قبل 60 عاماً اجتذبت مسرحية «بانتظار غودو» بنصها الفرنسي جمهوراً من أوساط النخبة الباريسية، ويقول جيمس نولوسن صديق المؤلف وكاتب سيرته.
«كل أولئك الآلاف الذين يدعون أنهم حضروا العرض الأول لم يكونوا هناك، ببساطة لأن عدد المقاعد كان محدوداً».
كما أنه لم يكن بالإمكان التنبؤ بأن تلك المسرحية التي عرضت لأول مرة في 5 كانون الثاني عام 1953، ستصبح علامة فارقة في تاريخ الدراما الحديث.
السؤال: لماذا حافظت المسرحية على شعبيتها وتأثير كل هذه السنين، متجاوزة أعمال «كتَّاب الغضب» البارزين في نفس الفترة تقريباً؟
يقول نولسون إن الغموض ربما هو السبب، فالمسرحية تعتمد على الإيحاء أكثر من التصريح. مضيفاً: «بإمكان القارئ أن يجد فيها ما يشاء» هذه الحرية في تفسير النص جعلت المسرحية لا ترتبط بزمن محدد.
تطرح المسرحية أسئلة وجودية عن الحياة والموت، متسائلة عن جدوى ما يحدث بينهما، بعيداً عن الزمان والمكان.
اكتسبت المسرحية شهرتها بسبب عرضها في أماكن مختلفة، فكل من عانوا الكوارث الطبيعية والحروب استلهموا «غودو»، فقد عرضت المسرحية في مناطق الكوارث والحروب في «سراييفو» بعد الحرب الأهلية وكذلك بعد إعصار كاترينا، وفي سجن «سان كوينتين» في كاليفورنيا رأى السجناء فيها تجسيداً لانتظارهم.
ومن الطرائف التي مر بها مؤلف المسرحية، أنه كان مسافراً في مطار هيثرو في لندن إلى باريس حين سمع قائد الطائرة يحيي الركاب قائلاً: «كابتن غودو يحييكم» يقول بيكيت عندها أحس وكأن القدر قد أمسك بتلابيبه أخيراً، بأن وضع غودو المنتظر في طريقه.