تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صورة الحماة النمطية...تسلط واستبداد بالرأي.. هل تبدلت النظرة..?!

مجتمع
الاحد 7/1/2007
ميسون نيال

الصورة النمطية الموجودة في الأذهان عن الحماة المتسلطة مازالت مترسخة في المجتمع العربي مع اختلاف نسبي عن التأثير

من حماة إلى أخرى ومن زوجة ابن الى أخرى / كنة/.‏

استطلعنا آراء زوجات عديدات لهن تجارب مع حمواتهن معظمها سلبية وبعضها إيجابية.‏

حماتي تنتقد كل أعمالي‏

السيدة عايدة السنوسي تعمل معلمة ولديها طفل تقول عندما تزوجت قبل ثلاثة أعوام لم يكن لدي خيار غير القبول بالمنزل الذي تسكن فيه أسرة زوجي بسبب إمكانيات زوجي المادية المتواضعة ولكن لم يكن أمامي سوى قبول الوضع وعلى أساس أن يكون الحال مؤقتا ريثما نوفر المال اللازم ونتمكن من اقتناء بيت مستقل ولا أنكر بأنني كنت متوقعة أنني سأحرم من جزء من حريتي واستقلاليتي وكنت أدرب نفسيتي على الصبر حتى أستطيع أن أتعايش مع أهل زوجي ولكن بعد مرور عدة أشهر أصبح الوضع لا يحتمل حيث أخذت حماتي تنتقد كل أعمالي ولم يكن يعجبها أي شيء فأصبحت أشعر بأن تصرفاتي كلها موضوعة تحت المجهر بشكل دائم وبدأت الأمور تتطور وجرعات النقد تتزايد فلم يعد أمامي سوى حل واحد وهو مغادرة منزل أهل زوجي والاستقلال عنهم فطلبت من زوجي أن يستأجر لنا منزلا منفصلا ولو كان غرفة واحدة وبالفعل عندما شعر زوجي بأني وحماتي وصلنا إلى طريق مسدود وأن التعايش أصبح مستحيلا امتثل لرغبتي وقمنا بالانفصال عن بيت أهل زوجي فهدأت الأحوال وعادت العلاقة طبيعية بيني وبين حماتي.‏

في الابتعاد عن حماتي غنيمة‏

السيدة عنود سعفان تقول على الرغم من اتساع منزل أهل زوجي ورغبتهم الشديدة بسكن ابنهم الوحيد وزوجته عندهم إلا أنني نتيجة ما كنت أسمع عن الحماة من تجارب الأخريات رفضت منذ البداية السكن معهم ليس كرها فيهم بل لأحافظ على محبتهم لي ومحبتي لهم وعلى علاقة احترام متبادلة كنت على يقين بأنها ستتلاشى فيما لو كنت أقمت معهم ونزولا عند رغبتي بل تنفيذا لشرطي الوحيد قام زوجي عندما كنا مخطوبين بشراء منزل صغير بالقرب من منزل أهل زوجي ونحن نقضي معظم أوقاتنا عندهم ولكن نعلم وهم يعلمون بأننا في نهاية اليوم سنذهب إلى منزلنا الذي أعتبره مملكتنا الخاصة نلجأ إليه وقتما نشاء. وأنا أنصح كل الفتيات العرائس بالاستقلال بالسكن لأن هذا يضمن راحة البال والسكينة لكلا الطرفين.‏

حماتي مثل أمي‏

السيدة عبير قضيب البان تقول لدي أربعة أولاد أنجبتهم جميعا في بيت أهل زوجي حيث يملكون ( دارا عربيا) وبقيت أسكن معهم أربعة عشر عاما وأنا موظفة فساعدتني حماتي وابنتها في تربية أولادي ورعايتهم وعلمتني كثيرا من الأشياء كالطبخ وشغل السنارة وغير ذلك من الأمور التي لايمكن أن أنكر فضلها علي فيها فكانت بحنانها علي مثل والدتي تماما. وبعد مرور تلك السنوات لم يعد منزل أهل زوجي يتسع لنا فاشترى زوجي منزلا خاصا بنا وقرر أن ننتقل إليه فكان وقع هذا الخبر سيئا علي كثيرا فكنت أرجوه أن ينثني عن رأيه على الرغم من حاجتنا إلى مكان أوسع, ولكن المعاملة الطيبة والحرص والمحبة التي وجدتها من حماتي كانت بمثابة عقد الياسمين الذي طوق عنقي وجعلني أعتبرهم وكأنهم أهلي وهنا أود أن تتذكر كل زوجة ابن بأنها ستكون حماة في المستقبل لذلك عليها أن تعامل حماتها كما تحب أن تعامل في المستقبل بمحبة واحترام وبشيء من الدبلوماسية عندها لا يمكن إلا أن تحبها وتعتبرها مثل ابنتها.‏

مع الاختصاصية الاجتماعية‏

السيدة سميرة عنداني الاختصاصية الاجتماعية ذكرت بأن الحماة سيدة كبيرة في السن تحتاج إلى الرعاية والاهتمام والمعاملة الحسنة النابعة من القلب فلا بأس من إرضائها بتقديم بعض الهدايا لها بالمناسبات بغية التودد لها والتقرب منها خاصة وأن معظم الزوجات أصبحن يشترطن على أزواجهن السكن في بيت مستقل لضمان مساحة من الحرية والابتعاد قدر الامكان عن المشكلات مع عائلة الزوج وعلى الأخص أمه وأخواته وكذلك فإن الحماة لم تعد تملك السلطة المطلقة التي كانت تتمتع بها في السابق عندما كان جميع أولادها يتزوجون ويعيشون معها في بيت العائلة ومع ذلك فمازلنا نرى شكوى زوجات الأبناء من الحموات ويعتبرنهن مصدراً للمشكلات ويشتكين من تدخلاتهن في كل المناسبات ولاشك أن هذه الشكاوى تثير مخاوف الفتيات المقبلات على الزواج وتجعلهن يتمنين الارتباط بزوج ليس له أم ولابد من الإشارة إلى أن نظرة زوجة الابن(الكنة) تختلف إلى الحماة باختلاف ثقافتها وتراكم خبراتها سلباً أم ايجاباً ولكنها إذا كانت متسامحة واعتبرت حماتها مثل أمها يمكنها التعايش معها بمحبة ووئام فمن الخطأ الفادح اعتبار الحماة طرفاً أوعدواً ينبغي الاستعداد لمواجهته سلفاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية