد مستمر ووصل عدد المصابين به إلى 60 مليوناً في العالم حتى عام 2005 وتشكل قضية المواجهة لانتشاره وكيفية التعامل مع الشخص المصاب ونظرة المجتمع للوباء ومعرفة أسبابه وكيفية الحد منه أهم السبل التي يعمل عليها العالم حالياً وهي عناوين الحملة التي تقوم بها جمعية تنظيم الأسرة السورية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة, اليونيسيف ومنظمة الهلال الأحمر السورية واتحاد شبيبة الثورة لسد الثغرة التي يحاول النفاذ منها إلى مجتمعنا.
سلوك اجتماعي
بدأت الحملة بندوة موجهة للفئات الأكثر خطورة بعنوان (الشباب في مواجهة الإيدز) حضرها أكثر من 200 شخص معظمهم في سن المراهقة حيث تحدث الدكتور محمود كريم مدير دائرة الأمراض المزمنة في وزارة الصحة عن أخطار الإيدز وحدد ثلاثة أسباب رئيسية للإصابة يتمحور أكثرها بالجانب الاجتماعي السلوكي والتي تشكل الممارسات الجنسية المحرمة أكثر من 85% منها, ثم عن طريق نقل الدم الملوث أو أحد مشتقاته ويمكن أن يكون ذلك عن طريق الأدوات الجارحة أو ثقابة الجلد الملوثة بدم شخص مصاب (كالشفرات وأدوات ثقب الأذن والوشم - والختان والمحاقن وخاصة المتعلقة بالتعاطي).
أصل المشكلة
وبما أن الإيدز أصبح أمراً واقعاً, يجب ألا نتعامل معه بالخوف حتى لا ينعكس ذلك إلى سلوكيات غير متوازنة, يقول الدكتور كامل عمران رئيس قسم علم الاجتماع في جامعة دمشق: إذا كان السبب الأول لانتقال الإيدز هو الجنس, اعتقد أن القيم الاجتماعية الموجودة في بلدنا يجب أن تحصننا ويجب أن ندرك أن هذه اللذة المحددة لثوانٍ ينشأ عنها مرض ليس له علاج, ولكن للأسف أن الأسر الحالية بمعظمها لا تأخذ دورها بشكل كامل, وهناك مراكز الانترنت الاباحية التي تنقل الإنسان إلى أدنى الدرجات القيمية.
أما إذا كان السبب في الإصابة هو نقل الدم فإن المواجهة ترتبط بسلوكنا المهني, فلماذا ننقل الدم بسيرينك استخدم سابقاً.. وما ذنب طفلة صغيرة يأخذها والدها إلى الصائغ ليضع لها حلقاً صغيراً فتصاب بالإيدز لأن الآلة الموجودة لديه غير معقمة, وما ذنب الشاب الذي يحلق رأسه عند حلاق لا يحترم مهنته ويستخدم الموس أكثر من مرة دون تعقيم صحيح, وما ذنب المريض الذي يذهب إلى طبيب أسنان لا يعقم أدواته بشكل مستمر. يشير إلى أنه من الضروري التعامل مع مريض الإيدز بطريقة طبيعية . وأخلاقنا وقيمنا هي سلاح أشد قوة من سور الصين.
مزيداً من الوعي
وفي حديث الاحصائيات قال الأستاذ أنس حبيب رئيس قسم البرامج في جمعية تنظيم الأسرة السورية: بمنطقتنا العربية هناك أكثر من مليون شخص مصاب بالمرض, وفي عام 2002 أصيب 83 ألف شخص بالمرض, وهناك 25 مليون طفل يتيم ليس له ذنب سوى أن والدته مصابة بالإيدز, وجميعنا نتعاطف مع ال 400 طفل ليبي المصابين بالإيدز.