كانت هند رستم, تحية كاريوكا, نعيمة عاكف, سامية جمال , سهير زكي. سعاد حسني, شريهان.. نيللي.. نجوى فؤاد.. راقصات محترفات أدين أدوارا درامية,
وممثلات محترفات رقصن في أعمالهن السينمائية.
كن فنانات عصرهن مع كثيرات غيرهن.. ومازلن ممثلات الفن الجميل بالزمن الجميل..
وباقتدار قدمت سامية جمال استعراضاتها الراقصة مع فنانين كبار وعلى رأسهم فريد الأطرش في معظم أفلامه , حيث شكلا ثنائيا جميلا استقطب جمهورا من مختلف الأعمار.. ومازال ظهور سامية على الشاشة يشكل دهشة.. ويشد انتباه هذا الجيل..
ومازال ظهور هند رستم بعد كل هذه السنين طازجا وعذبا حتى وهي تؤدي مشهدا راقصا مع وجود ملابس (بدلة رقص) تكشف المستور!! مع كثير من الدلال ( الطبيعي) والفخ والإغراء الأنثوي الفطري البعيد عن التصنع واللعب على الأهواء..
أنت هنا أمام لوحة فنية تتقن فيها هند رستم الفقرة الراقصة بحرفية عالية, فلا يكون الرقص حالة معيبة.. إنما تأخذك روعة الأداء وتقنيات اللوحة التي تأتي تحصيل حاصل للدور بجملته, بلا حشو فلا تجر المشاهد للوقوع بفخ (الحضور المزيف) للحصول على أكبر مشاهدة .. دون أن يكون لها لون.. رغم أنها مليئة بكل الألوان والمؤثرات..
سهير زكي قدمت وصلاتها الراقصة أمام رئيس الولايات المتحدة وأعتبر ما قدمته فنا خالصا من فنون الرقص الشرقي مثلما كانت تفعل نجوى فؤاد والتي أهداها الموسيقار محمد عبد الوهاب لحنا خاصا بها.
ومازالت سعاد حسني التي قدمت أفلاما استعراضية راقصة.. تحظى بإعجاب الكثيرين, فمع بساطة فكرة هذه الأفلام وسذاجة دلالاتها لكنها تتابع دون إحساس بالذنب فلا نضطر لأن نشيح بوجوهنا عنها..
تحكمت بهؤلاء الفنانات وغيرهن معايير اجتماعية لم تكن لصالحهن أبدا لكنها تجاربهن.. اختمرت وصهرت التحدي, فكانت المحصلة تفاعلا محرضا.. لاحترام الأداء الفني وحتى الراقص.. البعيد عن شد أعصاب المشاهدين وبالتالي الضرب على الوتر الغريزي..
قدمت الفنانات أيام زمان فنا فيه المثير.. لكنه ليس مضللا ربما لهذا كانت الأسرة تذهب لتشاهد أعمالا سينمائية فيها الغناء والرقص والاستعراض.. ولا تشعر بالحرج من الاعتراف بإعجابها بملابس الفنانة فلانه.. حتى وإن كانت غير محتشمة.. ومراقبة وتحديد ما على الصغار مشاهدته لم يكن بمثل ما يحدث الآن..
ما الذي تغير.. ولماذا أصبح الأهل يعتبرون ( الفرجة) على هيفاء وهبة, رولا سعد, نجلا.. نانسي.. فرجة تخدش الحياء وتخرب ليس الذوق فقط.. إنما الأخلاق, وتكهرب البدن بكل هذا الكم من الإسفاف والتعري المجاني ليس الجسدي فقط لكن الانساني والنفسي لتغيب متعة النظر والذوق , ويحل مكانها التزوير..
تزوير الفن ودفعك للتشكيك بنواياهم.. ونوايا الشركات الدافعة لهم.. ( ماليا و..ثقافيا)!! ليتسابقن للحصول على تسجيل براءات اختراع في نقابة ( الرعاشات) ليفزن بجمهور ( مراهق) هو منتهى حلمهن.. مع بعض ( المتلصصين) من الناضجين.. ومع ذلك خلقت بعض الفضائيات توازنا.. فهي تقدم فنا مزيفا.. بثوب وثياب عصرية.. لتعوض عن ذلك في فضائياتها الأخرى لتقدم سينما زمان.. ونجوم زمان.. وما بينهما مازال غائباً أو شبه.. ريثما يأتي وأن يرتقي فيه الفن على يد مؤسسات ثقافية, وأفراد.
فإن التاريخ سيكتب عن رعاشات هذا الأوان.. وأصحاب شركات انتشارهم.. نساء, ورجال كرسوا عصر انحطاط الفن العربي.. وأسسوا له.. وكانوا الأوائل.. في الانحدار.