في سياق مهمات عمل لجنة التحقيق الدولية.
ويأتي التحرك الروسي متزامناً مع ما يتردد من معلومات عن توصل الاجهزة الامنية والاستقصائية التابعة لبعض عواصم القرار الدولي المعنية بالتحقيقات في سلسلة التفجيرات والاغتيالات التي حصلت في لبنان منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري, الى ادلة جنائية وبصمات الحمض النووي رفعت من مسارح هذه الجرائم واثبتت بأن البعض منها عائد الى الفلسطيني حسين خطاب الهارب من وجه العدالة اللبنانية بظروف ما زالت تثير الكثير من الشكوك!.
وقد اعترف المسؤول عن الشبكة التخريبية الاسرائيلية اللبناني محمود رافع بعد اعتقاله من قبل عناصر مديرية المخابرات في الجيش اللبناني, امام قاضي التحقيق العسكري عدنان بلبل ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد بقيامه في فترات زمنية متفاوتة وبينها الفترة الممتدة من نهاية ربيع عام 2005 وحتى تاريخ توقيفه بنقل عبوات ناسفة بينها من النوع الذي وضع في حقائب سوداء اللون الى عدد من الاماكن في بيروت وضواحيها الشرقية ومناطق الجبل.. كما افاد بأنه خضع مع افراد شبكته لدورات تدريبية داخل اسرائيل وخارجها, وبأنه تم تكليفه من قبل جهاز الموساد بتنفيذ عمليات ارهابية بعد ان تم تزويده بأجهزة اتصال ومراقبة سرية ومتطورة وخرائط دقيقة للأماكن المستهدفة, وبمستندات مزورة وحقائب تحتوي مخابئ سرية وشبكات مرمزة, اما في العملية التي استهدفت الشهيدين مجذوب, فأشار الى انه تم استخدام باب السيارة مجهزاً ومفخخاً من اسرائيل ومزوداً باجهزة التقاط وبث لتأكيد خروج الشهيدين من المبنى الكائن في حي الوسطاني البستاني الكبير في صيدا.
غير ان العنصر الثاني الذي اظهرته تحقيقات القضاء اللبناني هو احتمال ان يكون حسين خطاب قائداً لشبكة اسرائيلية قائمة بذاتها وغير مرتبطة بصورة مباشرة مع شبكة محمود رافع ويلعب دور ضابط اتصال بين الخلايا التخريبية الاسرائيلية الناشطة في لبنان جهاز المخابرات الخارجية الاسرائيلي (الموساد), وكانت الاجهزة الامنية الغربية اخذت عينات من بصمات الفلسطيني حسين خطاب من ارشيف القضاء اللبناني, والذي جمعها عنه بعد توقيفه لمدة سبعة اشهر في قضية اغتيال جهاد احمد جبريل في بيروت بعبوة ناسفة استهدفت سيارته بتاريخ 20 حزيران من العام 2002 وكان وراءها شبكة رافع.
غير ان اللغز الذي لم يتمكن احد حتى اليوم من فك احاجيه يكمن في كيفية اختفاء حسين خطاب بعد ساعات قليلة من القاء القبض على محمود رافع!
لا بل انهمرت التساؤلات حول سر توافد سيل من الديبلوماسيين المعتمدين في لبنان الى وزارة الدفاع بعد الاعلام عن كشف العصب الرئيسي لشبكة الموساد الاسرائيلية وفي طليعتهم كان السفير الاميركي جيفري فيلتمان والسفير البريطاني جيمس وات وذلك تحت غطاء تهنئة قيادة الجيش وتحديداً مديرية المخابرات على هذا الانجاز.
ولعل اكثر ما عزز هذه التساؤلات ما شهده الداخل الاسرائيلي من متابعة مهمة لهذه القضية خصوصاً من وسائل الاعلام التي ذكرت بأن هناك شبهات بأن عميل (الموساد) حسين سليمان خطاب تمكن من الهرب الى اسرائيل بجواز سفر اوروبي.