يثير الفضول للمتابعة لكن الكتابة للصورة تظل هي الهم الرئيسي والشغل الشاغل للصحفيين التلفزيونيين للحفاظ على بقاء المشاهد مشدودا أمام الشاشة لذلك فهي ليست مهارة هينة باعتبارها تهدف لابقاء هذا المشاهد أطول فترة ممكنة من خلال تقديم أكبر كم من المعلومات الدقيقة والجديدة في قالب جذاب وبسيط يفهمه المشاهد.
لكن يبدو أن زملاءنا العاملين في التلفزيون السوري لايزالون متأثرين بالكتابة للصحف فمن يتابع التقارير المرافقة لنشرات الأخبار أو المستقلة عنها يمكنه أن يكتشف ذلك بسهولة ففي تقرير أعدته إحدى الزميلات حول افتتاح مؤتمر كانت تتلو في تقريرها ما جاء على لسان الخطباء الذين ألقوا كلمات في المؤتمر باسهاب مفرط والصورة كان يمكن لها أن تكون أقوى وأبلغ لو أن الزميلة تلت فكرة وتركت الصورة تتكلم بمعنى أنها لو جعلت الخطيب نفسه هو الذي يشرح الفكرة من خلال الصورة لكنها آثرت أن تبقى الصورة ثابتة لوقت طويل على صورة الخطيب وهي تشرح وتعلل ومن المعروف أن الصورة الثابتة في التلفزيون هي مقتل حقيقي.
وفي تقارير كثيرة أخرى يقف المعد حياديا ً دون التدخل ليستجدي معلومات وتفاصيل أقوى كما أن اللقطات تكون أطول مما يجب , ناهيك عن أن المقابلات الموجودة ضمن هذه التقارير تدعو للملل اضافة إلى أن تكرار الفكرة أثناء حديث هذه الشخصيات كان واضحا جدا حتى إن كثيراً من الضيوف يعيد الفكرة اكثر من ثلاث مرات دون أدنى انتباه من المعد أو حتى المونتاج.
نظراً للحساسية المفرطة التي يبديها زملاؤنا في التلفزيون إزاء ما نكتب ربما علينا أن نذكر بأننا لا نكتب من باب النقد للنقد ولكن من باب الحرص على بناء خطاب اعلامي متميز من قبل الاعلام الرسمي وبالطبع ما أوردته آنفا ليس رأيا شخصيا فحسب وإنما هي ملاحظة يجمع عليها كثيرون.