وسبب هذا الإشكال يعود, من وجهة نظري، للشهرة الواسعة التي حققتها هذه القصيدة، بعد أن لحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وانتشرت بصوته, مثلما عرفها الجمهور بأداء عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة, وهي من هذه الناحية تذكرنا بقصائد نزار قباني المغناة، وخاصة (شكل تاني وأيظن) ألحان وغناء عبد الوهاب, إضافة لغناء نجاة الصغيرة لهما، ورسالة من تحت الماء وقارئة الفنجان (ألحان محمد الموجي وغناء عبد الحليم حافظ) كما سجلهما محمد الموجي بصوته، بعد رحيل العندليب الأسمر.
ولا يكتمل الحديث عن كامل الشناوي, إلا بالإشارة الى قصيدته الشهيرة «عدت يا يوم مولدي» التي كانت مرشحة لأن يلحنها محمد عبد الوهاب, إلا أن شاعرها المتشائم كامل الشناوي سحبها منه بعد أن بقيت عنده عدة سنوات، وقدمها لفريد الأطرش بعد أن كان الأخير قد قرأها، وطلبها من مؤلفها، مشيراً إلى أنها تتناسب مع حالته النفسية، مع العلم أن تشاؤم الشناوي كان مبعثه عزلته الخانقة، بخلاف فريد الأطرش تماماً، الذي كان يحيط نفسه بشلة من الأصدقاء أينما ذهب، وكان كرمه الطائي ولا يزال حديث الوسط الفني والثقافي والاجتماعي.
والمعروف أن حياته في مطلع شبابه، سرعان ما أظلمت بمأساة كبرى بوفاة شقيقته وتوأم روحه أيقونة الغناء أسمهان، التي رثاها بعدة روائع طغت عليها المسحة الحزينة. إلا أن وجود هذه البكائيات (مثل: بتبكي ياعين، وعينيا بتضحك وقلبي بيبكي) لم يحد أو يقلل من تدفق العدد الكبير من روائعه الراقصة والمبهجة بربيعها المتجدد والدائم.
facebook.com adib.makhzoum