لم يبق من آثارهم سوى مهبط للطيران وبضعة أ كياس من الرمل وبقايا شريط شائك,ما عدا ذلك لم يبق شاهد على أن قوات عسكرية حطت رحالها وسط الأوابد التاريخية في موقع بابل لمدة سنتين.
فعقب غزو العراق في آذار 2003نصب الجيش الأميركي مخيما له في واحدة من أهم المواقع الأثرية في العالم تمتد على مساحة حوالي 150 هكتارا,بعد ذلك حلت قوات بولونية في هذا الموقع وبقيت فيه حتى كانون الثاني .2005
والآن تقوم منظمة اليونسكو بمعاينة الأضرار الناجمة عن الاحتلال العسكري لهذا الموقع التاريخي,حيث جاء في تقرير لهذه المنظمة:إن الأضرار التي خلفها الاحتلال العسكري جسيمة جدا,ومصدر هذا القلق هو بالدرجة الأولى إقامة السواتر الترابية ومهابط الطائرات العمودية وتسرب مواد الوقود إلى التربة,يضاف إلى ذلك استخدام التربة التي تحتوي على حطام فخارية وبقايا قديمة أخرى في بناء منشآت عسكرية,كما ألحقت تحليقات الطائرات العمودية وهدير الدبابات الأذى بالأسوار التي يعود بناؤها إلى آلاف السنين.
ولا ينكر الجيش الأميركي أن المدينة الأثرية قد مسها السوء إلى درجة كبيرة نتيجة وجوده فيها.
وعن تبادل الأسرى بين حزب الله و(إسرائيل) كتبت الصحيفة نفسها:
بأغلبية عشرين صوتا وامتناع ثلاثة أعضاء عن التصويت أقرت الحكومة الإسرائيلية صفقة تبادل الأسرى مع حزب الله,وجاء هذا التصويت خلافا لرأي الأجهزة الأمنية وظنون رئيس الوزراء أولمرت بأن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين لم يعودا على قيد الحياة.
وقد حذر كل من يوفال دسكين رئيس جهاز الأمن الداخلي وزميله رئيس جهاز الموساد مائير داغان من الصفقة التي سوف تكون مناسبة مفرحة لحزب الله باعتبارها انتصارا يأتي بتحرير سمير القنطار المسجون في( إسرائىل )منذ عام .1979
وكانت وزيرة الخارجية »ليفني« في عداد الوزراء الذين ترددوا في إبرام الصفقة بقولها:»لأننا لم نتأكد بعد فيما إذا كان الجنديان على قيد الحياة« لكن وزير النقل موفاز يرى ضرورة وضع نهاية لهذه القصة المؤلمة »فإذا لم تكن إسرائىل مسؤولة عن أمن أبنائها فلن يضمن أبناؤها أمنها«.
ومن أجل الإبقاء على معنويات جنودها مرتفعة كانت دائما مستعدة لدفع ثمن من أجل مبادلة الأسرى,وقد سبق أن جرت عمليتا تبادل أسرى في الثمانينات.
ففي عام 1983 تمت مبادلة 4700 سجين أمني لقاء ستة جنود إسرائيليين وقعوا قبل ذلك بعام في أيدي فتح.
وفي أيار 1985 جرت ما سميت آنذاك بصفقة جبريل حيث أطلق سراح ثلاثة جنود إسرائيليين مقابل 1150 أسيراً فلسطينياً.
وقد حذرت صحيفة معاريف من »استسلام هيستيري يؤدي إلى دفع أي ثمن«. الأمر الذي قد تنتج عنه أعمال خطف وقتل أخرى.
خيبة أمل البريطانيين من رئيس وزرائهم
رأت صحيفة فرانكفورتر رونوشاو في تحليل لها بقلم »بيتر نوننماخر« أن رئيس الوزراء البريطاني قد خيب آمال البريطانيين بعد أقل من عام على تسلمه المنصب وجاء فيه:
لن يشهد داونينغ ستريت 10 جوا احتفاليا هذا اليوم عندما يكون قد مر عام على تسلم غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني منصبه,لقد بدا وكأن الأشهر الاثني عشر التي مرت عليه في هذا المنصب كانت كارثة عليه وعلى حزب العمال الذي يترأسه.
فالأزمات والفضائح والقرارات الخاطئة وغيرها كانت طاغية على هذه الفترة, يضاف إلى ذلك الهزائم الانتخابية لحزب العمال على المستوى البلديات.
لقد برز المعارضون المحافظون كبديل حقيقي وبناء على آخر الاستطلاعات لن يحصل حزب العمال على أكثر من 25% من أصوات الناخبين,لأن 71% من البريطانيين لا يعتقدون أن حزب العمال بزعامة براون سيكسبون الانتخابات القادمة,فكيف حصل هذا التدهور الدراماتيكي خلال هذه الفترة القصيرة? فعندما تسلم براون منصبه قبل عام كان يحلق فوق غيوم وردية,تعاطف عام قوبل به وزيرة الخزانة الذي أراد تضميد الجراح وإزالة الصراعات بعد عشر سنوات من حكم توني بلير.
لقد استطاع لفترة وجيزة أن يقدم نفسه كأب للأمة »بالتعامل الهادئ مع هجوم إرهابي ومع عودة ظهور داء الفم والحوافر لكن سرعان ما انحدر سريعا عن قمة الجبل«.
والتغزل بالانتخابات الجديدة-الأمر الذي تراجع عنه في اللحظة الأخيرة- كلفه بين عشية وضحاها خسارة سمعته بأن له نظرة استراتيجية بعيدة المدى وكذلك خسارة كفاءته الشخصية.
والشيء نفسه حدث بعد نصف عام من تسلمه رئاسة الوزراء وذلك بالإصلاح الضريبي الذي وضعه براون عندما كان وزيرا للخزانة والذي أراد به أن يناور مع المحافظين, إذ تبين أنه يشكل أعباء إضافية على الفقراء.
ورغم العديد من التحذيرات تمسك رئيس الوزراء بهذه الخطة إلى أن ضاعت الفرصة وتطور الأمر إلى قضية ضخمة,لقد بدا وكأنه مدبر مكائد يرى الالتواءات والاعوجاجات أهم من المبادىء وأعمته شجرات التكتيك عن غابة الاستراتيجية وبالتالي انهارت سمعته بأنه بطل الضعفاء في المجتمع.
يضاف إلى ذلك سوء الإدارة والفضائح المالية وقوانين مكافحة الإرهاب التي هي مثار خلاف وعدم قدرة براون على شرح أهدافه السياسية للرأي العام.
إن ما دمر سمعته السابقة ليس أنه يتحمل وحده مسؤولية ضيق بعض البريطانيين ذرعا من حكومة بلير التي دامت أحد عشر عاما أو أنه السبب في النهاية المفاجئة للعصر الذهبي للاقتصاد البريطاني من خلال الديون والارتفاع الكبير في تكاليف المعيشة, لكن بالدرجة الأولى هو أن براون لم يثبت الكفاءات القيادية المتوقعة منه.
المتشائمون في معسكر حزب العمال يخشون أن رائحة الخسارة تلازمه والتي لم يعد بإمكانه التخلص منها.
لم يعد الحزب أمام خيارات كثيرة ولم يعد خليفة توني بلير قادرا على تأمينها عليه أن ينقذ نفسه مع براون من الأزمة أو أن يغرقا فيها معا.