تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


(سبونسر .. Sponsor) ..إلــى متـى تبقـى مفـردة نكـرة في حياتنـا الثقافيـة.. ؟!

ثقافة
الاثنين 17-11-2014
 لميس علي

لن تقف عن حدود الدهشة التي يسببها لك العدد الكبير من الشعراء والكتّاب ممن يشاركون إشرافاً على مجلة «بابيلون- babylon».. لأن دهشة أخرى سرعان ما تصيدك جراء الكم الهائل من أسماء المشاركين هذه المرة دعماً مالياً..

مجموعة «السبونسر».. الداعمين.. الراعين.. الكفلاء.. هل من الممكن لولا وجودهم أن يخرج مشروع ضخم مثل مجلة «بابيلون أو بابليون».. كنوع من الإيحاء إلى زمن بابل وحضارتها.. دون نسيان الجهد الأول الذي كان لشاعرة عراقية الأصل أرادت القيام بمثل هذا الإصدار العصري والحضاري من قلب عاصمة أوروبية.‏‏

في (612) صفحة يأتي العدد الأول جامعاً الأدب والفن.. الجمال والموضة.. الثقافة والحضارة.. وغيرها مما يمكن لعقلك أن يتصور وجوده في هكذا نمط من إشراقات ثقافية قل حضورها.. فيجتذب من الموضوعات الحديث والعريق.. العربي والغربي.. وليجاري روح العصر يلفتك ذاك الإخراج الإلكتروني المربوط إلى إمكانية الاستماع إلى موسيقا غالباً ما تذكرك بأجواء الموسيقا البابلية أو المشرقية القديمة.. وكزيادة لجرعة الترف الإلكتروني لن تُحرم كقارئ عصري من ميزة التصفح ثلاثي الأبعاد لموضوعات سينمائية.‏‏

لايهتم هذا المشروع بإشغال الفكر عبر الكلمة وحسب.. إنما يبتغي مشاغلة العين والأذن.. يشرك حواس المتلقي.. وكما لو أن القائمين عليه يدركون تماماً أن من يبتغي السير في طريق الثقافة عليه مجاراة روح العصر.. عليه جذب القارئ بكسر المفهوم الجاف المتجهم لكل ما هو ثقافي معرفي.. يصيدون المتلقين عبر حيلة إقران مواضيع تختص بالفكر، كملحمة جلجامش، إلى جانب أخرى تنشغل بالموضة والجمال.. ولهذا يسهل عليهم تسويق «الثقافي».. يسيرون خطوة نحو حداثة عصرية.. ينشرون فكرة جديدة عن معنى المجلات التنويرية.‏‏

هل تستطيع مشاريعنا الثقافية القيام بمثل هذه الوصفة.. ماالذي يعيق سيرها.. ومجاراتها لمفردات عصرنا «الميديوي».. ؟‏‏

كبسة زر إلكترونية.. تنقلك إلى فضاءات غنية متنوعة.. لكن كم من الجهود يقف وراء كبسة الزر تلك.. كم من الثقة والإيمان بجمالية مشروعهم يمتلك القائمون عليه.. ؟!‏‏

كل تلك الرحلة، التي من الممكن اعتبارها نوعاً من «المولتيميديا»، تجري مجاناً.. رحلة إلكترونية في فضاء «النت».. تسمعك موسيقا.. تُريك السينما.. وتُتحفك بآخر صرعات الموضة..‏‏

هي بهرجة.. لكن ليست فارغة إنما من النوع الذي يحتفي بالمعلومة.. بالثقافي.. بالفكري.. والتنويري.. المشكلة لدينا أننا لم نتعوّد تلقي معلومة «مبهرجة».. ودون نسيان أن عامل تصديرها لنا من الغرب يُحاط دائماً بهالة الحفاوة والترحيب.. فكل ما يأتي إلينا منه يُغلّف بورق «السيلوفان» البرّاق.. حتى لو صُنع بخامة عربية.. ولتبقى مشاريع مشرقنا تسعى وراء لملمة بعض «الربحية».. وللأسف هي ربحية مادية.. فماذا عن ربح الإنسان.. وبناء عقله وثقافته.. ؟‏‏

في العقد الأخير.. وعلى صعيد المسرح.. قامت مجموعة من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية بنشاط نوعي إخراجاً وتمثيلاً.. بمجهودهم الشخصي تمكّنوا من دعم مشاريعهم الفردية بتمويل بعضٍ من أصحاب الفعاليات التجارية الذين دخلوا معهم التجربة تحت مسمى «السبونسر».. قلة قليلة، من هؤلاء الراعين، ساهمت بإنعاش الحالة المسرحية السورية.. حينذاك.. وقلة قليلة تدرك أن الفائدة يمكن حسبانها بـ (المرتجعة).. أي أنها بالمحصلة نوع من الدعاية والإعلان لمنتجهم.‏‏

أما الآن.. فنحتاج إعادة تفعيل هذه الحالة ليس على الصعيد المسرحي فقط.. بل على الصعد الثقافية المعرفية بمختلف تفرعاتها.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية