وبالنسبة لتفاصيل هذه الارقام فقد بلغت قيمة الاجمالي التقريبي للصادرات السورية خلال الارباع الثلاثة من العام الجاري 2.1 مليار دولار في حين سجلت الصادرات السورية اجمالا في العام المنصرم ما يصل الى 1.182 مليار دولار اما في عام 2012 الذي سبقه فقد سجلت الصادرات 2.07 مليار دولار في حين بلغت قيمة الصادرات في عام 2011 ما يقارب 8 مليارات دولار وقبلها في عام 2010 قبل اندلاع الازمة وصلت قيمة الصادرات الى 8.764 مليارات دولار.
وفي تصريح خاص قال المدير العام للهيئة العامة لتنمية وترويج الصادرات ايهاب اسمندر ان معدل الصادرات يرتبط بمدى حاجة البلاد لسلع الانتاج والاستهلاك المحلي التي تنقصها فكلما كانت نسبة هذا النقص كبيرة كلما كانت نسبة اعتماد البلاد على مستورداتها كبيرة ايضا، اما في حال ارتفاع نسبة الصادرات فان ذلك يعني حكما وجود انتاج محلي من توليفة السلع والمستهلكات المحلية التي تكفي نسبيا السوق المحلية مما يتيح المجال لتصدير نسبة منها، او الفائض منها في حال كفاية الانتاج للاستهلاك المحلي مع ما يوفره ذلك من الاقتطاعات من الدخل الوطني للشراء من الخارج من جهة، وتوفير ايرادات للخزينة العامة للدولة من القطع الاجنبي الناجم عن التصدير من جهة اخرى.
وأشار الى ان زيادة الصادرات تعني بشكل او باخر تحسن هياكل الانتاج والاستهلاك رغم ظروف الحرب وهو تحسن قام على حساب المستوردات بالنظر الى ان تحسن التصدير يعني تراجع الاستيراد.
وبحسب اسمندر فان جملة من الصادرات باتت تسجل مرة اخرى تصنيفا لها على مستوى مؤشرات الصادرات العالمية حيث تأتي سورية في المرتبة 27 بين دول العالم في تصدير الحمضيات الطازجة والمجففة كما تحتل سورية المرتبة التاسعة في السوق الروسية في استيراد الحمضيات ، وفي نفس السياق يأتي الاردن في المرتبة الاولى بين دول العالم في استيراد الحمضيات الطازجة والمجففة من سورية بقيمة اجمالية وسطية تبلغ 6.3 ملايين دولار وبنسبة 68.1% من الصادرات السورية، تليها روسيا الاتحادية التي تستورد حمضيات سورية سنويا بقيمة وسطية تصل الى 1.6 مليون دولار بنسبة 18.1% من اجمالي الصادرات السورية بالتوازي مع جملة اخرى من الفواكه الطازجة والمجففة التي تصدرها سورية وباتت تحتل مراتب متقدمة بين دول العالم المصدرة لهذا النوع من المنتجات.
ويضيف المدير العام لهيئة تنمية وترويج الصادرات ان تراجع معدل الصادرات السورية خلال العامين الماضيين يعود الى تأثر الانتاج السوري بشكل كبير بالأزمة لجهة الدمار الكبير الذي خلفته الاعمال الارهابية في البنية التحتية والضرر الكبير الذي لحق بالشركات الصناعية الامر الذي انعكس سلبا على الصادرات السورية بشكل عام.
اما في العام الحالي فقد تحسن اداء التصدير السوري تبعا للميزة التنافسية التي حققها وهي تحسب على اساس امتلاك السلعة المصدرة حصة اكبر من الاسواق التي تستوردها، مشيرا الى اهمية الصادرات السورية من الفواكه الى جانب الحمضيات ولا سيما الخوخ والمشمش والكرز، حيث تأتي روسيا في المرتبة الاولى بين دول العالم في استيراد هذه الاصناف الثلاثة من سورية بقيمة تصل الى 7.1 ملايين دولار وبنسبة تصل الى 39.3% من صادرات سورية من هذا البند الجمركي، في حين تحتل سورية المرتبة 14 عالميا في السوق الروسية والمرتبة الاولى في كل من الاردن ولبنان وتركيا ومصر، ففي عام 2013 المنصرم استوردت روسيا من سورية خوخا ومشمشا وكرزا بقيمة تزيد على 7 ملايين دولار بقليل في حين استورد الاردن -تاليا لروسيا- من سورية من هذه الفواكه بقيمة 5.6 ملايين دولار وبنسبة من اجمالي الصادرات السورية تصل الى 30.5%، تليها مباشرة مصر والتي استوردت من سورية نفس توليفة الفواكه بقيمة 4.3 ملايين دولار وبنسبة 23.4% من اجمالي الصادرات السورية من هذا النوع من المنتجات.