الدنيا شيء عصي على استباق المرض بمنع الوقوع في براثنه ضمن حملات التوعية المنظمة التي تسعى المنظمات الدولية والجمعيات السورية لتنظيمها وتأتي الفعالية التي عقدت في كنيسة سيدة دمشق- ساحة العباسيين بعنوان الأديان في مواجهة الايدز لتصب في هذا الإطار : الثورة تابعت هذه الفعالية والتقت الدكتور عبد الرزاق المؤنس حيث قال : أوجه الحديث إلى العناية بالجانب النفسي والسلوكي معاً لأن هذا المرض لا تحده الثقافات أو الأديان أو حتى الجغرافيا , إنه مرض عالمي بدأ يتحدى كل شيء, وعندما نحذر من الايدز ننهي عن الكثير من السلوكيات الخاطئة والسلبية مع توفير البدائل حتى إذا قبلها المرء لا يجد نفسه في فراغ , وهذا الأمر الاجتماعي البديل يجب أن تنهض به كل جهة تربوية
محاربة المرض وليس المريض
وفي لقاء آخر مع الأب طاهر اليوسف قال : ندعو لمحاربة الايدز كمرض يهدد حياة الإنسان ونحن اجتمعنا قبل ذلك والآن لنتكاتف معاً من أجل محاربة المرض وليس المريض , ونحن ندعو لنظرة إنسانية, فعندما نرى شخصاً مصاباً بالايدز لا نحكم عليه والمشكلة الأساسية التي تعاني منها المجتمعات حالياً أن انتقال هذا المرض لم يعد مقتصراً على المعاشرات الجنسية بل ينتقل عبر أم مصابة إلى جنينها أو استخدام أدوات ملوثة إننا ندعو للعافية من خلال العفة, وتثقيف العقل والضمير الحي هو السبيل الأمثل لحماية الشباب من الايدز وليس طرح الايدز على أنه آفة تهدد المجتمع بل تهدد العقل بالدرجة الأولى .
هناك جلسات حوارية نقوم بها مع شبابنا لتوعيتهم وبث روح التفهم وكيفية التعاطي مع هذا المرض.
ما هو المرض?
إن الوسط الذي نعيش فيه مليء بكائنات متناهية في الصغر شديدة الخطورة على حياة الانسان ويحمي الجسم نفسه من عدوانها بفضل نظام المناعة وهنا تبدأ خطورة هذا المرض فجهاز المناعة الذي تقوده الكريات البيض يقوم فيروس الايدز بزعزعته وتشويشه عبر إحاطة نفسه بغطاء شرعي يكون بنفس طريقة بروتينات الجسم مما يحميه ريثما يتكاثر ويشتد ساعده في الجسم عندها يكشر عن أنيابه ويبدأ بالظهور عبر( شل) جهاز المناعة نهائياً مما يسهل عليه عمل ما يشاء وتحطيم الجسم ليغدو المصاب فريسة لرشح بسيط قد يصاب به ولا يعدو الشفاء منه عدة أيام عند الإنسان العادي بينما عند المصاب سيؤدي إلى موته عند أقل تقدير.
من يتعرض له?
على المواطن وذوي الاختصاصات المتنوعة ممن يتعاملون مع أبناء المجتمع الانتباه إلى بعض الطرق غير الطريقة التي يحذر منها الجميع وهي الجنس غير الشرعي وهذه الطرق تبدأ من نقل الدم أو استعمال أدوات حقن ملوثة وغير طاهرة.
وما تجدر الإشارة إليه في هذا السياق أننا منذ مدة حيث كنت في بنك الدم أخبرنا المعنيون أن بعض المصابين بالايدز والذين نرعاهم ونهتم بهم ولا نريد إلا احتضانهم ودرء المزيد من الخطر عن حياتهم يقومون بمحاولات لإصابة آخرين ربما يكون لديهم امتعاض أو نقمة على المجتمع أو رغبة بأذية أكبر عدد من إخوتهم المواطنين لأسباب نجهلها أو نعلمها حيث أن أحد هؤلاء حضر إلى مركز إدارة نقل الدم في المزة وحاول التبرع بالدم مرة في الصباح وبعد عدة أيام ظهراً وبعد أسبوع آخر ليلاً وكان يكشف أمره دائماً ولكنه لم يستسلم بل حاول الذهاب إلى مشفى المواساة ليتبرع هناك, كانت لديه رغبة جامحة بأذية غيره عبر مساهمته بنقل دمه لبعض المرضى الذين قد يكونون بأمس الحاجة إلى نقل الدم كمرض الناعور والتلاسيميا أو من تجرى لهم عمليات جراحية كالقلب المفتوح و..
توعية مجتمعية
كما يخبرنا السيد أنس حبيب مسؤول المشاريع بجمعية تنظيم الأسرة أن هذه الفعالية نأتي باطار التوعية المجتمعية تجاه الوقاية من مرض الايدز عبر :
- التواصل من أجل تغيير السلوك
-تطوير المهارات الحياتية ضمن المدرسة والمجتمع
-تطوير استراتيجيات وقاية شاملة
- إنشاء مراكز صحية حديثة للشباب
- تطوير مواد تثقيفية إعلامية.
- تقديم معلومات للوقاية من المرض.
أخيراً تخبرنا السيدة وداد عبد النور رئيسة النادي الأدبي النسائي والمشاركة أيضاً في تلك الفعالية قائلة : أهم جانب في عملنا هو الخلفية الأخلاقية والسلوكية للانسان , ضحايا الايدز هم ضحايا المجتمع ككل ولكن المريض ليس منبوذاً إنه بحاجة لمساعدتنا جميعاً وأتمنى في هذا السياق من شبابنا وأبناء مجتمعنا المحافظة على الروابط المجتمعية النقية وتوعية بعضهم البعض مع التمني بوجود برامج توعية مشتركة تشمل كافة شرائح المجتمع لتنهض بأبنائنا إلى غد منشود مملوء بالممارسات الأخلاقية والنقية التي نصبو إليها جميعاً.