قرار ترامب بمنح «السيادة» الإسرائيلية على الجولان ما هو إلا تهديد بالحرب بعد أن أدرك الأمريكي ومن ورائه الصهيوني تهديداً مباشراً على وجوده في المنطقة لا سيما بعد الانتصارات السورية المحققة في الميدان , اضافة الى أن اعلان الأمريكي يعكس حجم الأزمة التي يعانيها على الساحة الدولية ناهيك عن التخبط بعد فشل السياسة الأمريكية في المنطقة مع تسارع التطورات الاقليمية التي أمّنت حضور قوى فاعلة على الخارطة الجديدة والمستقبلية.
ما يكشفه الاعلان الترامبي والاستثمار في الفوضى هو انتزاع اعتراف عربي على صفقة سلام مذلّ تحقق الأمن «لاسرائيل» من خلال منح الشرعية لهذا الأمن , وبالتالي ليغدو هذا الاعلان شرطا مسبقاً لضم الأعراب الى المظلة الأمريكية بتحالف معلن مع الاحتلال الغاشم وإسقاط كل حديث عن عملية سياسية في ظل مجلس أمن مشلول القدرة على السير أبعد من الخطوات الأمريكية.
لهذا لا تريد ادارة واشنطن السلام في سورية وإنما استنزاف العمليات العسكرية وتوليد جولات جديدة من التوتر وإسقاط نتائج النصر السوري عبر طعنة القرن المدوية من القدس الى الجولان.
تغريدة الأحمق وسياساته الاستفزازية المتهورة تأتي كدليل قاطع على الانحياز الأمريكي المطلق لأمن وبقاء الكيان الغاصب ومخططاته الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية التي نعيشها الآن ونقاوم تداعيات نتائجها على أرض سورية المقاومة, وعلى مرأى أنظمة التخاذل الغارقة في سبات طال زمنه غير مدركين خطورة تحديات التنمر الأمريكي, لكن هذا لا يلغي حقيقة إضعاف شوكة ترامب وحلفائه وفشل مشروعه في المنطقة والتهديد الوجودي للعدو الامبريالي.
فليوقع راعي الارهاب ما يشاء لعلّه يستعجل نهايته والكيان المحتل لا سيما أن سورية وحلفاءها خرجت من القدرة على تطويعها, ولم تكتب صفحات الغد إلا بتوقيع الدولة السورية ومحور المقاومة المنتقل من نصر مؤزر الى آخر.