ما يزيد من حالة الغموض التي رافقت عملية الانسحاب منذ ثلاث سنوات دون وجود أي مؤشرات للخروج من المأزق الذي وصلت إليه البلاد, ويرجح سيناريو مغادرة بريطانيا التكتل الأوروبي في الـ 12 من نيسان المقبل بدون اتفاق, أو تأجيل العملية برمتها لفترة طويلة, وربما إلغاؤها, الأمر الذي استغلته المعارضة لتجدد مطالبتها لرئيسة الوزراء تيريزا ماي بالتنحي, في الوقت الذي تحاول فيه الأخيرة بشتى الطرق إنقاذ «اتفاقها» , وتسعى لطرح نسخة مبسطة منه على البرلمان للتصويت, في مناورة جديدة أثارت ارتباك النواب.
حيث تعتزم ماي طرح نسخة مبسطة من اتفاقها الخاص للخروج من الاتحاد الأوروبي على البرلمان للتصويت عليه، في محاولة لكسر الجمود الذي يعتري «بريكست».
وسيصوت النواب في جلسة خاصة على اتفاق ماي المدون في 585 صفحة ، لكنهم لن يصوتوا على الإعلان السياسي لمستقبل العلاقات المؤلف من 26 صفحة والذي تفاوضت عليه ماي.
ومن جهة أخرى يتوقع مراقبون أن يتظاهر آلاف المعارضين لتأجيل الخروج من الاتحاد ، كما ستصل مسيرة بقيادة نايجل فاراج المؤيد البارز للانسحاب من التكتل، إلى وجهتها الأخيرة أمام البرلمان.
وإثر رفض اتفاق الخروج البريطاني للمرة الثالثة، أعلن رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك، أن قادة الاتحاد الأوروبي سيجتمعون في الـ 10 من نيسان، لبحث مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد.
وكتب توسك على «تويتر»: على ضوء رفض مجلس العموم البريطاني اتفاق الانسحاب ، قررت الدعوة لاجتماع للمجلس الأوروبي في العاشر من نيسان المقبل لبحث الأمر.
ومنح قادة الاتحاد الأوروبي الحكومة البريطانية مهلة انقضت يوم الجمعة الماضي للحصول على تأييد البرلمان للاتفاق الذي توصلت إليه معهم العام الماضي، ومدد المهلة حتى الأسبوع الثاني من نيسان المقبل، في حال لم تطرح لندن استراتيجية أخرى.
من جانبه طالب زعيم حزب العمال البريطاني جيريمي كوربن رئيسة وزراء بلاده تيريزا ماي بالاستقالة عقب فشلها في تمرير اتفاقها بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي .
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن كوربن قوله : كان للبرلمان الفرصة لاتخاذ قراره بشأن اتفاق أفضل لمستقبل البلاد . وأضاف :يجب أن يتغير الاتفاق، وإذا لم تقبل رئيسة الوزراء ذلك ، فعليها الرحيل الآن ، داعيا إلى ضرورة إجراء انتخابات عامة ، في إشارة إلى انتخابات مبكرة بناء على طرحه القائل بضرورة استقالة ماي.
وكان البرلمان البريطاني رفض أول أمس الاتفاق الذي توصلت إليه رئيسة الوزراء تيريزا ماي بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويعتبر هذا التصويت الثالث من نوعه في البرلمان البريطاني حيث رفض النواب البريطانيون الاتفاق الذي تحاول ماي الوصول إليه وهو إخراج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وعبرت ماي عن أسفها لنتائج التصويت التي أظهرت أن « النواب لم يتمكنوا مجددا من دعم مغادرة التكتل بطريقة مرتبة»، مشيرة إلى خطورة التبعات على قرار مجلس العموم بشأن خطتها.