تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الإمعان في سياسة طمر الرؤوس بالرمال

جون افريك
ترجمة
الاحد 7/1/2007
ترجمة دلال ابراهيم

من يقرأ التوصيات التي جاءت في تقرير بيكر - هاملتون ذات الشأن بالسياسة الأمريكية في العراق, وسبل الخروج من هذا المأزق,

تلك المصاغة بمهارة وخبرة ودراية وبقساوة, لا بد وأن يحكم أن الفشل الأميركي في هذه الحرب واضح وواقعي, فمن دون إجراء تغيير في السياسة الأميركية تبلغ /180/ درجة, فإن الولايات المتحدة الأميركية في طريقها إلى إخفاق مخزٍ في منطقة الشرق الأوسط. والكل مقتنع في ذلك, إلا الرئيس جورج بوش.‏

حيث يبدو أن الرئيس بوش غير قادر على تقدير حجم الكارثة وأبعادها. بالإضافة إلى ذلك, فهو يلقي وبطانته معاً, وبالمسؤولية عن الفشل الأميركي في العراق على العراقيين وعلى إيران, ويمعنون في قناعتهم الراسخة أن المصلحة القومية الأميركية والهيمنة الإسرائيلية في الشرق الأوسط صنوان لا ينفصلان. وما زاد في الطين بلة أن الرئيس بوش لا يرغب في الاستماع إلى الخلاصة الأساسية التي أطرت تقرير بيكر وهي أنه ومن أجل ضمان استقرار المنطقة وإستعادة السيطرة على العراق يتعين على الولايات المتحدة التحدث والتفاوض مع سورية وإيران. فالرئيس بوش لم يرفض وباستهتار يد الإنقاذ التي مدها له وزير الخارجية الأميركية في عهد أبيه جورج بوش, وهذا عائد إلى التحليل النفساني الخاص بالرئيس بوش أكثر منه إلى الوضع الجيوبوليتيكي بل ثمة احتمال كبير يثير الرعب في أن تفجر الإدارة الأميركية المغامرة الفاشلة كارثة إقليمية ودولية حين تعتزم مهاجمة إيران. أو تعطي الضوء الأخضر إلى (إسرائيل) للإنابة وتوجيه الضربة إلى إيران. صحيح أن وزير الدفاع الأميركي الجديد روبرت غيتس, صرح قائلاً إنه ليس هناك ثمة خطة لمهاجمة إيران إلا (كآخر وسيلة). ولكن هذا التصريح لا يبعث على الطمأنينة تماماً.‏

فالمشكلة تتخطى حدود مجرد الشكوك والريبة, هذا إن اعتبرناها مبررة, فيما يتعلق بالطموحات النووية الإيرانية.‏

لقد عجزت واشنطن عن التعامل مع إيران منذ الثورة الإسلامية الإيرانية عام ,1979 وكذلك أزمة الرهائن من عام 1980- ,1981 واستهداف قوات المارينز والدبلوماسين في بيروت عام 1983- .1984 وتضخم أكثر هذا العداء المستفحل ضد إيران بسبب الحقيقة والواقع التناقضي وهو أن الحرب على العراق كرست أكثر النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط. وفي حين تعلن واشنطن حربها على إيران ونظامها,لا تخفي حاجتها إليها من أجل السيطرة على أفغانستان من الوجهة الغربية, ووقف التدهور الكارثي في العراق, كما واقنعت (إسرائيل) إدارة الرئيس بوش أن إيران تشكل تهديداً لوجودها, وليس لهيمنتها على المنطقة فحسب, وتقاطعت تلك الحجة مع إنكار الرئيس أحمدي نجاد للمحرقة اليهودية.‏

وإن كانت الولايات المتحدة تنظر إلى إيران على أنها مشكلة أساسية في الشرق الأوسط تضاهي مشكلة الاتحاد السوفييتي سابقاً في أوروبا, وينبغي تلقينها درساً في القوة إلا أن الهجوم على إيران وتوجيه ضربة لها سوف يجر سلسلة من الردود الإنتقامية, وحرب استنزاف طويلة في المنطقة, وما بعدها. وهذا كله, على الأرجح لن يفيد في وقف البرنامج النووي الإيراني, المحاط بحماية بالغة. وفي الحال تلك, لم يتبق أمامنا سوى الحوار, والهدف كما يشير تقرير بيكر هو التفاوض مع إيران على معاهدات أمن مشترك ذات جدوى, يمكن أن تحول وجهتها النووية, وتحثها على التعاون مع الولايات المتحدة في المنطقة, ويتم الاعتراف لها بهذا الدور. وهذا لن يكون من باب الضعف, وإنما من باب دبلوماسية خبيرة وعريقة, إنها مسألة تستحق العناء لخوض تجربتها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية