أولها: تسجيل دور مسبق كان يتأخر عدة أيام.. وثانيها غياب تلك الأرتال الطويلة الممتدة لآلاف الأمتار أمام مراكز التسليم من السيارات والجرارات المحملة بالقمح.. وثالثها ولعله أهمها: اختفاء ظاهرة المتاجرة بالقمح وغياب مراكز شرائها التي كانت منتشرة في جميع أنحاء المحافظة والتي كانت تستجر نسباً كبيرة منالانتاج.
وأسباب كل ذلك ليست الاجراءات التي اتخذت من قبل الجهات المعنية لضبط وتسهيل عمليات الاستلام.. ولا ارتفاع أسعار القمح الذي يجمع كل الأخوة الفلاحين الذين سألناهم عن الأسباب -أنها لم تزل غير عادلة وغير مجزية بسبب الارتفاع الهائل في أسعار المحروقات.. وإنما الأسباب هي ضعف الانتاج.. وقلة المساحات التي قدر لها في النهاية أن تدخل في دورة الانتاج والتسويق.. وهي في معظمها مساحات مروية متوضعة الى الغرب من مدينة حماة وضواحيها الشمالية والجنوبية.. أو بعلية تمكنت من مقاومة قلة الأمطار بفضل مزن عابرة في نهاية فصل الربيع.
يضاف إليها -ارتفاع غير متوقع في درجة الحرارة التي وصلت في موسم الازهار وتشكل الحبوب نحو (39) درجة مئوية في نيسان الماضي.. مع الأخذ بعين الاعتبار تلك الموجات المتتالية من الصقيع التي تتالت في الفترة الواقعة بين 19 كانون الأول من العام الماضي و26 كانون الثاني من العام الحالي.. الأمر الذي أدى الى تضرر حقول كثيرة من القمح والشعير والعدس والحمص والفول وغيرها من الزراعات الشتوية.
وإذا علمنا أن تقديرات مديرية زراعة حماة قد حددت المساحات المزروعة بالقمح بنحو (57360) هكتاراً.. والمساحات التي خرجت من دورة الانتاج للأسباب التي بيناها آنفاً بنحو (26694) هكتاراً.. وهي المساحات البعلية المقدرة بنصف المساحات المزروعة.. قدرت المساحات المزروعة بالشعير (129280) هكتاراً تضرر منها بنسبة 10%.. فإنه يمكن للمرء تصور الحالة التي ستكون عليها عمليات الاستلام وخاصة أن الحقول المرورية في منطقة الغاب.. تضررت هي الأخرى لقلة عدد الريات اللازمة بسبب أزمة المازوت التي شهدتها المحافظة قبل ارتفاع أسعاره.. أضف الى كل ذلك التأخر في إطلاق شبكة ري حمص- حماة التي تروي الحقول بين المدينتين.
هذه الأضرار شملت أيضاً مجال زراعة الغاب الذي شهد هوالآخر فصل ربيع جافاً نجمت عنه تقديرات غير متفائلة للانتاج.. بسبب انخفاض الثقل النوعي لحبات القمح.
وتقدر الجهات المعنية في المحافظة إجمالي المساحات المزروعة بالقمح في مجالي زراعتي حماة والغاب بنحو (107) هكتارات من المتوقع أن تنتج نحو (250) ألف طن.. والمساحات المزروعة بالشعير بنحو (130196) هكتاراً قد تنتج نحو (21) ألف طن فقط.
أما باقي المحاصيل الشتوية كالحمص والعدس فقد تواضعت كمياتها هي الأخرى حيث بلغت نحو (3000 طن حمص و1583 طن عدس)..
وقد انتهت عمليات حصاد الشعير.. وتشارف عمليات حصاد القمح على الانتهاء هي الأخرى وسط ترتيبات اتخدها الفلاحون للحصول على أكبر كمية من التبن الذي تجاوز سعره (9) ليرات للكيلو غرام الواحد وتتوقع الجهات المسؤولة عن التسوق استلام ما يقارب (175) ألف طن من القمح هذا العام في مراكزها ال (13) المنتشرة في جميع أنحاء المحافظة.