واتصالاتهم قضية تعليم ابنائهم في المدارس والجامعات وقضية التربية والتعليم بشكل عام, فهذه القضية وتداعياتها تمس كل بيت وكل أسرة وتنعكس على الناس سلباً أو ايجاباً بحسب نجاحها أو تعثرها.
في مادتنا الصحفية لهذا اليوم نتوقف عند الواقع التربوي في محافظة طرطوس من خلال بعض الشكاوى التي وصلتنا ومن خلال ما طرحه اعضاء مجلس المحافظة في الدورة الأخيرة لعام .2006
أرقام كبيرة
بداية نشير إلى أن التقرير الذي تقدمت به الزميلة عائدة ديوب عضو المكتب التنفيذي إلى مجلس المحافظة تضمن أرقاماً مهمة حول (التربية) في المحافظة منها أن عدد مدارس التعليم الثانوي بلغ 103 مدارس وعدد مدارس التعليم الأساسي 898 مدرسة وعدد مدارس التعليم المهني 52 مدرسة وهذه المدارس تضم 131593تلميذاً في الحلقتين الأولى والثانية للتعليم الأساسي و21283 طالباً في التعليم الثانوي العام و7134 طالباً في التعليم المهني.
إضافة إلى 10161 طفلاً في الرياض التابعة للتربية ويبلغ عدد الموجهين الاختصاصيين القائمين على رأس عملهم 41 موجهاً وعدد الموجهين التربويين 31 موجهاً والحاجة ماسة لأعداد أخرى إلى 27 للاختصاصي و17 للتربوي.
أما عدد المعلمين المعينين على ملاك مديرية التربية فهو 8900 معلم ومعلمة وعدد المدرسين 5964 مدرساً ومدرسة و5690 مدرساً مساعداً وهناك 2582 مدرساً مكلفاً بتدريس مختلف المواد (2175 في التعليم الأساسي و407 في التعليم الثانوي).
ويبلغ عدد المستخدمين 2385 مستخدماً والحاجة ماسة لعدد أكبر وقد تم تعيين عدد آخر في الشهر الماضي ممن يحملون الشهادة الاعدادية بحدود .125
الأرقام المذكورة تعكس مدى الاهتمام الذي توليه الدولة للقطاع التربوي ومدى حجم الأموال التي تنفقها في محافظة مثل طرطوس لصالح هذا القطاع, وأيضاً مدى تأثر كل أسرة في المحافظة بواقع القطاع المهم.
مشكلات متفرقة
وإضافة لما تقدم توجد الكثير من مظاهر الخلل والتقصير في هذه المدرسة أو تلك وفي هذا الجانب أو ذاك ضمن الواقع التربوي ولا بأس أن نذكر بعضها على لسان عدد من اعضاء مجلس المحافظة.
- أيوب ابراهيم: التأخير والتقصير في إنجاز ترميم مدرسة المتفوقين ما أدى إلى عدم امكانية اعادة الطلاب إليها في بداية العام الدراسي وبالتالي استمرار الدوام النصفي في مدرسة ابراهيم هنانو.
- ابراهيم العدة:عدم ايصال الكهرباء والمياه لثانوية تعنيتا الجديدة وعدم تنفيذ الطريق الموصل إليها وطوله 100م حيث إنه مليء بالحفر والمياه والوحل.
- محمد اسماعيل: شكل الأبينة المدرسية سيئ جداً.. والنماذج لا تتلاءم مع الواقع الراهن ولابد من تعديلها.
- امطانيوس بشور: ضعف التنسيق بين التربية والمحافظة في عدة قضايا.
- هيثم كامل محمد: ضعف التدريب العملي في المدارس الفنية.. فمثلاً حرفة الميكانيك لا توجد فيها سيارة لتدريب الطلاب عليها رغم المطالبة بها مئات المرات.
- رئيف بدور: قرار تغيير إدارات المدارس لم يكن موفقاً حيث تم تعيين مديرين لا علاقة لهم بالإدارة ما انعكس سلباً على واقع المدارس.. وبالنسبة للمديرين السابقين الذين ثبت نجاحهم أبعدناهم ولم نحترمهم ولم نكرمهم بمواقع جيدة للاستفادة من خبراتهم ونجاحاتهم..
- غسان رستم: غياب مبدأ تكافؤ الفرص بين من يرغب بالعمل في التوجيه الاختصاصي وعدم الاعتماد على الكفاءات أو الأسس الموضوعية في هذا المجال.. ومثل المبادرات بدل تشجيع أصحابها ودعمهم.
وغياب مبدأ الثواب والعقاب وزيادة عدد المدرسين المكلفين من خارج الملاك وعدم اجراء مسابقات للتعيين تعتمد على المعدلات وسنة التخرج.. ووجود مركزية غير مبررة في عمل التربية حيث إن المجمعات التربوية المحدثة في المناطق ما زال دورها هامشياً.. وعدم وجود قاعات لائقة في أكثر المدارس لا تكون مكاناً لاستراحة المدرسين بين الحصص ولتبادل الافكار فيما بينهم.
- جابر حسن: الدروس الخصوصية خطر على الاسرة والمجتمع ويجب معالجتها.
- زينب حسن: ثانوية القدموس الصناعية تعيش واقعاً سيئاً وفي العديد من المدارس توجد مخابر لكن لا تستثمر.. وهناك مدارس عين فيها امناء للمخابر ولا توجد فيها مخابر!
- عاطف حسن: ظاهرة لباس الطلاب في المدارس في السنوات الأخيرة باتت مزعجة وهناك مدارس تحتاج إلى ترميم وتأهيل بالسرعة القصوى.
- عدنان مرعوش: لماذا يتم تعيين مدرسين للتدريس من خارج الملاك رغم وجود فائض في المدرسين داخل الملاك في التربية (انكليزي -رياضيات)?
ومنذ 15 عاماً لم تجر وزارة التربية مسابقة لحملة معاهد الرسم والموسيقا رغم الحاجة لنحو اربعمئة مدرس مساعد منهم!
- ماجد خدام:استفحال ظاهرة الدروس الخصوصية وضرورة تحويل صلاحيات دائرة الصحة لمديرية الصحة!
ومن جهتي كعضو مجلس تحدثت مطولاً عن الكثير من مظاهر الخلل في العملية التربوية والتي كان يمكن تداول العديد منها فيما لو كانت تحضيراتنا كافية قبل بدء العام الدراسي.
وفيما لو كانت تدارك متابعاتنا أكثر جدية لواقع مدارسنا وتساءلت عن سبب عدم تعيين موجهين اختصاصيين أو تربويين رغم مضي فترة طويلة على بدء العام الدراسي وعن سبب نقل تلاميذ البلاطة من مدرستهم بعد بداية العام الدراسي بعشرين يوماً وسبب التأخير في استئجار مكان لطلاب الحلقة الثانية في نفس القرية حيث إن الطلاب يعانون مادياً وجسدياً في الذهاب والاياب إلى مدارس بعيدة عنهم وعن سبب التأخير في ترميم مدرسة المتفوقين وترك مدرسة الشهيد عبد الرحيم عاقل في المرانة بلا دورات مياه وبلا مياه.
وعن الانعكاسات السلبية للتغيير الشامل لمديري المدارس وعدم تكريم الناجح منهم وعن السر في عدم اتخاذ خطوات جدية وعملية لمعالجة ظاهرة الدروس الخصوصية في منازل المدرسين..الخ.
ختاماً
إن ما أوردناه في هذه المادة الصحفية لا يعني أن الواقع التربوي في محافظة طرطوس بالسوء الذي قد يتصوره البعض أو أنه اسوأ من الواقع في المحافظات الأخرى بل على العكس قد يكون أفضل.
لكن مع ذلك ولأننا ننشد الأفضل دائماً ولأنه من حقنا وواجبنا تسليط الضوء على مظاهر الخلل في هذا القطاع أو ذاك..ولأن جلسة مجلس المحافظة التي تم فيها مناقشة الواقع التربوي كانت جلسة ساخنة عكست الهواجس التي يعيشها أهالي التلاميذ والطلاب.
كتبنا هذه المادة التي نأمل من المعنيين في القطاع التربوي /مركزياً ومحلياً/ معالجة القضايا والموضوعات الواردة فيها بكل جدية ودون تأخير مشيرين إلى أن مديرية تربية طرطوس والمكتب التنفيذي وعدوا ويعملون ويحاولون المعالجة ونتمنى لهم التوفيق.