فبعد نقل كراجات البولمان من وسط المدينة إلى مكان مخصص لها في منطقة القابون بدمشق استبشر المواطنون بالخير, ولكن سعادتهم لم تكتمل بسبب ضيق مكان الانطلاق والذي تجمعت فيه أكثر من 25 شركة نقل, سببت أزمة خانقة للمسافرين لم يجدوا مكاناً للوقوف والانتظار حتى في الأيام العادية فكيف في أيام العطل والأعياد?!
واللافت للنظر أنه ما إن تطأ قدم المسافر أرض كراجات البولمان حتى يندفع إليه مجموعة من المنادين (الوشيشة) وهم من يدعون المسافر للسفر بالشركة التي يعملون بها مروجين لذلك بطرق مختلفة (كالدقة بمواعيد الانطلاق -والانطلاق الفوري والمباشر -وبدون استراحة وغير ذلك) وأغلبه كلام بالهواء..
وبعضهم يشد حقيبة المسافر ليرغمه على القبول بالسفر لدى الشركة التي يروج لها, فالوضع الحالي لكراج البولمان من ناحية الضغط والازدحام بالمسافرين والشركات والطريقة التي تدفع المنادين لاصطياد الزبون جعل المواطن يشعر وكأنه في كراجات (الهوب هوب) والتي لم تعد تختلف شركاتها عن شركات البولمانات من حيث الخدمات ووسائل الراحة والأمان التي تقدمها والفرق أصبح بسعر التذكرة المخفضة في الهوب هوب والمضاعفة في البولمان.
وبالعودة إلى الخدمات التي تقدمها شركات البولمان مقارنة بالتذكرة وسعرها كان من المفترض سبب تعدد هذه الشركات أن تكون أخفض مما هي عليه, ولكن على ما يبدو أن هناك اتفاقاً وتقليداً بين أصحاب هذه الشركات على السعر المرتفع والخدمات المقدمة والتي معظمها اكتفى بتقديم كأس من الماء للمسافرين داخل البولمان, والبعض قدم مغريات أكثر (كفنجان الشاي أو القهوة وربح تذكرة سفر وقطعة من الحلوى).
ولكن لذلك ضريبته بزيادة سعر التذكرة من 20-30 ل.س على سعر التذكرة المتفق عليها في باقي الشركات.
وعندما كان عدد الشركات قليلاً كانت الخدمات المقدمة للزبائن أفضل مما هي عليه الآن حيث يقدم للزبون وجبة طعام.. ولكن اليوم يبدو أن هناك تبادل مصالح بين أصحاب الشركات وأصحاب الاستراحات على استغلال المسافرين.
ففي ظل غياب الرقابة عن الاستراحات يعامل المواطن السوري كالسائح الأجنبي عندما يباع بزيادة 30% على التسعيرة الأصلية للقطعة وهذا استغلال من نوع آخر..
تعددت وسائل الاعلان والدعاية وجذب المسافرين من قبل أصحاب الشركات, وبعضها ابتدع رحلة سماها (رجال الأعمال) حيث تذكرة السفر فيها تبلغ زيادة من 50-150 ل.س على سعر التذكرة الأصلية لنفس الشركة وبنفس الخدمات المقدمة في كلا التذكرتين فرحلة رجال الأعمال مختلفة عن رحلة الشركات الأخرى من حيث شكل البولمان وتحديثه أكثر (تغيير في الشكل وليس في مضمون الخدمات).
ما يثير دهشة المواطنين واستهجانهم أن بعض أصحاب الشركات يلجؤون ولفترة مؤقتة إلى تخفيض سعر التذكرة التي ما تلبث أن تعود للارتفاع عن جديد بانتهاء المصالح.
فالتسعيرة يتحكم بها من يملك هذه الشركات دون اعتبار مصلحة المواطن, فالتنافس يمكن أن يكون ايجابياً ويخدم الجميع دون أن يتحول إلى صراع له غايات كيدية وهو ما يؤثر سلباً على المواطن..
وهذه أسعار بعض بطاقات السفر إلى المحافظات السورية في شركات البولمان وشركات الهوب هوب:
(البولمان) (الهوب هوب)
القامشلي 325 275 ل.س.
الحسكة 285 230 ل.س.
اللاذقية 160 80 ل.س.
دير الزور 230 190 ل.س.
البوكمال 250 200 ل.س.
حلب 160 120 ل.س.
الرقة 190 150 ل.س.
حمص 75 50 ل.س.
ويبقى أن نقول إنه في ظل تحكم أصحاب النقليات بسعر التذكرة (المواطن هو الذي يبلع الموس على الحدين).